الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الصراعات القبلية تهدد السلام الهش في السودان

5 سبتمبر 2009 02:26
سلام هش تم بين الشمال والجنوب السوداني منذ نهاية الحرب الأهلية التي استمرت 21 عاما في عام 2005 لكن التصاعد الذي حدث مؤخرا في الاشتباكات القبلية الدموية في الجنوب أثار المخاوف من عودة صراع واسع النطاق. وظلت النزاعات القبلية وغالبا ما تكون بشأن قطعان الماشية شائعة منذ أمد بعيد في مناطق الحكم الذاتي في الجنوب السوداني لكن سهولة الوصول إلى الأسلحة المتخلفة من الحرب الأهلية بين مسلمي الشمال والمسيحيين والوثنيين في الجنوب ساعد في زيادة محصلة القتلي. وقتل اكثر من ألف شخص نتيجة العنف القبلي هذا العام. ووقعت احدث عمليات القتل يوم الجمعة الماضي عندما قتل اكثر من 40 في مصادمات بين قبيلتي الدينكا بور والنوير. وقد صدم السودانيون بهذا التحول إلى هذا النمط من العنف الذي بدأ يودي بحياة المزيد من النساء والأطفال. وصرح جوناثان وايتوول رئيس منظمة أطباء بلا حدود في جنوب السودان «عادة ما نري الصراع على الماشية حيث تستهدف هذه الماشية ويكون الرجال هم المصابين». وأردف «ما نراه هذا العام هو مقتل مزيد من النساء والاطفال وارتفاع أعداد القتلي عن الجرحى. النية هي الوصول الى القرى بهدف واضح هو قتل اكبر عدد ممكن من الناس». وقد أحصت منظمة أطباء بلا حدود 1057 قتيلا و259 جريحا في الحوادث الست الكبرى التي تصدت لها هذا العام. وتقول الامم المتحدة إن مجموع من قتلوا بلغ نحو 1200. وقال وايتوول ان منظمة اطباء بلا حدود غير متأكدة من السبب خلف العنف الجديد لكن مسؤولين في جنوب السودان اتهموا الشمال بتدبير المتاعب بهدف تقويض الانتخابات التي تأخرت بالفعل في جنوب السودان. وقد نفى الشمال هذه الاتهامات. ويتردد أن المعتدين في الجولة الاخيرة من العنف كانوا يرتدون الزي العسكري ويحملون قطع سلاح آلي حديثة. ويقول الاسقف دانيل دينج بول ياك رئيس الكنيسة الابيسكوبالية السودانية في بيان «إن الكنيسة ترى ان هذا ليس صراعا قبليا كما يشاع لكنه هجوم منظم متعمد على المدنيين من قبل أولئك الذين يرفضون السلام». وأضاف «انه جريمة ضد سلام السودان وإذا ما ترك دون مواجهة فانه سيلحق ضررا كبيرا لتنفيذ سلس لاتفاق السلام الشامل». وقد وضع هذا الاتفاق الذي ابرم عام 2005 خريطة طريق تشمل انتخابات في جنوب السودان بحلول هذا العام واستفتاء بشأن الاستقلال عام 2011 . بيد أن الامم المتحدة تحذر من انه في حالة استمرار هذا العنف فانه سيكون من الصعب تنظيم مثل هذا الاستفتاء المهم في الجنوب. والصراع القبلي هو فقط احدث تهديد لاتفاقية السلام الشامل. وهددت الاشتباكات بين القوات الشمالية والجنوبية في منطقة ابي الغنية بالنفط والمتنازع عليها العام الماضي بإعادة الجانبين إلي الحرب. بيد انه برغم التقدم الواضح فإن قلة فقط تعتقد ان السلام في المتناول.
المصدر: نيروبي، جوبا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©