استمرار عصيان سجن صيدنايا ومخاوف من تزايد الضحايا

أكدت السلطات السورية أمس اندلاع أعمال شغب في سجن صيدنايا العسكري على بُعد 20 كيلومتراً شمال-غرب دمشق، متهمة عددا من المحكومين بجرائم ''التطرف والإرهاب'' بإثارة الفوضى والإخلال بالنظام العام والاعتداء على زملائهم، فيما استمر عصيان السجناء لليوم الثاني على التوالي وسط مخاوف من ارتفاع عدد الضحايا· وقال بيان سوري رسمي مقتضب بثته وكالة الأنباء السورية ''إن الأحداث بدأت في الساعة السابعة من صباح السبت الخامس من يوليو أثناء قيام إدارة السجن بالجولة التفقدية على السجناء''· وأضافت أن الأمر ''استدعى التدخل المباشر من وحدة حفظ النظام لمعالجة الحالة وإعادة الهدوء للسجن، وتنظيم ضبوط بحالات الاعتداء على الغير وإلحاق الضرر بالممتلكات العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين''· ولم يوضح البيان أي تفاصيل ولم يذكر عدد القتلى والجرحى أو حجم الدمار والأضرار في السجن والممتلكات العامة· وفيما قللت مصادر سورية رسمية من شأن الأنباء عن مقتل عشرات الأشخاص داخل السجن، أعلن ''المرصد السورى لحقوق الانسان'' في لندن نقلاً عن ''مصدر في السجن'' أن العصيان ما زال مستمراً· ونسب إلى ''شاهد عيان من أهالي المعتقلين'' قوله إنه تمكن من اختراق الطوق الأمني المفروض على السجن وشاهد عددا من السجناء ما زالوا على سطح مبنى السجن ولكن بعدد أقل من الذي شوهد أمس الأول· وقال المرصد في بيان بهذا الخصوص ''إن السجناء كانوا يعاملون معاملة سيئة جدا وتوجه لهم الإهانات باستمرار، وهناك معتقلون منذ سنوات دون محاكمة وإذا حوكموا تصدر محكمة أمن الدولة العليا بحقهم أحكاما جائرة بتهم لا علاقة لهم بها''· وأضاف ''خلافا لبعض التسريبات عن انتهاء العصيان والسماح لأهالي المعتقلين بزيارة أبنائهم، قال الأهالي للمرصد ان عناصر الأمن السورية منعتهم من الاقتراب من السجن الأمر الذي أثار مخاوف كبيرة لديهم على مصير أبنائهم وسط مخاوف من ارتفاع كبير في عدد الضحايا بعد التعتيم والصمت الرسمي السوري على الأحداث''· وطالب السلطات السورية بكشف تفاصيل ما سماها ''مجزرة السبت الأسود'' في السجن وإعلان أعداد الضحايا لطمأنة أهالي المعتقلين على مصير أبنائهم وتشكيل لجنة تحقيق من شخصيات حقوقية وقضائية مستقلة معروفة بنزاهتها ومحاكمة كل من أطلق الرصاص الحي على السجناء وتسبب في مقتل أي سجين·