السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قادة بريطانيا يحاولون كسب الوقت لمواجهة الانقسامات

قادة بريطانيا يحاولون كسب الوقت لمواجهة الانقسامات
28 يونيو 2016 00:53
لندن (وكالات) أبدت برلين وباريس وروما أمس معارضتها لفتح مفاوضات مع بريطانيا حول مرحلة ما بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي طالما لم تقدم رسمياً طلب الانسحاب، كما أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وقالت ميركل «نحن متفقون على أنه لن تحصل مفاوضات رسمية أو غير رسمية حول خروج بريطانيا من الاتحاد طالما لم يتم تقديم طلب خروج من الاتحاد الأوروبي على مستوى المجلس الأوروبي». جاء ذلك في ختام لقائها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي في برلين. من جانب آخر، قالت ميركل، إن ألمانيا وفرنسا وإيطاليا تنوي أن تقترح على الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي «إعطاء زخم جديد» للمشروع الأوروبي في مجالات الدفاع والاقتصاد خصوصاً. وأوضحت «سنعرض اقتراحاً على زملائنا» رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي بهدف «إعطاء زخم جديد» لمشروع أوروبا في مختلف المجالات في الأشهر المقبلة. من جهته، دعا هولاند إلى «عدم إضاعة الوقت» لرحيل بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فيما يتريث البريطانيون في تقديم طلب الانسحاب رسميا. وقال هولاند في برلين «الحس بالمسؤولية يتضمن عدم إضاعة الوقت لمعالجة مسالة رحيل بريطانيا». وبعد أربعة أيام على الصدمة التي أحدثها التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يحاول القادة البريطانيون كسب الوقت في مواجهة الانقسامات الداخلية. وأعلنت لندن أمس إنشاء دائرة خاصة ستبدأ العمل على مسألة الخروج من الاتحاد. كما أعلن المحافظون البريطانيون أمس أن تعيين خلف لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون سيجري بحلول 2 سبتمبر، مسرعين بذلك هذه العملية. وحاول وزير المال البريطاني جورج أوزبورن طمأنة الأسواق حتى قبل فتح البورصة. وقال إن بلاده لن تبدأ إجراءات الخروج من الاتحاد الأوروبي «إلا عندما تتوافر لدينا رؤية واضحة للترتيبات الجديدة مع جيراننا الأوروبيين». وظل التوتر الشديد سائداً في بورصة لندن، مع هبوط عند بدء التداولات في أسهم المصارف والعقارات وشركات الطيران. وتراجع الجنيه الاسترليني إلى أدنى مستوى له مقابل الدولار الأميركي منذ نحو 31 عاماً. واعتمد زعيم كتلة مؤيدي الخروج المحافظ بوريس جونسون لهجة تصالحية غير معتادة مع خصوم الأمس بتأكيده أن بريطانيا «جزء من أوروبا» وأن التعاون مع الجيران الأوروبيين «سيتعزز». وأكد في مقال نشرته صحيفة «ديلي تلجراف» أن خروج بريطانيا «لن يتم بتسرع». وفي دليل على أن قسماً من البريطانيين خصوصاً الشباب، يجد صعوبة في تقبل نتيجة الاستفتاء تخطت عريضة تطالب بتنظيم استفتاء ثان 3,7 ملايين توقيع صباح أمس. وقال جيمي ماكاتير الطالب من ايرلندا الشمالية (18 عاما) في نيوري «كنت أُريد الدراسة في إسبانيا لكنني لست أكيدا من أنني سأكون مدرجا بين قوائم التبادل في حال لم نعد مواطنين في الاتحاد الأوروبي». ويحاول الأوروبيون تنظيم صفوفهم لاتخاذ موقف مشترك وتغليب شروطهم. ودعا وزيرا خارجية ألمانيا وفرنسا فرانك فالتر شتاينماير وجان مارك آيرولت في وثيقة مشتركة نشرت أمس في برلين إلى تعزيز التكامل «السياسي» في أوروبا رداً على خروج بريطانيا من الاتحاد. وقال شتاينماير وآيرولت في الوثيقة التي نشرت على موقع وزارة الخارجية الألمانية باللغة الألمانية «سنحقق تقدماً جديداً باتجاه وحدة سياسية في أوروبا، وندعو الدول الأوروبية الأخرى إلى الانضمام إلينا في هذه العملية». لكن عدداً من وزراء خارجية دول أوروبا الوسطى في مجموعة فيزيغراد ناقشوا المقترحات في براغ مع شتاينماير وآيرولت، عبروا عن «تحفظات عدة» على الوثيقة. وقبل ذلك قللت المستشارية الألمانية بسرعة من أهمية الوثيقة مؤكدا أنها غير ملزمة للمستشارة أنجيلا ميركل التي تدعو إلى الصبر وضبط النفس، خلافا لإعلان وزيري الخارجية. لكنهما أبديا تقبلا لفكرة اتحاد بصيغ مختلفة وشددا في الوثيقة «علينا الإقرار بأن هناك درجات متفاوتة من الطموح نحو اندماج أكبر بين الدول الأعضاء». وقال وزير الخارجية التشيكي لوبومير زاوراليك، إن آيرولت وشتاينماير يعتبران إعلانهما الذي يقع في تسع صفحات من أجل «أوروبا قوية في عالم غاب عنه الأمان» على أنه «وثيقة عمل». وأضاف أن المطروح «ليس وثيقة عمل بالتحديد، بحثنا فيها (مع المجر وبولندا والجمهورية التشيكية وسلوفاكيا) وعبرنا عن بعض التحفظات على النص وليس على التكامل بشكل عام». وزادت المخاوف من انفصال اسكتلندا، حيث أيد 62 بالمئة من الناخبين البقاء في اوروبا، من الدوامة السياسية التي تعيشها البلاد منذ صدور نتيجة الاستفتاء. وصرحت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجن أمس الأول بأن «المملكة المتحدة التي صوتت اسكتلندا من اجل البقاء فيها في العام 2014، لم تعد موجودة». وتأمل ستورجن بتنظيم استفتاء جديد حول استقلال بلادها. على صعيد الأحزاب السياسية، أعلن زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن الذي يتعرض لانتقادات داخل الحزب بانه لم يبذل ما يكفي من الجهود من أجل الدفاع عن الاتحاد الأوروبي في حملة الاستفتاء، أنه لن يستقيل رغم رحيل أكثر من ثلث أعضاء حكومة الظل احتجاجا. وقال كوربن «لن أخون ثقة الذين صوتوا من أجلي ولا ثقة الملايين في أنحاء البلاد الذي يحتاجون لتمثيلهم من قبل حزب العمال». وحذر كاميرون أمس مطالباً بأنه ينبغي ألا تجرى أي محاولة في البرلمان لمنع خروج بريطانيا من الاتحاد. وفي وقت لاحق حذر المتحدث باسم الكتلة البرلمانية للحزب القومي الاسكتلندي كاميرون من أن حزبه لا يريد خروج اسكتلندا من الاتحاد ضد رغبتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©