الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الابن والولد

26 مارس 2011 22:19
ولدك هو الشخص الوحيد الذي تتمنى من كل قلبك أن يكون أفضل منك، فقد يشعر الأخ بالغيرة من أخيه، أحياناً حين يكون أحسن منه حالاً، ولكنه لا يشعر بالغيرة من ابنه أبداً، ويتمنى دوماً أن يكون أحسن منه.. لفت نظري استعمال إخوتنا في موريتانيا وبعض البلاد المغاربية، وفي الصعيد المصري وبعض مناطق من السودان، لفظ «ولد» فلان بمعنى ابن، ووجدت أن في استعمالهم هذا اللفظ تفريقاً فطرياً دقيقاً صحيحاً بين معنيي الابن والولد.. في«لسان العرب» الوَلَدُ والوُلْدُ، بالضم: ما وُلِدَ أيّاً كان، وهو يقع على الواحد والجمع والذكر والأنثى، وقد جمعوا فقالوا أولادٌ ووِلْدةٌ وإِلْدةٌ، وقد يجوز أن يكون الوُلْدُ جمع وَلَد. والوِلْد، بالكسر: كالوُلْد لغة وليس بجمع لأَنَّ فَعَلاً ليس مما يُكَسَّر على فِعْل. الفرق بيـن الوَلَد والابن أن الابن يفيد الاختصاص ومداومة الصحبة، ولهذا يقال: ابن الفلاة لمن يداوم سلوكها، وابن الجبل لمن يطيل المكوث فيه، وتقول: تبنيت ابناً إذا جعلته خاصاً بك، ويجوز أن يقال: إن قولنا هو ابن فلان يقتضي أنه منسوب إليه، ولهذا يقال: الناس بنو آدم لأنهم منسوبون إليه، وكذلك بنو إسرائيل، والابن في كل شيء صغير، فيقول الشيخ للشاب: يا بني، ويسمي الملك رعيته الأبناء، وكذلك أنبياء من بني إسرائيل كانوا يسمون أممهم أبناءهم، ولهذا كني الرجل بأبي فلان وإن لم يكن له ولد على التعظيم، والحكماء والعلماء يسمون المتعلمين أبناءهم، ويقال لطالبي العلم: أبناء العلم، وقد يكنى بالابن كما يكنى بالأب كقولهم: ابن عرس، وابن تَّمرَةَ، وابن آوى، وبنات طبَقٍ، وبنات نعْشٍ، وبنات وَرْدَانَ. وقيل: أصل الابن التأليف والاتصال من قولك: بنيْتُهُ، وهو مبنيّ، وأصله بَني وقيل: بَنُؤ، ولهذا جُمِعَ على أبناء فكان بين الأب والابن تأليف، والولد يقتضي الولادة ولا يقتضيها الابن، والابن يقتضي أباً والولد يقتضي والداً، ولا يسمى الإنسان والداً إلا إذا صار له ولد وليس هو مثل الأب لأنهما يقولون في التكنية: أبو فلان وإن لم يلد فلاناً، ولا يقولون في هذا والد فلان، إلا أنهم قالوا في الشاة والد في حملها قبل أن تلد، وقد ولدت إذا ولدت إذا أخذ ولدها، ويقال الابن للذكر والولد للذكر والأنثى. فاروق جويدة: وتركت رأسي فوق صدركِ ثم تاه العمر مني.. في الزحام فرجعت كالطفل الصغير.. يكابد الآلام في زمن الفطام والليل يفلح بالصقيع رؤوسنا ويبعثر الكلمات منا.. في الظلام وتلعثمت شفتاكِ يا أمي.. وخاصمها.. الكلام ورأيت صوتك يدخل الأعماق يسري.. في شجن والدمع يجرح مقلتيك على بقايا.. من زمن قد كان آخر ما سمعت مع الوداع: الله يا ولدي يبارك خطوتك الله يا ولدي معك ??? وتعانقت أصواتنا بين الدموع والشمس تجمع في المغيب ضياءها بين الربوع.. والناس حولي يسألون جراحهم فمتى يكون لنا اللقاء؟ وتردد الأنفاس شيئاً من دعاء ونداء صوتك بين أعماقي يهز الأرض.. يصعد للسماء: الله يا ولدي معك.. ومضيت يا أمي غريباً في الحياة كم ظل يجذبني الحنين إليك في وقت الصلاة.. كنا نصليها معاً أماه.. قد كان أول ما عرفت من الحياة أن أمنح الناس السلام لكنني أصبحت يا أمي هنا وحدي غريباً.. في الزحام.. إسماعيل ديب | Esmaiel.Hasan@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©