الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات نموذج إقليمي في مكافحة التدخين

الإمارات نموذج إقليمي في مكافحة التدخين
23 مارس 2015 03:46
أحمد عبدالعزيز (أبوظبي) أكدت الأميرة دينا مرعد، المديرة العامة لمؤسسة الحسين للسرطان الرئيسة الفخرية للبرنامج الأردني لسرطان الثدي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعد الأفضل إقليمياً للتعامل بجدية في مجال مكافحة التبغ، حتى أصبحت نموذجاً يحتذى به في مجال تطبيق القوانين الصارمة التي تمنع التدخين في الأماكن العامة وتحظر بيعه لمن دون السن. وأضافت أن ثلث حالات السرطان يسببها التدخين وليس فقط الرئة بل تمتد إلى سرطانات البلعوم والصدر والمثانة، مشيرة إلى أن أعلى معدلات السرطانات في الأردن للرجال هي، سرطان الرئة وذلك لأن 32? من المجتمع الأردني مدخنون وأغلبهم من الرجال. وأشارت في حوار مع «الاتحاد» إلى أن الجمهور عليه الوعي بأنهم ضحايا شركات التدخين حيث إن هذه الشركات تبذل قصارى جهدها لجذب الأطفال والشباب حتى يدخلوا في تجربة التدخين ومن ثم يصبحوا أسرى ومدمنين للتبغ وزبائن لهذه الشركات التي لا ترغب إلا لجني الأرباح. وأوضحت أن هناك شركات للتبغ تضررت من غلق السوق الأوروبية والأميركية والعديد من الدول الغربية التي نفذت قوانين من شأنها تقليل التدخين، وهذه الشركات تنتقل الآن إلى الشرق الأوسط والدول العربية، حيث إن العديد من الحكومات العربية وقعت على الاتفاقية الإطارية إلا أنها لم تنفذ القوانين على أرض الواقع. ولفتت إلى أن عدد الشركات التي تنتج النرجيلة زاد بشكل كبير منذ عام 2012 حيث بلغ عددها 319 شركة حتى الآن وهناك ما يفوق 60 شركة لإنتاج تبغ النرجيلة، كما أن هناك شركات عالمية “فيليب موريس” استحوذت على شركات محلية لإنتاج الدخان. وعن أساليب الشركات المنتجة للتبغ، قالت سمو الأميرة دينا مرعد: «إن الشركات التي تنتج منتجات التبغ تعمل وفق استراتيجيات موضوعة مسبقاً وأساليب واستراتيجيات تعتمد على خمسة محاور معروفة وكانت قد كشفتها منظمة الصحة العالمية أول هذه المحاور هي تحضير المراهق لأجواء التدخين ثم ثانيها أن يمسك المراهق أول سيجارة ثم مرحلة ثالثة تعتمد على تثبيت المراهق على التدخين واستمراره فيه وتليها المرحلة الرابعة زيادة التدخين ليصل إلى علبة وأخيرا إدمان المراهق للدخان». وأضافت أن إدمان المراهق للتبغ يصبح بعدها زبوناً دائماً ومدمناً للتدخين مدى الحياة، مشيرة إلى ضرورة انتباه المجتمعات العربية لهذه الأساليب التي تنتهجها الشركات المصنعة للتبغ والتصدي لها للحفاظ على ثروتنا البشرية وتفادي الأضرار الصحية البالغة الخطورة التي تلحق بالمدخنين. ودعت سموها إلى ضرورة التنبه لإجراء المزيد من الدراسات والأبحاث والمسوحات حول تدخين التبغ في عالمنا العربي، حيث إن ارتفاع معدلات التدخين للتبغ أصبحت تتزايد بشكل كبير، واصفة نسب الزيادة بـ”الصادمة”. وقالت سموها في حوار لـ”الاتحاد” على هامش فعاليات المؤتمر العالمي الـ16 لمكافحة التبغ الذي اختتمت في أبوظبي مؤخرا: “إن الأمر بات ضروريا لإجراء أبحاث ودراسات معمقة عن التدخين لاسميا “النرجيلة” أو ما تعرف بالشيشة، والتي باتت معدلات تدخينها مرتفعة للغاية”. وأضافت أن ما يزيد الأمر خطراً أن معدلات تدخين النرجيلة باتت تتزايد بين النساء وهذه ظاهرة جديدة عكس ما كان الأمر في الماضي حيث إن المجتمع كان يرفض تدخين المرأة سواء للسجائر أو النرجيلة، مشيرة إلى أن النرجيلة أصبحت إدماناً يصيب أسر بأكملها حيث إنها أصبحت جزءاً من الحياة الاجتماعية ويعتبرها البعض لسوء الفهم ولعدم إدراك خطورتها، سبيلاً للترفيه أو الاسترخاء. وأشارت إلى أن هذه الأيام المجتمعات العربية أصبحت تتقبل تدخين الفتيات والنساء، محذرة من مخاطر التدخين عامة والنرجيلة بشكل خاص ،لأن العديد من المواطنين في الدول العربية لا يعتبروا النرجيلة من التدخين بل ويعتقدوا أن الماء الموجود في النرجيلة ينقيها من السموم، إلا أن الأمر مغاير تماماً للحقيقة حيث إن الدراسات أثبتت أن جلسة النرجيلة التي تستمر ساعة تعادل أضرار 60 سيجارة علاوة على المواد الكيماوية الموجودة في النرجيلة. ولفتت سموها إلى أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية بدأوا في إجراء أبحاث عن النرجيلة التي أصبحت تغزو مجتمعاتهم، وأول التقارير الطبية أثبتت أن تبغ النرجيلة يحتوى على مادة البنزين، كما أوضحت الدراسات أن هذا النوع من التبغ المستخدم في النرجيلة يسبب اللوكيميا أو المعروف بسرطان الدم. وأكدت أن المشكلة تكمن في أن جلسات النرجيلة أصبحت عائلية الأمر الذي يؤدي إلى تربية أجيال على أن تدخين النرجيلة أمر عادي، حيث إن الأب والأم والأقارب يدخنون، موضحة أن المجتمع أصبح يربط تدخين النرجيلة بالهدوء أو الاسترخاء. ولفتت إلى أن هناك زيادة كبيرة في أعداد الشركات التي تبيع النرجيلة كما أن الخدمات تطورت وأصبحت النرجيلة يتم توصيلها للمنازل “تيك أواي” وهذا أمر شديد الخطورة ولابد من الانتباه وإلا سنجد شباب المجتمع العربي يعاني من العديد من الأمراض. كادر 3// دينا مرعد أول عيادة للإقلاع عن التدخين أكدت صاحبة السمو الملكي الأميرة دينا مرعد المديرة العامة لمؤسسة الحسين للسرطان، اهتمامها بالدراسات والأبحاث عن أمراض السرطان التي تجريها المؤسسة التي تصنفها منظمة الصحة العالمية كمركز إقليمي معتمد للتدريب والاستشارات الطبية عن قضايا محاربة التبغ. وعن جهود المؤسسة في محاربة التدخين، قالت: «إن مؤسسة الحسين لديها أول عيادة للإقلاع عن التدخين حيث تقدم الدعم النفسي والمشورة لمدمن تدخين التبغ حيث إنه بالأساس مريض»، مضيفة أن المؤسسة أطلقت أول جائزة للصحفيين والإعلاميين لتشجيعهم على النشر لمزيد من الموضوعات، وتسليط الضوء على مخاطر التدخين ما زاد عدد الموضوعات الصحفية بنسبة 170? خلال عامين فقط. وأضافت أن مؤسسة الحسين أصدرت شهادات للمطاعم التي لا تقدم منتجات التبغ مثل النرجيلة وخالية من التدخين حيث إن هذه المنشآت الخدمية من مطاعم تسهم في الحفاظ على الصحة العامة. كادر/// دينا مرعد/// 1 الشباب والتدخين وصفت الأميرة دينا مرعد التحديات القادمة للدول العربية بالحرب الصحية التي ستواجه العديد من الحكومات حيث إن التدخين يشكل عاملاً أساسياً في زيادة أعباء الحكومات لتوفير العلاجات لأمراض السرطان وأمراض السكري والقلب والأوعية الدموية والتي أصبحت تكاليف العلاجات لهذه الأمراض مرتفعة للغاية. وقالت: إن الحكومات عليها الانتباه إلى مخاطر المستقبل الناجمة عن التدخين حيث إن الطبيعة الديموغرافية للمجتمعات العربية تزيد فيها نسبة الشباب الذين هم مستهدفون من قبل شركات التي تنتج التبغ بأشكاله المختلفة سواء كانت سجائر أم نرجيلة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©