الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معرض «سجل يا زمان» يجوب 16 دولة ويتحول إلى أقراص مدمجة

معرض «سجل يا زمان» يجوب 16 دولة ويتحول إلى أقراص مدمجة
26 مارس 2011 22:16
افتتح وزير الثقافة المصري عماد أبو غازي معرض “سجل يا زمان.. ثورة مصر.. صور للتاريخ” بالقاعة الرئيسة للفنون بدار الأوبرا المصرية. ويضم المعرض 400 صورة فوتوغرافية التقطها 60 مصوراً صحفياً وهاوياً تتضمن لقطات نادرة ومميزة لتوثيق أحداث ثورة 25 يناير منذ لحظة اندلاعها، وحملت عناوين منها “أرض الخوف” و”حاجز الخوف اتحرق”، و”دموع الأمهات”، و”قبل السقوط”، و”ثوار”، و”لحظة التنحي” و”افرحي يا أم الشهيد”. ماجدة محيي الدين (القاهرة) - تبرز أهمية توثيق الثورة التي تعد أهم حدث شهدته مصر، حيث إن توثيق الثورة يعتبر أحد اهتمامات وزارة الثقافة المصرية التي بدأت مشروعاً متكاملاً تتولى جانباً منه دار الوثائق المصرية من خلال حفظ العديد من الوثائق المهمة، وكذلك مكتبة الإسكندرية. إلى ذلك، دعا وزير الثقافة المصري عماد أبو غازي كلاً من لديه وثيقة أو صورة إلى تقديمها للمجلس الأعلى المصري للثقافة. رؤية متكاملة قال أبو غازي، الذي افتتح مؤخراً معرض “سجل يا زمان” بالقاعة الرئيسة للفنون بدار الأوبرا المصرية إن “المعرض عمل توثيقي مهم؛ لأن كلاً منا قد يكون شاهد جزءاً من الثورة، ولكن المعرض يتيح رؤية متكاملة بالصور الفوتوغرافية والفيديو لثورة من أهم ثورات العالم”. وقال د. ممدوح حمزة، رئيس اللجنة المنظمة للمعرض، إن ما يحتويه المعرض من لقطات وصور هو قطرة في محيط، وهناك مئات الصور سيتم جمعها للتوثيق، بحيث تصدر في كتاب، كما سيتم طبعها على أسطوانات مدمجة، مشيراً إلى أن المعرض سينتقل إلى العديد من دول العالم، ومنها ألمانيا وفرنسا، حيث طلبت 16 دولة استضافته، ويتم التنسيق حالياً ليحقق المعرض أكبر عائد ممكن لصندوق دعم أسر شهداء الثورة. وعن فترة الإعداد للمعرض، قال محمد مهران، المصور الصحفي بدار “أخبار اليوم” عضو اللجنة المنظمة، إن الفكرة خرجت من شعبة المصورين بنقابة الصحفيين المصريين ولقيت تأييد ودعم الاستشاري العالمي الدكتور ممدوح حمزة، وبمجرد طرحها تقدم 72 مصوراً صحفياً وهاوياً بأعمالهم في وقت قياسي، وكان المجال مفتوحاً أمام الجميع لتوثيق الثورة، وبلغ عدد الأعمال نحو 6320 صورة، وتم تشكيل لجنة من كبار المصورين برئاسة المصور فاروق إبراهيم لاختيار 400 صورة فقط تتضمن لقطات مميزة. وترصد عدسة عمرو نبيل مصور وكالة اسوشيتدبرس أحداث الثورة بما تضمنته من عنف ولقطات إنسانية، حيث يشارك في المعرض بأربع صور تسجل كل منها حالة مختلفة. وعن أصعب المواقف التي تعرض لها، قال “هناك مواقف صعبة ولكن الحدث جعلنا نشعر بأننا نؤدي دوراً في غاية الأهمية؛ لأن الصورة لا تكذب وصورة واحدة ترد على مزاعم وشائعات كثيرة”. وعن تأثره بإصابة إحدى عينيه أثناء تغطيته للأحداث، قال “إصابتي أثرت على عيني وحصلت على حكم قضائي ضد وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي بالتعويض، ولم ينفذ ولجأت للاستئناف، وأتوقع أن يصدر الحكم بتأييد حقي قريباً، ولكن هذه الإصابة لم تجعلني أقل جرأة بل على العكس”. واجب وطني كشف المصور أحمد المصري عن أنه عندما كلف بتصوير أحداث الثورة من صحيفة “المصري اليوم” وكان حريصاً على أن تصل الصورة المطلوبة للصحيفة في التوقيت المناسب للنشر، لكنه عندما دخل ميدان التحرير وجد نفسه يشعر وكأنه يؤدي رسالة، وأنه يمكنه أن يرسل الصور مع أي زميل أو صديق للصحيفة، ورفض أن يترك ساحة الميدان لتظل عدسته ترصد الكثير من التفاصيل. وأضاف أنه يشارك بعشر صور معظمها ترصد أحداث “موقعة الجمل” بميدان التحرير وتسجل بوضوح الوجوه والتفاصيل الدقيقة لحظة بلحظة، مشيراً إلى أنه استطاع أن يختبئ خلف أحد الحواجز ليؤدي مهمته من دون أن يلحظه أحد. وأكد المصور عمرو دياب أنه شعر بسعادة كبيرة عندما كلفته صحيفة “اليوم السابع” بتصوير الثورة، ورغم أنه تعرض للإصابة بالرصاص المطاطي وجرح قطعي في رأسه مساء 28 يناير الماضي، فقد استمر في أداء مهمته حتى منتصف الليل، مشيراً إلى أنه يشارك بثلاث صور في المعرض تتضمن لقطات من أحداث الثورة في الإسكندرية. وقال “أجمل صورة سجلتها بعدستي كانت لأحد جنود الجيش، وهو يلوح من فوق دبابته بعلامة النصر وكانت بمثابة علامة أن النصر قريب”. واحتلت صورة “مسيرة الشموع” مساحة كبيرة من المعرض وعنها قال عماد الجمال مصور “أخبار اليوم” إنها واحدة من عشر صور له في المعرض، وهي صورة يظهر فيها الأقباط والمسلمون في مسيرة لتأبين الشهداء. ويشارك المصور محمد عمر بخمس صور كلفته جرحاً قطعياً بالرأس واحتجازه بأحد المستشفيات، إلى جانب فقد معداته وكاميراته. وعن أهم صورة لتوثيق الثورة، قال “كنت أشعر بأنني أؤدي واجباً وطنياً، ولم أفكر في حجم المخاطر المحيطة بي وصورت السيارات المصفحة وهي تدهس الثوار وطفلاً صغيراً لم يجد مكاناً يختبئ به سوى جانب إحدى الدبابات، والغريب أنه مستغرق في النوم، كما أنني المصور الوحيد الذي دخل مبنى الحزب الوطني بعد اشتعال النيران فيه لأسجل أعمال البلطجة والسرقة التي حدثت به”. وقال “بحكم خبرتي في التصوير الليلي التقطت صوراً للمتظاهرين وهم يواجهون قوات الأمن المركزي، كذلك صورت المصورين الأجانب وكأنهم جنود متخصصون في الحروب يرتدون واقياً للصدور ودروعاً وخوذات خاصة لحماية الرأس”. عبدالحميد عيد المصور بصحيفة “الأهرام” يشارك بأربع صور ترصد جميعها مظاهر العنف ضد المتظاهرين وكل منها في مكان مختلف. إلى ذلك، قال “حرصت على أن أتنقل بين أكثر من موقع لأسجل ما يجري لحظة بلحظة ولكني وجدت العنف هو المسيطر في مواجهة المظاهرات السلمية”. فيلم تسجيلي عقب افتتاح وزير الثقافة عماد أبو غازي معرض الصور الفوتوغرافية تم عرض فيلم تسجيلي تضمن المشاهد التي سجلها عدد من مصوري وكالات الأنباء وبعض الهواة والتي تم دمجها في فيلم تسجيلي واحد، أشرف على إعداده المخرج السينمائي محمد حمدي الذي قال إن الفيلم تم تركيبه وفقاً للتسلسل التاريخي للأحداث منذ 25 يناير حتى 11 فبراير، كما ضم صور عدد من شهداء الثورة وتاريخ ومكان استشهاد كل منهم وطبيعة الإصابة التي أودت بحياة الشهيد. ورغم المشاهد المثيرة الدامية التي شغلت مساحة من الشريط السينمائي، فإن خفة دم المصريين وأسلوبهم الساخر ظهر جلياً حتى في أصعب الأوقات حيث سجل البعض جانباً من تلك المشاهد التي فجرت الضحك خاصة مشهد “الزار” ذلك الطقس الشعبي الذي لجأ إليه بعض الثوار لطرد العفريت، ومشهد المنادي الذي يبحث عن مسؤول يصدر تصريحاً عاقلاً ومشاهد حفلات الزفاف بجوار الدبابات في ميدان التحرير وحلاق الثورة الذي تطوع بتقديم خدماته مجاناً للثوار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©