سادي أدو حنجرة ماسية تغني هموم الناس اليومية

''هيلين فولا سادي أدو'' الشهيرة باسم ''سادي (SADE)، حنجرة نسائية جاءت كهدية غير متوقعة من نيجيريا إلى الساحة العالمية· فصوتها الرقيق يتدفق كهمسة حلم أو أكثر كلما انساب مع موسيقى الجاز الرقيقة أو النغمة الحزينة للون موسيقى ''البلوز'' ذي العاطفة الجياشة· الفن الذي تتقن ''سادي'' كتابة كلمات أعذب أغانيه أيضاً بمزيج عجيب من مشاعر الحب وأفكار الشباب وهمومهم المعاصرة· فهي تتحدث ببساطة عن قضايا إنسانية عميقة، كما في أغنيتها ''لآلئ''، التي تحكي عن معاناة امرأة في مجاعة الصومال، أو أغنية ''جيزابيل''، الفتاة التي لم تولد وفي فمها ملعقة ذهب، فدفعها الفقر إلى درب صعبة ومهينة· وهكذا نجحت ''سادي'' بكلمات أغنياتها الشفافة أن تخلب القلوب وتجذب الأسماع إلى عالمها الساحر في أوروبا وأميركا والعالم على حد سواء· سمراء ''إيبادان'' بداية ''سادي'' كانت بعيدة جدا من ضباب مدينة لندن· فقد ولدت الفتاة السمراء في مطلع الستينات لأب أفريقي وأم إنجليزية في ''ايبادان'' بنيجيريا، على بعد 50 كيلومترا من ''لاجوس''· ثم انتقلت بعد 20 عاماً مع أمها إلى بريطانيا، فكان ذلك بمثابة ولادتها الثانية التي صقلت موهبتها الغنائية، وما لبثت أن غزت عالم الموسيقى في فترة قياسية، مع فريقها الذي حمل ما بين 1984 و،2004 اسما مشتقا من اسمها، وهو ''سادي GCOhSADE ADU''· أطلت ''سادي'' على جمهورها كمغنية رئيسية بصحبة فريق غنائي مكون من عازف ''البيز'' الأساسي ''بول سبنسر دينمان''، وعازف ''الأورجن'' ''أندرو هيل''، وعازف ''الساكسفون'' و''الجيتار'' ''ستيوارت ماثيومان''، الذين أضفوا بمواهبهم التلحينية وبراعتهم في العزف رونقاً خاصاً على أداء ''سادي''· وقد استمر الفريق حتى بدأ الجمهور يتذوق نكهة ''سادي'' الخاصة كمغنية من طراز رفيع، خاصة مع أغنيتها الرهيفة ''حبّك ملكا'' (1984)، لدى صدور ألبومها الأول ''حياة ماسية'' الذي اكتسح بريطانيا وأميركا، وفازت بجائزة ''جرامي'' الموسيقية كأفضل فنانة جديدة· أقوى من الكبرياء توالت أسطوانات ''سادي'' مثل ''وعد'' و''أقوى من الكبرياء''، ثم ألبوم ''لا شيء أبهى من المرة الأولى''، الذي صدر عام ،1990 وفيه طورت ''سادي'' أداءها معززة حضورها بأغنية ''أحلى ممنوع'' التي شكلت نقلة نوعية في مسيرتها الفنية· ولم تمض عشر سنوات على إطلاق ألبومها الأول حتى حققت ''سادي'' انتشاراً ساحقاً على الساحة الموسيقية الأوروبية والأميركية عبر أربعة ألبومات باعت 11 مليون نسخة في أمريكا وأكثر من 27 مليون نسخة حول العالم· وتألق العديد من أغانيها على قمة العشر الأوائل، ومنها ''سموث أوبريتور'' و''أحلى ممنوع'' و''حب غير اعتيادي'' و''قبلة الحياة'' و''الفردوس''· لقد امتلكت ''سادي'' إضافة إلى صوتها الدافئ موهبة استثنائية في كتابة كلمات أغنياتها الحالمة التي تعكس الأفكار والحوارات البسيطة للعشاق· واتسع أفق بعض أغانيها للأحاديث الداخلية والمشاغل اليومية للناس العاديين، فخاضت في أفكار اجتماعية تناولت معاناة المرأة والبطالة في بريطانيا أو المجاعة والحروب في الصومال وأفريقيا، أو حتى جفاف الحياة الاجتماعية في المجتمعات الغربية الاستهلاكية التي تدفع الفرد نحو العزلة وسلوك الأنانية واللامبالاة بالآخرين·