الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شباب أميركيون:أبوظبي فتحت عيوننا على الحقيقة

شباب أميركيون:أبوظبي فتحت عيوننا على الحقيقة
6 يوليو 2008 00:58
يجهل معظم الشباب الغربي ما يدور من سجال وحراك اجتماعي وسياسي وثقافي حول المرأة في المجتمعات العربية والإسلامية· فكل ما يستحضره المواطن العادي في البلدان الغربية هو ما تردده بعض الكتابات ووسائل الإعلام عن وضع شديد القتامة· وما ملتقى حوار الشباب العربي - الغربي حول قضايا المرأة الذي استضافه الاتحاد النسائي العام في أبوظبي مؤخراً، الا خطوة على طريق تغيير الصورة النمطية عن المرأة العربية التي تعرضت لتشوهات في المخيال الثقافي الغربي، فما هي فكرة الشباب الغربي عن المرأة في المجتمعات العربية والإسلامية ؟ وكيف وجدوها في الإمارات؟ وإلى أي مدى تتنافى الصورة الحقيقية عما يحملون في مخيلتهم من أفكار مسبقة ؟ لم تكن لدى الأميركية جيريس سوليفان ''صورة واضحة عن دور المرأة أو مكانتها في المجتمعات العربية أو الشرقية قبل أن تزور مصر والإمارات''· ولهذا تؤكد أنها ''فوجئت تماماً بما شاهدته ولامسته عن قرب''· والسبب، كما تقول، هو وجود ''هوة شاسعة بين ما نسمع، وما أراه الآن· فوسائل الإعلام لا تنقل الواقع أو الحقيقة· وأرى أن الناس هنا لديهم شغف بالحوار مع الآخر، وعلينا أن نعترف أننا نفتقد الكثير من المعرفة عن الشرق والعرب والمسلمين''· وتعتقد سوليفان أن ''مثل هذه الزيارات والحوارات ليست كافية، وإنما هي بداية أو وسيلة لنطلع على ثقافات عميقة، وواقع اجتماعي ثري جداً نجهل الكثير من تفاصيله وأبعاده· فالمرأة العربية في تقديري ظلمت بفعل وسائل إعلام غير محايدة، وقاصرة، ولم تعطها حقها· ونحن مطالبون الآن أكثر من أي وقت مضى بالتعرف على هذه المجتمعات بشكل حقيقي، فمن يزور هذه الدول يجد واقعاً مختلفاً عما يشيعه الإعلام من تصورات مغلوطة''· انقلاب الصورة لا يختلف الأمر مع جويس ماكولي، من ولاية بوسطن الأميركية، التي لم تكن تملك ''فكرة واضحة عن العرب والمسلمين في السابق''، بل وتصف فكرتها بـ ''المشوشة'' منوهة إلى أن ''دراستها للعلوم السياسية، لم تفد كثيراً في إيضاح هذه الصورة لأن الدراسة تعنى بالشأن السياسي فقط· وكل ما كانت تعرفه يدور حول الصراعات السياسية، والمعارك والحروب، وأشكال وأنظمة الحكم''· لكن الصورة انقلبت بعد أن ''زرت مصر التي أعجبتني حضارتها وأحببتها جداً· أنا مندهشة مما لمسته من تقدم وحضارة ودفء وكرم وحفاوة· فالناس هنا عاطفيون ودودون، والمرأة تحظى بقدر كبير من الاهتمام· وما أدهشني قدرتها على التوفيق بين ثيابها المحتشمة ودورها في الحياة والعمل· وقد لمست أنها تتعاطى مع مفهوم الحرية من منطلق خاص· فهي تراها مسؤولية ومشاركة في الحفاظ على الهوية والتقاليد وفي نفس الوقت المساهمة في تنمية المجتمع والقيام بدورها فيه، من دون الإخلال في التوازن بين هذا وذاك''· أما الدرس الذي خرجت به ماكولي من زيارتها للإمارات فهو: ''نحن في الغرب مطالبون بتغيير نظرتنا ومحاولة فهم هذه الثقافة الثرية وخصوصيتها وما تكنه من احترام للمرأة، فقد شاهدت في زيارتي للاتحاد النسائي نساء يتمتعن بقدر كبير من الوعي والحماس والثقة· ولا شك في أن الصورة التي نحملها تختلف تماماً، وتحتاج إلى كثير من الوقت لتصحيحها''· علينا أن نعتذر لا يبتعد الدرس الذي خرجت به شيلاكو هانتن، من ولاية كاليفورنيا، عن مواطنتها ماكولي التي طالبت ''المجتمع الغربي والأميركي خاصة أن يقدم اعتذاره للعرب والمسلمين لجهله بحقيقة وجوهر ثقافتهم· فقد زرت مصر والمغرب وفلسطين والإمارات، وكل ما يمكن أن أقوله إننا مطالبون بتقديم اعتذارنا، والعمل على تصحيح مفاهيمنا الخاطئة''· وأضافت: ''معظم الأفكار السائدة في الغرب عموماً وفي الولايات المتحدة تحديداً لدى عامة الناس أن المرأة في بلاد الشرق عموماً، وفي معظم البلدان النامية تتعرض لأشكال عديدة من القهر والظلم والحرمان والتمييز، أو أنها تعامل بكثير من ''الدونية'' مقارنة بالرجل، وتعتبر أداة لإشباع رغباته فقط· وكثير من وسائل الإعلام تردد هذه النغمة، وتنقل هذه الصورة عن الشرق أو العرب والمسلمين، لكن هناك فئة واعية تدرك الواقع، وتعلم حقيقة الصورة وإن كانوا قلة مقارنة بالفئة الأولى· ومن يشاهد ويرى ما رأيناه هنا في الإمارات، سيغير فكرته بكل تأكيد''· الإمارات نموذج مشرف يذهب أوسكار كامارجو، من ولاية تكساس الأميركية، المذهب نفسه، فهو يدرس التاريخ العربي والإسلامي في القاهرة ويحتك في تعاملاته اليومية مع الناس، ويعلم أن ''الثقافة الإسلامية تعلي من شأن المرأة وقدرها، وتحث على احترامها ككيان إنساني مهم وفعال في الحياة''· ويتابع: ''لا أخفيكم أنني أحاول دائماً نقل هذه الصورة إلى المجتمع الأميركي الذي يجهل حقيقة الثقافة العربية والإسلامية· فالصورة العامة التي يحملها غالبية الغربيين عن المجتمعات العربية والإسلامية سلبية، خصوصاً فيما يتعلق بسيادة الرجل، وتخلف المرأة، ومعاناتها من أشكال القهر الاجتماعي وعدم المساواة بالرجل، وعدم نيلها حقها من التعليم والعمل أو أي حقوق أخرى· لكن الصورة غير ذلك والإمارات تقدم نموذجاً مناقضاً تماماً لهذه الصورة السلبية، فالمرأة في الإمارات تتمتع بمكانة راقية واحترام شديد واهتمام رسمي بها وبنشاطها''· هوة شاسعة تتفق أشابينا، أميركية من أصل هندي، مع الرأي السابق لكن لأسباب أخرى، فهي بحكم اصولها الهندية تمتلك معرفة جيدة بأوضاع المرأة الشرقية والمرأة العربية والمسلمة، وتستطيع حسب تعبيرها أن تتلمس الهوة الشاسعة بين فكرة المجتمع الغربي عن المرأة الشرقية عامة وبين الحقيقة· وترى أشابينا أن ''مسؤولية الإعلام العربي والإسلامي في هذا الصدد لا تقل عن مسؤولية الإعلام الغربي، فهو قاصر وغير مؤثر في حين أن الإعلام الغربي قوي وفاعل ومؤثر لكنه محكوم برأس المال والمصالح التي تحكم اتجاهاته وأهدافه''· وتضيف: ''لقد ازدادت النظرة إلى الثقافة العربية والإسلامية سوءاً بعد أحداث 11 سبتمبر، ومن الصعب أن تقنع كل فرد في المجتمع الأميركي بأن هناك فرقاً شاسعاً بين الإسلام كدين وشريعة وبين مثل هذه السلوكيات والجرائم التي ترتكب باسم الإسلام والمسلمين· هناك بالطبع من يدركون هذا الفارق، لكن قلة من الناس تفهم أوضاع المرأة هنا بشكل سليم· ومن يزور المجتمعات العربية سيغير رأيه وفكره حتماً، وهذا ما حدث بالنسبة لمجموعة الشباب في هذا الملتقى· إنهم مبهورون بما شاهدوه في الإمارات، ويزدادون دهشة عندما يعرفون أن الشريعة الإسلامية تحث على احترام المرأة وكرامتها وحقوقها''· رغم حماستها الواضحة، تأسف أشابينا ''لكون الواقع في بعض الدول العربية والإسلامية لا يعكس المكانة العالية التي منحها الإسلام للمرأة''، لكن هذا الأسف لا يمنعها من الاعتراف بأن ''ما تحظى به المرأة من مكانة ورعاية واهتمام وحقوق في الإمارات أمر يستحق الاحترام''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©