الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصيام في الصيف يضاعف متاعب العمال والحرفيين المغاربة

الصيام في الصيف يضاعف متاعب العمال والحرفيين المغاربة
5 سبتمبر 2009 01:43
يعاني بعض العمال والحرفيين أثناء أداء مهامهم في شهر رمضان بسبب ظروف العمل وحرارة الطقس خاصة أن رمضان هذا العام حل في فصل الصيف، ويضطر أصحاب المهن الشاقة لتحمل مشاق الصيام وصعوبات المهنة والظروف المناخية لتأمين احتياجات أسرهم التي تزداد في رمضان. ولا يجد أصحاب الأعمال والمهن الشاقة والثقيلة الوقت والظروف المناسبة للاستمتاع بقدسية هذا الشهر الفضيل وما يتخلله من طقوس وعادات بل انهم يعملون ساعات إضافية ويلهثون وراء لقمة العيش لتغطية مصاريف أسرهم التي تعاني من ضيق ذات اليد وانتشار البطالة بين أفرادها. مهن شاقة من بين أبرز هذه المهن الشاقة البناء وعمليات حفر وتعبيد الطرقات والصيد والحرف اليدوية عموما والتي تتطلب مجهودا عضليا كبيرا ويستمر دوامها لأكثر من ثماني ساعات يوميا، ويقول رشيد (عامل بناء): «كنا نعاني من التعب والإرهاق بسبب العمل الشاق المتواصل، ومع حلول شهر رمضان في فصل الصيف أصبحنا نعاني أشد المعاناة بسبب حرارة الشمس حيث نضطر الى العمل تحت أشعتها الحارة في الأماكن المفتوحة ما يعرضنا لضربات الشمس ولمخاطر الإرهاق والتعب والعطش الشديد خصوصا اننا نعمل بوسائل بدائية ولا نتوفر على آلات لرفع مواد البناء الى أعلى البناية». وأوضح العامل أنه يضطر أحيانا الى العمل بدوام اضافي من أجل الحصول على مردود مالي يكفيه لسد حاجيات البيت في رمضان، حيث يخرج إلى عمله في السادسة صباحا ويعود الى بيته في السادسة مساء. ويعتبر علي (عامل في البلدية) أن نظافة الشوارع من أصعب المهن في رمضان ويقول:»أقوم بكنس الشوارع والأزقة والطرق الضيقة وأجوب المنطقة في فترة قياسية وتحت حرارة الشمس الملتهبة دون مراعاة لشهر الصوم بل على العكس تتم اضافة مهام جديدة الينا كتنظيف المنطقة المحيطة بالأسواق والمساجد والتي يتخذها الباعة الجائلون مكانا لعرض بضاعتهم في رمضان أو تعويض بعض الزملاء الغائبين بسبب التكاسل عن العمل في رمضان». 10 ساعات عمل يعاني إبراهيم الذي يعمل خبّازا الأمرين لأنه يعمل 10 ساعات يوميا أمام فرن كبير يخرج منه لهب حارق، ويقول: «أقف أمام الفرن بعد صلاة الفجر ويستمر عملي الى ما بعد صلاة العصر وأحيانا أعود الى هذه «المحرقة» ذات اللهب والحرارة المرتفعة التي تلفح وجهي وجسمي في المساء لتأمين الرغيف لوجبة السحور»، ويضيف إبراهيم أن أكثر ما يقلقه من العمل في رمضان هو عدم استفادته من قدسية هذا الشهر بإقامة الليل وأداء صلاة التراويح وقراءة القرآن وصلة الرحم بسبب ارتفاع ساعات العمل في رمضان عن الأيام العادية والكد من أجل لقمة العيش، ويشير إلى أن الكثير من عمال المخابز يتخلّون عن مهنتهم الشاقة بصفة مؤقتة في رمضان تفاديا للارهاق والمشقة. ويعاني عمّال المناجم كثيرا أثناء أداء مهامهم في شهر رمضان حيث أنهم مطالبون بالعمل في المناجم في مناطق بعيدة عن المدن وتحمل حرارة الشمس وغبار المعادن ويقول سعيد:«نعمل وسط ظروف صعبة ودرجة حرارة عالية لساعات طويلة ومما زاد من معاناتنا أن رمضان هذه السنة جاء في عزّ فصل الصيف». واعترف سعيد بأن العمل وسط هذا المناخ الصحراوي الحار يمنعه أحيانا من الصوم فيفطر حرصا على انقاذ نفسه من هلاك محقق، ويحرص على قضاء دينه حين يعود الى أهله في الاجازة أو حين تخف درجة الحرارة. جدل فقهي يثير موضوع مشروعية إفطار صيام أصحاب الأعمال والمهن الشاقة الذين يواجهون ظروفا قاسية في عملهم جدلاً فقهياً بين العلماء والفقهاء، فمنهم من يرفض إفطارهم ومنهم من يؤيد الافطار والقضاء من أيام أخر، مثل حسن الفاسي أستاذ بكلية الشريعة الذي يؤيد ذلك ويقول إن «الذين يعملون وسط ظروف صعبة ودرجة حرارة مرتفعة وتقتضي ظروف عملهم القيام بمجهود عضلي لساعات متواصلة من النهار كالعمل في حفر المناجم والوقوف أمام الأفران ورعي الابل في الصحراء جاز لهم الافطار وعليهم القضاء من أيام أخر». وأوضح أن «من غلبه الجوع والعطش وشعر بالارهاق الشديد والتعب واستحال عليه الصوم وتأدية عمله جاز له الإفطار لكن فريضة الصوم لا تسقط عنه بل عليه أن يختار الوقت المناسب لقضاء دينه قبل حلول رمضان المقبل». ونصح الفاسي أصحاب الأعمال الشاقة بتأجيل أعمالهم إلى ما بعد شهر الصيام اذا أمكن تأجيلها لكي يتمكنوا من صيام رمضان والاستمتاع بأجوائه الدينية والاجتماعية، أو الاتفاق مع رب العمل من اجل التخفيف عليهم من الأعمال التي تتطلب مجهودا عضليا كبيرا في الأجواء الحارة، والتقليل من ساعات العمل وتعويضها بالعمل في الليل حتى يتمكنوا من الصوم.
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©