الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سلام الشرق الأوسط.. ومخاطر انهيار المفاوضات

سلام الشرق الأوسط.. ومخاطر انهيار المفاوضات
1 ابريل 2014 23:38
ويليام بوث وروث إيجلاش رام الله، الضفة الغربية نظراً لخوفهم من إمكانية انهيار مفاوضات السلام التي ترعاها الولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة، يقوم الفلسطينيون بتقييم خياراتهم، التي يقولون إنها تتراوح من الدعوة إلى مقاطعة إسرائيل دولياً إلى تنظيم مظاهرات جماعية إلى السعي وراء مزيد من الاعتراف في الأمم المتحدة. ومن بين الإمكانيات الأكثر خطورة- أو التهديدات، مثلما يراها الإسرائيليون– أن يحاول الفلسطينيون رفع دعوى قضائية ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية، بدعوى أن الجيش الإسرائيلي ارتكب جرائم حرب في الضفة الغربية. والواقع أنه حتى إذا استمرت المفاوضات لبضعة أشهر، فإن الكثير من النشطاء الفلسطينيين يعتقدون أن مآلها هو الفشل في نهاية المطاف. ويقولون: إن الوقت قد حان لاعتماد مخطط فلسطيني بديل. بيد أن الذهاب إلى لاهاي سيمثل خطوة تنم عن اليأس؛ ثم إنه من غير المؤكد تماماً ما إن كان الفلسطينيون سيُمنحون حق التقاضي أمام محاكم عالمية، ناهيك عن أن يتم النظر في ما يدفعون به من ادعاءات. ومع ذلك، فقد أثار التهديد بالذهاب إلى لاهاي قلق الحكومة الإسرائيلية، التي من شبه المؤكد أنها سترد على ذلك بخطوات انتقامية. كما أن من شأن مثل هذه الخطوة أيضاً أن تغضب أقرب حلفاء إسرائيل: الولايات المتحدة. والحال أن السلطة الفلسطينية تعتمد على مليارات الدولارات المخصصة لدعم الميزانية والمساعدات الإنسانية التي تقدمها لها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من أجل بقائها واستمرارها. وفي هذا السياق، تقول حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية المكلفة بجمع الخيارات التي يمكن للزعماء الفلسطينيين أن يتبعوها في حال فشل مفاوضات السلام: “إن الأمر سيكون شبيها بانفجار قنبلة ذرية”. وفي وقت يقوم فيه الدبلوماسيون الأميركيون برحلات مكوكية بين رام الله والقدس في مسعى لتمديد المفاوضات، التي من المقرر أن تنتهي في التاسع والعشرين من أبريل، يشدد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على أنه لن يوافق على مواصلة المفاوضات حتى يتم الإفراج عن دفعة أخيرة من الأسرى الفلسطينيين، تضم 26 سجينا، مثلما تم الوعد بذلك سلفا. وفي الأثناء، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لاجتماع وزاري لأعضاء حزبه الليكود يوم الأحد الماضي: “إن الأمر إما سينتهي بتسوية أو سينهار”، مضيفا أن الصورة ستتضح في غضون “بضعة أيام”. ووفق الجدول الزمني الذي رعته الولايات المتحدة وتمت الموافقة عليه الصيف الماضي، فإنه كان يفترض أن يتم إطلاق سراح آخر دفعة من الأسرى الفلسطينيين الـ104 خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي. ولكن نتنياهو يريد وعدا من عباس بأن مفاوضات السلام ستستمر قبل الإفراج عن السجناء، الذين يقضون جميعهم عقوبات طويلة بعد أن أدينوا بقتل إسرائيليين. وبالمقابل، يقول عباس، البالغ 79 عاما، لمساعديه ودبلوماسييه: إنه إذا انتهت المفاوضات، فإنه سيتعين على إسرائيل والولايات المتحدة أن تتعامل مع من سيخلفه. هذا ويقول المسؤولون الفلسطينيون: إنهم أعدوا لعباس وثائق ليوقعها تسعى لعضوية فلسطينية في نحو ستة منظمات تابعة للأمم المتحدة وجعل الفلسطينيين عضواً في اتفاقيات ومعاهدات دولية، وهي خطوات من شأنها أن تمثل خطوة أخرى نحو الشرعية بالنسبة للدولة الفلسطينية المقبلة. وبينما يتفاوض الطرفان، وعد عباس بعدم السعي وراء اعتراف أكبر في الأمم المتحدة، التي حصل فيها الفلسطينيون على وضع “دولة مراقبة غير عضو” في 2012. وكانت العضوية الكاملة في الأمم المتحدة قد عُرقلت في 2011؛ ولكن الدبلوماسيين الأميركيين حذروا إسرائيل من أن الولايات المتحدة لا تستطيع عرقلة مزيد من الخطوات الفلسطينية في الأمم المتحدة، وخاصة في حال انهيار المفاوضات الحالية. إلى ذلك، أكملت مجموعة من الخبراء الأكاديميين مؤخراً دراسة دامت ستة أشهر تبحث في ما سيحدث في حال قامت السلطة الفلسطينية، التي توفر أمناً وحكماً ذاتياً محدودين في الضفة الغربية منذ 1994، بحل نفسها أو الانهيار في أعقاب فشل المفاوضات. الدراسة التي أفرج عنها المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، تحت عنوان “اليوم التالي”، تتوقع أن يتسبب حل السلطة الفلسطينية في اضطرابات لاقتصاد الضفة الغربية– مع عدم دفع الرواتب وإفلاس البنوك– وأن يؤدي إلى ارتفاع حالة الفوضى والتسيب وعودة إلى الأيام التي كانت تعيث فيها المليشيات فساداً في الأرض، سواء تجاه الفلسطينيين أو الإسرائيليين. ويذكر هنا أن الزعماء الفلسطينيين كانوا قد هددوا في الماضي بحل السلطة الفلسطينية، التي أسست قبل عقدين من الزمن في أعقاب اتفاقات أوسلو، وترك الإسرائيليين يحكمون المنطقة بشكل مباشر. بيد أن السلطة الفلسطينية يمكن أن تنهار أيضاً في حال ذهب الفلسطينيون إلى لاهاي والأمم المتحدة وردّت إسرائيل على ذلك بحجز المال وأشكال أخرى من الدعم. وحسب حنان عشراوي، فإن السؤال الذي يطرحه الكثير من الفلسطينيين اليوم هو ما إن كانت مفاوضات السلام “ستنتهي على نحو محبط”. وتقول عضو منظمة التحرير الفلسطينية في هذا الصدد: “إذا حُمِّلنا المسؤولية وكانت ثمة تدابير خارجية ضدنا وانهارت السلطة الفلسطينية، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى سيطرة حماس على الضفة أو خضوع المنطقة لنفوذ زعماء الحرب”، مضيفة: “إن الناس هنا يملكون الأسلحة”. ينشر بترتيب خاص مع خدمة “واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©