الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الولايات المتحدة تموّل «بي بي سي» لمحاربة حجب الخدمة وقطع الإرسال

الولايات المتحدة تموّل «بي بي سي» لمحاربة حجب الخدمة وقطع الإرسال
26 مارس 2011 22:11
فيما يشبه لعبة القط والفار تخوض كبريات مؤسسات الإعلام والإنترنت في العالم نوعاً من معارك الكر والفر من أجل الحفاظ على تأثيرها المتعاظم في العالم وكان له في التحولات الأخيرة في المنطقة مثالاً بارزاً على قوته. ويبدو واضحاً أن تصميماً ذا طبيعة دولية يدعم مثل هذا التأثير ونقله إلى دول ومناطق أخرى في العالم في الوقت الذي تسعى فيه بعض الدول إلى الحد منه. أبوظبي (الاتحاد) - يتزايد اتهام بعض الدول بممارسة أعمال حجب المعلومات بأشكالها المختلفة ولاسيما تلك المتعلقة بوسائل إعلامية مثل خدمة «بي بي سي» العالمية البريطانية، أو بشركات الإنترنت والاتصال الجديد مثل جوجل. في هذا السياق، كشفت صحيفة الجارديان البريطانية عن اتفاق جديد من نوعه ستتلقى بموجبه «بي بي سي» دعماً مالياً مهماً من الحكومة الأميركية لمساعدتها في التصدي لعمليات قطع خدمتها التلفزيونية وحجب مواقعها على الإنترنت في بلاد مثل إيران والصين. الالتزام بالموضوعية يأتي ذلك الاتفاق بعد أن استقطبت «بي بي سي» مؤخراً المزيد من الأنظار حول سياستها في دعم الحركات الاحتجاجية في العديد من البلدان على الرغم من تراجع التمويل الرسمي لها، بينما تؤكد الشبكة، التي تتمتع باستقلالية إدارية عن الحكومة التزامها بالموضوعية والكشف عن المعلومات حتى لو كان ذلك في قضايا السياسية البريطانية الحساسة مثلما حصل أكثر من مرة حيال الدور البريطاني في حرب العراق. إلا أن من المنتظر أن يثير الإعلان رسمياً عن الاتفاق ردود فعل وجدلا فيما خص مدى استقلالية «بي بي سي» مع حكومة مشكك بها في موضوع حرية المعلومات وخاصة بعد الحرب الشرسة التي تعرض لها موقع ويكيليكس لنشره مئات آلاف وثائق الدبلوماسية الأميركية. وقالت صحيفة الجارديان إن اتفاقا من المفترض أن يوقع في وقت قريب جدا بين الشبكة البريطانية ووزارة الخارجية الأميركية تقوم فيه الأخيرة بمد «بي بي سي» بمبلغ من المال (مكون ستة أصفار) من أجل استثماره في العثور على تكنولوجيا وبرامج تضع حلولا لعمليات حجب أخبار «بي بي سي» التلفزيونية أو على شبكة الإنترنت. وأوضحت أن جزءاً من هذا المبلغ سيخصص من أجل تعليم الناس، في الدول التي تحظر الشبكة البريطانية، على أساليب تقنية للتفلت من الرقابة للوصول إليها عبر التلفزيون أو الإنترنت. ولم تنفِ «بي بي سي» هذه المعلومات التي نشرتها الجارديان الأسبوع الماضي، والتي أضافت أن التمويل الأميركي جاء في وقت تواجه فيه «بي بي سي» العالمية خفضا في التمويل الحكومي البريطاني بنسبة 16% وهو ما يقدر بنحو 46 مليون جنيه إسترليني من ميزانيتها البالغة 236.7 مليون على مدى ثلاث سنوات، ما سيؤدي إلى الاستغناء عن 650 وظيفة ووقف بعض الأقسام الموجهة لناطقين بلغات وطنية إنما غير عالمية. وسيدخل دعم الولايات المتحدة للشبكة عبر الذراع الخيرية للشبكة البريطانية والمسماة «صندوق الخدمة العالمية». الفارسية والعربية توقعت الجارديان أن يتم الإعلان رسمياً عن الاتفاق في اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف في 3 مايو، وهو يتزامن مع سلسلة حوادث متزايدة تعرضت فيها خدمة «بي بي سي» عبر العالم في الفترة الأخيرة للحجب كما يقول مراقب الخدمة للشؤون الاستراتيجية والتجارية جيم ايجان. في هذا الإطار، تعرض تلفزيون «بي بي سي» الناطق باللغة الفارسية لحالات قطع عديدة، كذلك كان حال تلفزيون «بي بي سي» العربي مؤخراً في أجزاء عديدة من شمال أفريقيا خلال انتفاضات مصر وليبيا. وأضاف أيجان أن «الحكومات التي لها مصلحة في حرمان الناس من المعلومات وخاصة في أوقات الاضطرابات معتادة على فعل ذلك وهذا يعتبر مشكلة حقيقية الآن». ويتوقع استخدام جزء من الأموال الأميركية لمساعدة «بي بي سي» على تطوير برامج التحذير المبكرة التي تسمح بتحري حالات الحجب في وقت أسرع بكثير مما يجري حاليا، حيث تتلقى الشبكة بلاغات واتصالات من المستخدمين لإفادتها عن عدم تمكنهم من الوصول إلى محطتها التلفزيونية أو مواقعها على شبكة الويب. كما سيستخدم قسم من هذه الأموال لمكافحة الرقابة على الإنترنت من خلال مخدمات بديلة تعطي انطباعا بأن جهاز كمبيوتر موجودا في بلد ما يعمل فعليا من بلد آخر وذلك في محاولة للتفلت من إجراءات الحكومات القمعية لحجب المواقع. وكمثل على ذلك قال أيجان إن «لدينا دلائل بأن ليبيا ومصر حجبا الإنترنت وإشارات بث الفضائيات في الأسابيع الأخيرة»، مضيفا أن المعركة ضد الحجب وقطع البث ستكون طويلة ومتواصلة لأن «البلاد القمعية تقوم كما يبدو بتطوير طرقها لمهاجمة أي تكنولوجيا يتم تطويرها لمكافحة الرقابة». وشبه مصدر في «بي بي سي» ذلك بلعبة القط والفار. جوجل والصين عملاق الإنترنت جوجل وجه مؤخراً لوما للحكومة الصينية بعد مشاكل في الوصول إلى خدمة بريده الإلكتروني في الصين. وجاء ذلك بعد أن شكا مستخدمو الإنترنت ، وفق «بي بي سي نيوز»، من بلبلة في استخدام بريد «جيميل» في الأسابيع القليلة الماضية. وقالت شركة جوجل إنها لم تعثر على أي مشاكل تقنية في بريدها يبرر اضطرابه. وعليه انتقدت ما أسمته «حجبا حكوميا مصمما ليبدو وكأن المشكلة تكمن في جيميل نفسه»، والذي لاحظ المستخدمون أن التداخل فيه ترافق مع حملة على الإنترنت تدعو للمشاركة في احتجاجات شبيهة بما جرى في الشرق الأوسط. ويذكر أن جوجل كانت عانت في العام الماضي من هجمات إلكترونية من منظمات مقرها الصين استهدفت اختراق حسابات «جيميل» لناشطين في مجال حقوق الإنسان مما سبب حينها بتوتر بين الولايات المتحدة والصين، وأدى إلى خفض جوجل لتمثيلها هناك على الرغم من نفي بكين أي علاقة لها بتلك الهجمات وقولها بأن لا أساس من الصحة لمثل هذه الاتهامات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©