الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لغة الإشارة تساعد الصم على الاندماج والتواصل

26 مارس 2011 22:10
أبوظبي (الاتحاد) - يستطيع الأصم أن يتواصل مع الآخرين عبر طريقتين، إحداهما تتمثل بالطريقة الشفوية أي قراءة حركة الشفاه، والأخرى لغة الإشارات التي أصبحت اليوم لغة عالمية يتحدث بها الصم والبكم في جميع أنحاء العالم، ويتواصلون من خلالها فيما بينهم أو مع غيرهم من الأسوياء. وترجع أقدم المحاولات المعروفة لتنمية قدرات الاتصال لدى الصمّ إلى شخصين، هما رجل الدين الإسباني دوليون، ورجل الدين الفرنسي دولابي. فقد اهتم دوليون بتنمية التواصل الشفوي لدى الصم ونجح في قراءة اللغة لشقيقين أصمين، بطريقة تشبه طريقة قراءة الشفاة الحالية. أما لغة الإشارات فقد وجدت بشكل تلقائي لدى الصم، ولكنها تختلف من بلد لآخر، وكان أول من بادر بتنظيمها هو الأب دولابي الذي صنف إشارات الصم في قاموس صغير، لتصبح اللغة الأساسية في المدارس التي يشرف عليها. وتعرضت لغة الإشارة خلال القرن الماضي لهجوم شديد من أنصار الطريقة الشفوية وتم منعها، لتبقى طريقتهم الوحيدة المعترف بها، لكن هذا المنع لم يحل دون استعمال الصم للغة الإشارة فيما بينهم، ثم عاد الاهتمام بها بدءاً من ستينات هذا القرن حتى أصبحت لغة معترفا بها في الكثير من دول العالم، ونظر إليها على أنها اللغة الطبيعية للصم. اللافت في الأمر أن لغة الإشارات ليست موحدة في جميع دول العالم، بل إنها متمايزة كاللغات العالمية تماماً لكن ثمة هيئات تقوم على وضع مقاييس لتوحيد هذه اللغة في كل بلد وبين البلدان المختلفة، وهنالك من يرى بأنه من الواجب ابتكار لغة إشارة دولية تتمكن من جمع وتوحيد الصم والبكم عبر العالم. وتعتمد لغة الإشارة، وهي لغة وصفية، على تمثيل الكلمات والحروف الأبجدية على شكل حركات باليد والجسم وتعابير الوجه، حيث تؤدى بيد واحدة أو بكلتا اليدين، وتشمل هذه التعبيرات الحركة، والتحديد المكاني، وشكل اليد وتحديد الاتجاه ومجموعة واسعة يطلق عليها الإشارات غير اليدوية وهذه المظاهر الخمسة للغة الإشارة تحدث في وقت واحد وليس في تتابع متسلسل مثل خروج الأصوات في اللغة المحكية، فلغة الإشارة ليست مجرد حركة يدين بل يساهم في إنتاجها اتجاه نظرة العين وحركة الجسم والكتفين والفم والوجه، وكثيراً ما تكون هذه الإشارات غير اليدوية هي السمة الأكثر حسماً في تحديد المعنى وتركيب الجملة ووظيفة الكلمة. وبما أن لغة الإشارة هي اللغة الأم للصم، في حين أن اللغات المحكية هي الثانية بالنسبة لهم، فقد تم اختراع العديد من الوسائل التي تساهم في تعليمهم هذه اللغة أو توصل المعلومات إليهم، حيث بادرت العديد من القنوات التلفزيونية إلى اعتماد نشرات خاصة للصم والبكم من أجل أن تبقيهم على اتصال بالعالم من حولهم وتحيطهم بما يجري من أحداث. إلى ذلك، بادرت شركات اتصال باختراع أجهزة اتصال خاصة بهم، مثل مشروع “وسيط” الذي يستهدف شريحة الصمّ بصفة خاصة، وهو عبارة عن مترجم فوري يتم وضعه على أجهزة الجوال، ليقدم للصم سبل التواصل بينهم وبين الناس، ويساعدهم أيضاً في ترجمة اللغة المكتوبة التي يصعب فهمها عليهم إلى لغة الإشارة المألوفة بالنسبة لهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©