الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإعلانات التلفزيونية في رمضان.. جرعة زائدة عن الحدّ وفواصل ترفع الضغط

الإعلانات التلفزيونية في رمضان.. جرعة زائدة عن الحدّ وفواصل ترفع الضغط
5 سبتمبر 2009 01:33
أصبحت المادة الإعلانية هي الأكثر حضوراً على القنوات التلفزيونية خلال شهر رمضان الفضيل، لدرجة أنها طغت على المسلسلات والبرامج المختلفة بما فيها نشرات الأخبار، وباتت بمثابة المادة الأساسية للعرض فيما تحولت البرامج الأخرى إلى مادة هامشية.. الهجوم الكاسح لهذه الإعلانات على شاشة رمضان ليس بأمر جديد أو غريب، بل حدث اعتاد عليه المشاهد العربي كلّ عام وتقبله على مضض، إلا أنه في الحقيقة يبدي امتعاضه من هذه الظاهرة الرمضانية التي تعكر عليه صفو الاستمتاع بمشاهدة برامجه ومسلسلاته المفضلة، كما تدفعه وتفتح شهيته، عنوة، إلى المزيد من الشراء والاستهلاك في شهر يفترض فيه أنه شهر عبادة وترشيد استهلاك. فاصل إعلاني يعبّر مشاهدون عن استيائهم من زيادة المادة الإعلانية على حساب المسلسلات والبرامج الأخرى التي ينتظرونها بفارغ الصبر، لاسيما في فترة ما بعد الإفطار. وفي هذا الإطار يقول عبدالله علي المنصوري: «حجم الإعلانات التلفزيونية المعروضة في رمضان بات كبيراً جداً وبشكل مبالغ فيه، لدرجة أنه يفسد علينا مشاهدة البرامج والمسلسلات التي نتابعها خاصة في ساعات السهرة، وقد يعطلنا عن أداء بعض الأعمال والواجبات جراء انتظارنا نهاية المسلسل الذي يطول عرضه بسبب كثرة الفواصل الإعلانية وطول مدتها». من جهته ينتقد أحمد بلال زيادة حجم الإعلانات في رمضان بقوله: «فيما مضى كانت القاعدة الإعلامية تسير وفق قانون: «مسلسل ثم فاصل إعلاني ثم مسلسل»، لكن الآية انقلبت تماماً اليوم حيث أصبح الإعلان هو المادة الأساسية، أما المسلسل فأمر ثانوي، وبتنا نشاهد بين كلّ فاصل إعلاني وآخر فاصلا إعلانيا آخر». ويضيف أحمد: «المشكلة أن الإعلانات في بعض القنوات تستغرق 5 أو 10 دقائق من الوقت، وهي مدة تزيد عن مدة عرض المسلسل في كثير من الأحيان، وأحياناً كثيرة قد تصل مدة الإعلانات إلى 15 دقيقة على بعض القنوات، مقابل عشر دقائق للعرض الدرامي ما يشتت انتباه المشاهد ويجعله غير قادر على متابعة المسلسل، إلا من يتسنى له متابعته في فترة العرض الصباحي، الذي تقل فيه الإعلانات نسبياً». أما المشاهد عبدالنبي حنفي بدر فيوضح أن زيادة المادة الإعلانية في شهر رمضان باتت أمراً مزعجاً بالنسبة له، حيث يفسد عليه متعة مشاهدة برامجه المفضّلة وخاصة البرامج الدينية والتي طالتها هي الأخرى حمى الإعلانات التلفزيونية بشكل فاق عن الحدّ الطبيعي، متمنياً على التلفزيونات التخفيف من كمّ الإعلانات خلال الشهر الفضيل كونه شهر صوم وعبادة وشهر روحاني أكثر منه شهر تسوق واستهلاك. وبدوره يقول جميل صبيح إن الفضائيات تجمع الملايين من وراء هذه الإعلانات دون مراعاة لمشاعر ولنفسية المشاهد المسكين، الذي أصيب بأمراض ارتفاع الضغط والسكري، وهو ينتظر انتهاء الفواصل الإعلانية من المسلسلات الرمضانية أو على الأقل تخفيفها دون جدوى. نتائج عكسية من جهته يتحدث الإعلامي محمود عبدالقادر، عن هذه الظاهرة بقوله إن الزخم الإعلاني المعروض في رمضان صار يؤدي نتائج عكسية فبدل أن يؤتي الإعلان ثماره في جلب المستهلك صار يستفزه لدرجة أن كثيرا من المشاهدين يرفضون أي منتج يعلن عنه ويتكرر كثيرا في فترات الذروة الإعلانية أي الفترة المسائية، بسبب التكرار المملّ، فضلا عن محتوى ومضمون بعض الإعلانات التي لا تتناسب مع القيم العربية أو التي تقدم بطريقة سطحية أو بأداء سيئ. ويضيف عبدالقادر، إن الإعلان يمثل القاعدة الأساسية ولبنة البناء والدخل الرئيسي لأية قناة فضائية كما هي بالنسبة للصحف والمجلات وأية وسيلة إعلامية عموماً، لكن في نفس الوقت فهناك قواعد أساسية ونسب معينة يجب أن تسير عليها القنوات الفضائية بحيث لا تطغى نسبة الإعلان على نسبة المضمون، وهو أمر بديهي في الإعلام إلا أن كثيرا من القنوات الفضائية ضربت به عرض الحائط. انتعاش التعاقدات الإعلانية - ارتفعت التعاقدات الإعلانية في الإمارات لشهر رمضان المبارك بنسبة 15% مقارنة بالشهر ذاته العام الماضي، مسجلة رقماً قياسياً جديداً بلغ نحو 913 مليون درهم، بحسب بسام يحيى المدير الإقليمي لرصد الإنفاق الإعلاني في المركز العربي للبحوث والدراسات «بارك». وقال يحيى، في تصريح سابق «للاتحاد»، إنَّ شهر رمضان يمثل دائماً «أهم موسم إعلاني في الدولة»، حيث يشهد إنفاقاً إعلانياً استثنائياً مقارنة بأشهر السنة حيث بلغ الإنفاق الإعلاني في شهر رمضان الماضي نحو 796.3 مليون درهم، مقابل 566.2 مليون درهم في الشهر الذي سبقه، بزيادة بلغت 40 %. مشيراً إلى أن الإنفاق الإعلاني في الدولة سيتجاوز ضغوط الأزمة خلال شهر رمضان الحالي، حيث تتوافر العديد من المعطيات الإيجابية التي تحفز الإنفاق الإعلاني بشكل استثنائي حيث يتزامن قدوم الشهر المبارك مع عودة المقيمين، وتحسن مستويات الإنفاق في الشركات وظهور بوادر حقيقية على تعافي الاقتصاد. وأوضح أن المطاعم ومنتجي المأكولات والمشروبات يستحوذون على الحصة الأكبر من حجم التعاقدات الإعلانية خلال شهر رمضان، مشيرا إلى أن تلك الشريحة من المعلنين «لم تتأثر بشكل جوهري بتداعيات الأزمة». ولفت إلى أن الإعلانات التلفزيونية تسجل اكبر نسبة نمو خلال شهر رمضان، فيما تبقى الصحف في صدارة وسائل الإعلان الأكثر استخداماً على مستوى الدولة، بحصة 65.6% من إجمالي الإنفاق، مقابل 21% للتليفزيون، و8.6 % للمجلات. من جانبه، أكد إديموند مطران رئيس مجلس إدارة «ميماك اوجلفي» أن الإنفاق الإعلاني في شهر رمضان سيشهد نمواً في حدود 15%. وقال كابي شامات رئيس مجلس إدارة «فينشر كومينيكشن» المتخصصة في تصميم الحملات الإعلانية إن عملاء الشركة في القطاعات المرتبطة بالصناعات الغذائية «ضاعفوا ميزانية الإعلانات للترويج لمنتجاتهم خلال شهر رمضان». وأرجع زيادة الإنفاق الإعلاني خلال رمضان رغم ضغوط الأزمة المالية إلى محدودية تأثر شركات المواد الغذائية والمطاعم بالأزمة المالية وتداعياتها، مؤكدا أن الغالبية العظمى من هؤلاء العملاء ارتفع إنفاقهم على الحملات الترويجية لشهر الصوم بما لا يقل عن 50% مقارنة بمعدل الإنفاق طوال أشهر العام. ويتوقع شامات أن يشهد رمضان أعلى نسبة إنفاق إعلاني مقارنة بالسنوات السابقة. وأشار إلى وجود ارتباط وثيق بين زيادة الإنفاق الإعلاني ونشاط الإنتاج التليفزيوني خلال رمضان، حيث يساهم الإنتاج الفني الغزير في ارتفاع نسبة المشاهدة، ما يحفز المعلنين على رفع ميزانياتهم
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©