الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كنّه دقل الجالبوت

6 يوليو 2008 00:48
- دخلت مجلس جدي مع شقيقي الصغير، والشحوب يلوّن وجهينا، فسألني عن السبب، فأخبرته أن أخي خالف أمري وجلس إلى حوض السباحة في الجهة العميقة، مع مجلاته وأقلامه ورسومه، فسقط في الحوض، ولولا لطف الله تعالى لكان مصيره كالمجلات والرسومات التي تلفت· سبّح جدي بحمد الله، وقال باسماً يروّح عنا: يعني نجا أخوك كما دقل الجالبوت· لم أفهم قصد جدي، فاقتربت وشقيقي منه، وطلبنا أن يفسر لنا قوله، فرمّسنا: ''''كنّه دقل الجالبوت'' مثل شعبي تقوله الناس في منطقتنا، يدل على الحظ الكبير والنجاة غير المتوقعة!· وقصة المثل تعود إلى أكثر من 100 عام، حيث كان رجل مسن أعمى، يقيم على ساحل الشارقة، ويسكن وحيداً في بيت مبني من سعف النخيل· وذات يوم عاصف جلس يشوي سمكة في مسكنه، فهبت رياح شديدة تطاير معها الشرار من موضع الشواء والتصق بسعف النخل المبني منه البيت والبيوت المجاورة· فاشتعلت النار وأتت على كل المطلة على البحر، بما في ذلك سفينة أحد التجار، وكان اسمها ''جالبوت'' التي احترقت وبقي دقلها -ساريتها- سليماً لسقوطه في الماء، فنجا من الاحتراق· حاول الناس إخماد الحريق بواسطة قطع الحبال التي تربط سعف النخل إلى بعضه البعض دون جدوى لأن ألسنة النيران كانت أسرع، فتحول الفريج المطل على ساحل البحر إلى رماد، ونفقت الأبقار والأغنام احتراقاً في مرابطها، لأن أصحابها لم يتمكنوا من الوصول إليها لفكها، ووجد الرجل المسن الأعمى ميتاً متفحماً جراء الحريق· وأضاف جدي: ''ومع هذا القول الذي تناقلته الناس كمثل شعبي منذ ذاك الحين، يتناقلون أيضاً أن تلك السارية ما تزال في مكانها الأصلي على سواحل الشارقة، كشاهدٍ على حادثة تاريخية مؤلمة شهدتها المنطقة، والله أعلم''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©