الزريج أخضر رغم الصيف

يقتصر ظهور بعض النباتات على فصل الصيف الحار، لأنها تفضل حرارة الشمس على برودة الطقس، فتتحمل درجة حرارة تتجاوز 45 درجة مئوية· بل إن بعضها كنبات ''الزريج'' يفترش الأرض في أواخر الربيع منتظراً حلول الصيف ليزهر ويثمر· ينبت ''الزريج'' في صحارى المنطقة· ويلاحظ وجوده بكثرة في أبوظبي وجزرها· وله شكل جميل ولون أخضر غامق ويعد من نباتات الزينة· عن وصفه وميزاته وخصائصه تقول أخصائية النبات مريم المزروعي: ''يعتبر ''الزريج'' من أهم نباتات الصيف التي تنبت في بلادنا· ويتميز بأنه يظل أخضر طوال شهور الصيف الحارة جداً، فلا يذبل أو يتأثر بحرارة الشمس مطلقاً، ولعل تكيفه مع الحرارة العالية هو سبب زراعته وانتشاره في المنطقة''· وتضيف: ''هو نبات حولي أخضر مغبر يرتفع قليلاً عن سطح الرمال بنحو 15 سنتيمتراً· أوراقه سميكة مخملية الملمس، لها أعناق قصيرة وعروق كالأخاديد تظهر على صفحة الورق· أما أزهاره فهي صغيرة لها شكل العناقيد ويكون لونها في بداية ظهورها ليمونيا فاتحا، وثماره خضراء دائرية تتحول إلى اللون الأزرق متدلية إلى الأسفل، وهو بخصائصه تلك يشبه ''التنوم'' وكل منهما من العائلة الصوصابية· جذوره وثماره تُخرج ماءً عند عصرها، وينز منها سائل خفيف فيه قليل من الزرقة· لا ترعاه المواشي إلاّ نادراً، لكن الطيور تتغذى على ثماره''· ورد ذكر ''الزريج'' في عدة كتب قديمة، أشهرها ''المخصص'' لابن سيده، يقول: ''الزريج شجيرة غبراء تأكلها الظباء والطيور· لها ورقة عريضة كورقة العنب لكنها أصغر· لها ساق ربما اتُخذت زنداً، وقيل: بها ماء يسيل منها وتزرّق اليد منها، ومن عجيب أمرها تدوم خضرتها في القيظ كله وتموت في الشتاء''· أما في كتاب ''لسان العرب'' فيذكر أَبو حنيفة: ''الزريج من النبات الرملي الملتصق بالأرض· قصير الساق يمتد أفقياً، وهو أخضر أغبر تأكله الطيور والظِباء· له حبوب إذا تفتحت أَكمامها ازرقَّت، وله عروق تشبه الأخاديد· يعشق الحرارة، وييبس عند دخول الشتاء''·