الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ماكرون.. رئيس لثلاثة شعوب!

ماكرون.. رئيس لثلاثة شعوب!
16 مايو 2017 22:59
هل اختار الفرنسيون حقاً الرئيس الذي يريدونه لإدارة البلاد في السنوات الخمس المقبلة؟ سؤال يبدو سابقاً لأوانه لكنه يُطرح على نطاق واسع، ليس في بعض أرجاء العالم وحسب، بل في فرنسا نفسها، خصوصاً أن عمليات الفرز في باريس أنتجت ثلاثة «شعوب» فرنسية، «شعب» يريد العلمانية المطلقة، و«شعب» يريد القومية المطلقة، و«شعب» حائر يقف في الوسط غير مطمئن إلى هذا وخائف من ذاك. ويقول خبراء في الواقع الفرنسي، إن ماكرون سيكتشف بعد مدة أنه جاء رئيساً بضربة حظ تمثلت في ثلاثة عوامل أساسية: - تكتل اليسار والجمهوريين وتجيير أصواتهما له، ليس حباً فيه، بل كرهاً في مارين لوبان. - خوف العلمانيين الفرنسيين من احتمال أن يؤدي فوز الجبهة الوطنية المتطرفة إلى فرز طبقي وعرقي وديني في البلاد يمكن أن يؤدي مستقبلاً إلى «حرب أهلية». - خوف الاقتصاديين الفرنسيين من أن يؤدي فوز لوبان إلى قطيعة مع أوروبا تهدد اقتصاد البلاد وتغرقها في عزلة دولية شبه خانقة. ويضيف هؤلاء الخبراء أن مانويل ماكرون سيجد نفسه مضطراً أيضاً لاستقطاب أكثر من أربعة ملايين فرنسي أسقطوا أوراق بيضاء في صناديق الاقتراع في إشارة إلى أنهم لا يجدون فيه ما يرضي أحلامهم أو يلبي طموحاتهم، الأمر الذي يحوله في الواقع إلى رئيس لجمهورية لا شعبية له فيها ولا قاعدة. ويذهب بعض الخبراء بعيداً إلى حد القول إن هذا المشهد الشعبي الخافت في فرنسا، يحمل الكثير من التجني على الرئيس الشاب، ويجمعون على أن الامتحان الحقيقي الذي يحدد موقع ماكرون في المعادلة المحلية والخارجية سيكون في الانتخابات التشريعية المقررة الشهر المقبل، والتي تسعى فيها لوبان إلى قيادة المعارضة في البرلمان الجديد، ويسعى فيها اليسار والجمهوريون إلى استعادة قواعدهم الشعبية. وبين طموحات لوبان واستنفار الأحزاب الكبرى، لابد من السؤال: تُرى أي من «الشعوب» الثلاثة سيقترع لمصلحة «حركة إلى الأمام» التي انطلق منها ماكرون إلى قصر الإليزيه؟ مريم العبد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©