الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثريا الزعابي تحصد الذهب رغم أنف الإعاقة

ثريا الزعابي تحصد الذهب رغم أنف الإعاقة
17 مايو 2010 21:47
صورة لشخصية مميزة حملت في سويداء قلبها معاني القوة والإرادة والثبات، فطموحها يحاكي روحها التي تمتطي صهوة حصان وتنطلق خلف مفاهيم الانتصار والعزيمة والأمل التي عقدت معها صداقة أبدية، لتتشكل من خلالها شخصية بطلة الإمارات الأولمبية ثريا الزعابي، التي نبذت من سجل حياتها كل ما هو مستحيل وتشبثت بالإصرار والمثابرة والرغبة في قهر الإعاقة بحصدها العديد من البطولات المحلية والخليجية والعربية، بالإضافة إلى البطولات الدولية. فقد قدر لثريا الزعابي أن تصاب بجلطة دماغية، عرضتها لارتخاء عضلي شديد في النصف الأيسر من جسدها، فخيم الحزن على المحيطين بها الذين تقبلوا الخبر على مضض وفقدوا خفة روحها وضحكاتها، لتبدأ رحلة العلاج الطبيعي والتأهيل في الخارج لتعود ثريا مجددا إلى أرض الوطن وهي على كرسي متحرك، إلا أنها لم تستسلم لهذا الوضع. تقول ثريا: إن بداية طرقي لبوابة عالم الرياضة لم تكن وليدة اللحظة، بل ارتبطت علاقتي بالرياضة منذ أن كنت على مقاعد الدراسة، حيث كنت أمارس لعبة كرة الطائرة والجري وأتمتع بلياقة جسدية عالية حققت من خلالها العديد من البطولات التي كانت تقام على نطاق المدارس، الأمر الذي دفعني مجددا بعد أن اجتزت محنة العلاج الشاقة ومحاولة التعايش مع الوضع الذي قدر لي أن أسير فيه وأنا في شبابي وجدت نفسي أحن إلى عالم الرياضة والبطولات، ولكن بممارسة بعض ألعاب القوى كرمي الرمح والجلة والقرص، التي تتلاءم مع إعاقتي. فالتحقت بنادي دبي للرياضات الخاصة والتقيت بعدد من الفتيات اللاتي حققن انتصارات مذهلة، فكنت أرى فيهن نشوة النجاح والسعادة التي قهرن بها إعاقتهن، فأحسست أنني أملك قدرة على تخطي إعاقتي وأثبت للآخرين أن ثريا لم تعطل وإنما تخطو خطوتها الأولى نحو الانطلاقة الحقيقية من خلال تسلحي بالأمل وإيماني بقدرة الله عز وجل أن يذلل العقبات من أمامي وأتوج حياتي بأوسمة الانتصار. وقد شاركت الزعابي في العديد من البطولات المحلية والعالمية منها أولمبياد بكين، فهي الفتاة الخليجية الوحيدة التي ظهرت على منصات التتويج في بطولة بكين سنة 2008 رافعة راية وطنها خفاقة في سماء هذه المحافل الدولية. كما شاركت في بطولة هولندا في رمي الرمح وانتزعت الذهبية بتغلبها على البطلة النيوزيلانديه. وكلها أمل وطموح بتحقيق انتصارات جديدة من خلال التدريبات المتواصلة للاستعداد لأولمبياد بريطانيا في 2011و2012. وتضيف الزعابي قائلة: قناعتي بأن الحياة تبقى جميلة نظرا لوجود أبنائي حولي، فهم الأمل ومستقبلي الذي أريد أن أراهم فيه، فأمنح أبنائي كل الرعاية والاهتمام من خلال توفير كافة الاحتياجات مادية كانت أم معنوية فأقضي جل وقتي معهم في تبادل وتباحث مجريات الأمور التي قد يتعرضون لها سواء في المدرسة أو مع أصدقائهم، فأنا بمثابة صديقة لهم. ولا يمكن أن أخفي فرحة أبنائي وافتخارهم بي وهم يسمعون من أصدقائهم وهم يتحدثون عن البطولات التي حققتها والدتهم والتي عنونتها وسائل الإعلام.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©