السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل سقط القلم؟

17 مايو 2010 21:44
لطالما كان القلم مصدر التدوين والكتابة طوال العصور السالفة من تاريخ البشرية، بواسطته دوّن المؤرخون كتبهم، وبه كتب الملوك والخلفاء والقياصرة رسائلهم، وبه سطر الأولون والآخرون شتى مجالات علومهم وبحوثهم وأحداث حياتهم. القلم ظل يكتب بحبره المتغير بتبدل الزمان والمكان، ناقلاً للبشرية تجارب الأسلاف والأجداد، وكما يقال فإن الاستخدامات البدائية للقلم بدأت قبل اكثر من 5000 عام، وأن السومريين هم من اشتهر باستخدامه في بادئ الأمر قبل أن يستخدمه غيرهم من بني البشر. وبالرغم من ذلك فإن هذه الأداة لم يبدأ استخدامها بشكلها التقليدي الحالي الذي يقوم على استخدام الحبر في القلم إلا في القرن التاسع عشر الميلادي، ورغم أن البريطانيين اشتهروا بأنهم أول من استخدم هذا النوع من الأقلام في ذلك الوقت، ولكن يقال إن العالم العربي ابن حيان هو أول من ابتكر هذه الفكرة، وحاول صناعة قلم بخزان من الحبر، لكن محاولته لم يكتب لها النجاح. قصة القلم قديمة وتمتد للآلاف من السنوات، ورغم أن التاريخ أفنى مستخدمي ومخترعي القلم، لكنه ظل باقيا، وسيظل باقيا في المستقبل، لكن لا أحد يعلم هل سيتطور أكثر مما هو عليه أم لا. القلم يواجه اليوم بعض التحديات، فثورة التكنولوجيا وظهور أجيال جديدة من «شباب الديجيتال» الذين لا يعرفون سوى الكتابة على «اللاب توب» أو «البلاك بيري»، ربما أفقدت القلم بعضا من أهميته، فبعض أبناء الجيل الجديد اعتادوا أسلوب الكتابة على الأجهزة الحديثة، وأصبحوا يتثاقلون حمل القلم والورقة والدفاتر ليدونوا عليها أي ملاحظات أو خواطر كتابية. أذكر أنه ومع انتشار استخدام الكمبيوتر في المؤسسات وجهات العمل المختلفة في التسعينيات من القرن الماضي، تم إلزام الموظفين في بعض المؤسسات بالاستغناء عن استخدام الورقة والقلم واعتماد الأجهزة التقنية في كتابة الرسائل وكل ما كان يكتب بالقلم. كان من بين الموظفين شخص تجاوز الخمسين من عمره، لم تعجبه الفكرة، فهي ستنهي علاقة استمرت طوال عمره بينه وبين قلمه، وفي إحدى الجلسات المخصصة للتدريب على استخدام أجهزة الكمبيوتر، لم يتمالك صديقنا أعصابه، فاعترض على إلزامه بتعلم مهارات الكتابة على الكمبيوتر، ثم قال: «لقد سقط القلم.. لقد قتلتم الموهبة»، فهل يسقط قلم الكتابة فعلاً أمام هذه التطورات، أم سيظل القلم هو القلم مهما تبدلت الأزمنة والعصور؟ hussain.alhamadi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©