السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العظماء الجدد

27 يونيو 2016 23:44
نحن العرب نحب أن نعيش في الماضي ونقوم بتحريف الواقع من أجل أن يتكيف مع التاريخ الذي نحب أن نعيشه ولا نعيش الواقع الحقيقي ومثال ذلك تصويت البريطانيين على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي أخذناه نحن العرب بحزن مع أننا لن نتأثر كثيراً ولكننا نحزن لأن بريطانيا العظمى تنسحب لتخسر أوروبا، ولكن من انسحب فعلياً هي بريطانيا الهزيلة والضعيفة والتي باتت قدرتها على التأثير من خلال الإعلام فقط، ولكنها على المستوى الدولي أو الأوروبي ضعيفة من عدة مستويات فمثلاً القوة العسكرية البريطانية السابقة تبخرت من خلال تقليص الإنفاق العسكري وتقليص عدد الجيش البريطاني ليصبح بما يوازي عدد جيش دولة صغيرة أو شرطة مدينة كبيرة مثل نيويورك (50 ألف جندي) كذلك الصناعات العسكرية أصبحت متخلفة عن الصناعات العسكرية الأميركية والروسية والصينية، حيث توقف تصنيع الطائرة الحربية الشهيرة (الهاريير) والآن طائرة (التايفون) متخلفة عن (السوخوي الروسية وال اف 22 الأميركية) وعلى المستوى الاقتصادي باعت بريطانيا شركاتها العملاقة مثل الرولزرويز والرينج روفر والكثير غيرها حتى شركة طيران (البريتيش ايرويز) أصبحت غير قادرة على المنافسة وبدأت الخدمات المالية في بريطانيا تضعف وأصبحت معظم البنوك والشركات الاستثمارية تنتقل إلى لوكسمبورغ منذ فترة ليست بالقصيرة. إن الكثيرين منا ينظرون إلى بريطانيا من خلال لندن الباهية المتألقة، ولكن إذا انتقلت منها إلى المدن المجاورة، فهي مناطق عادية وأحياناً فقيرة، وأغلب ما تناقشه الصحف البريطانية هو الخدمات الصحية والاجتماعية التي أصبحت مزرية. إن بريطانيا التي قدمت للعالم الديموقراطية الحديثة عبر وثيقة (ماغنا كارتا) الشهيرة وقدمت في الماضي الكثير من الإبهار الاقتصادي والعسكري والسياسي باتت اليوم دولة عادية جداً وسوف تستقل عنها اسكتلندا بعد تصويت جديد وبعدها إيرلندا الشمالية وويلز وسوف ينفرط عقد التاج البريطاني. وبالمنطق إذا استرجعنا التاريخ فهي تلحق بالدول العظمى السابقة مثل البرتغال وإسبانيا وهولندا والتي كانت في يوم من الأيام تحكم العالم. إذا تابع أحدنا الإعلام في نفس يوم إعلان نتائج التصويت يجد أن الهند في اليوم نفسه أرسلت 20 قمراً صناعياً إلى الفضاء في رحلة واحدة وبورصة الصين لم تتأثر بقرار الإنجليز لأنها القوة الاقتصادية القادمة وروسيا تعود بقوة من جديد وهؤلاء هم العظماء الجدد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©