حماس : فيتو أميركي-أوروبي يعطل الحوار الوطني

نفت إسرائيل امس، تقريرا فلسطينيا مفاده أن مفاوضين إسرائيليين وفلسطينيين سوف يجتمعون في واشنطن في غضون عشرة أيام، بحضور ممثلين من الإدارة الاميركية، بينما اتهمت حركة ''حماس'' السلطة الفلسطينية، بالسعى لاستئناف المفاوضات مع تل ابيب على حساب الحوار الوطني بسبب ''الفيتو'' الاميركي-الاوروبي على الحوار· وكان نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس محمود عباس، قد قال في وقت سابق امس، إن الاجتماع يهدف إلى إعطاء قوة دفع أقوى لمحادثات السلام بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية اري ميكيل نفى ذلك· وصرح ميكيل لوكالة الأنباء الألمانية (د· ب · أ) في القدس المحتلة بأن ''هذا التقرير عار من الصحة''· وألقى أبو ردينة على عاتق إسرائيل المسؤولية عن انقضاء أكثر من ستة أشهر منذ إطلاق مفاوضات السلام في مؤتمر انابوليس الذي استضافته الولايات المتحدة· وقال أبو ردينة ''لم يتم تسوية أي قضية من قضايا الوضع النهائي حتى الآن، ولا يزال أمامنا وقت ولكنه ليس وقتا كبيرا''· وأبدى اسماعيل رضوان الناطق باسم ''حماس استغرابه واستهجانه'' من ''إصرار'' السلطة الفلسطينية في رام الله على المضي قدما في المفاوضات مشددا على وصفها بأنها ''عبثية''· وقال رضوان تعقيبا على تصريحات أبو ردينة، إن المفاوضات بين السلطة وتل أبيب ''لم تفلح حتى الآن في إزالة حاجز واحد في الضفة الغربية''· واعتبر الناطق باسم ''حماس'' أن التحرك نحو استئناف المفاوضات بين السلطة وتل أبيب، يحمل في طياته ''دعوات مريبة ضد مشاريع المصالحة الوطنية، وهذا يفسر كذلك، عدم تحرك خطوات الحوار الوطني حتى اللحظة بشكل عملي، وذلك لأن سلطة رام الله تصر على التعلق بأوهام المفاوضات العبثية''· وأكد القيادي البارز في ''حماس'' محمود الزهار أن الحوار الفلسطيني - الفلسطيني عاد إلى المربع الأول، وقال لصحيفة ''الوطن'' السعودية الصادرة امس، إن مؤتمر برلين قبل ايام، كشف النقاب عن أن هناك ''فيتو أميركي أوروبي على الحوار الفلسطيني الداخلي، يشترط أن يتم اعتراف ''حماس'' وفصائل أخرى بشروط (اللجنة) الرباعية'' لافتا إلى أن هذا أمر رفضته ''حماس'' والفصائل الأخرى· وحمل الزهار العالم الغربي مسؤولية غياب الحوار الفلسطيني، واتهمه بالتدخل بشكل سافر في قضايا تمس جوهر العلاقات الفلسطينية الداخلية لصالح إسرائيل· وأضاف أنه حتى لو تم حوار ووصلوا فيه إلى اتفاقات ستتكرر تجارب سابقة، منها تجربة وثيقة الوفاق الوطني وحكومة الوحدة الوطنية، مشيرا إلى أنه لا توجد وحدة موقف في حركة ''فتح'' من قضايا كثيرة· واتهمت ''حماس'' أطرافا داخل ''فتح'' بتعطيل الدعوة التي أطلقها الرئيس عباس لاستئناف الحوار الوطني، وطالب المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم في تصريحات نقلتها وكالة أنباء ''معا'' المستقلة، الرئيس عباس و''فتح'' بتجاوز الأصوات الداعية إلى تعطيل الحوار والبدء فورا بحوار شامل تحت مظلة فلسطينية أو عربية· وقال: ''إن هناك أصواتا وانقسامات داخل ''فتح'' ومنظمة التحرير الفلسطينية للحوار مع ''حماس'' ويستغلون أماكنهم المقربة من الرئيس لتعطيل هذه الدعوات المتبادلة، التي تعتبر فرصة تاريخية للبدء في مرحلة جديدة من الوحدة ومغادرة مربع الانقسام''· واعتبرت ''حماس'' امس، تصريح الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز حول مفاوضات التسوية الجارية مع السلطة الفلسطينية بمثابة ''لطمة'' للمفاوضين الفلسطينيين· وكانت صحيفة ''هاآرتس'' الإسرائيلية قد نقلت عن بيريز يوم الجمعة قوله إنه ''لا أمل في التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين'' متذرعا بحالة الانقسام لديهم، و''ضعف'' الرئيس محمود عباس وأنه ''لا يحظى بشرعية لدى شعبه''· وقالت ''حماس'' في بيان صحفي: ''إن تصريحات بيريز الذي وصف خلالها عباس بأنه فاقد للشرعية بين أبناء شعبه وعاجز عن الوفاء بأي اتفاق أمني، تدلل على أن قادة الاحتلال لا يعتبرون أن هناك زعيما فلسطينيا قويا، إلا إذا كان قادرا على تنفيذ اتفاقياتهم الأمنية، وتلبية رغباتهم في الوقوف في وجه شعبه وملاحقة مقاوميه''·