الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«إنترنت السيارات».. طفرة صينية

27 يونيو 2016 23:41
قبل بضعة أسابيع، أشرق وجه «تيم كوك» الرئيس التنفيذي لشركة «آبل» بالابتسام حين قاد سيارة تشغلها شركة «ديدي تشوشينج»، واستثمرت «آبل» مليار دولار في شركة المواصلات الصينية، وكان «كوك» يشعر بالرضا بلا شك، لكن ربما كان شعوره هو الارتياح على الأرجح لحصوله على نصيب من «إنترنت السيارات» قبل أن يفوت الأوان. والعبارة قد تبدو جديدة، لكن الفكرة ليست كذلك، فلطالما حلمت شركات إنتاج السيارات والتكنولوجيا بإنتاج سيارات متصلة بالإنترنت تستطيع أن تسلي المسافرين وتنسق مع السيارات الأخرى، وتنتقل بسلاسة وتقود نفسها أوتوماتيكياً في نهاية المطاف، وبرامج مثل «كاربلاي» لشركة آبل وبرنامج «أندرويد أوتو»، الذي تنتجه شركة «جوجل» بدأت تجعل التصور واقعاً، لكن الصين هي المكان الذي من المرجح أن يتم فيها استخدام هذه التكنولوجيا. وفي محاولة للمنافسة في الصين، تواجه الشركات الأجنبية خياراً صعباً، فإما أن يكونوا شركاء، أو لا يدخلون البلاد. ودخول الصين يبدأ من سوقها، وهي الأكبر في العالم، حيث تم بيع 24.6 مليون سيارة عام 2015 في الصين، ومشترو السيارات الصينية من الشباب المتصلين دائماً بالإنترنت، ووفقاً لمسح أجرته شركة «ماكينزي» للاستشارات الإدارية، فإن 60 في المئة من المشتريين الصينيين للسيارات الجديدة سيغيرون طرز سياراتهم إذا كان هذا يعني تحسن القدرة على الاتصال. وهذه فرصة كبيرة تنتهزها الشركات الصينية. واقتنع محرك البحث الصيني العملاق «بايدو» مجموعة من منتجي السيارات التي تمثل ثلث المبيعات المحلية باستخدام برنامج «كارلايف» وهو مقابل برنامج «كاربلاي» في طرز السيارات التي صنعت في الصين. ومن الصعب أن تفلت قبضة «بايدو» على هذه الشركات، وهي «هيونداي» و«بي. إم. دبليو»، ومرسيدس وفورد وأودي وفولكسفاجن، حتى لو لم تفرض «بايدو» سيطرتها على شركات التصنيع الكبيرة، فإن «آبل»و«جوجل» ستكون في وضع صعب. فإن برنامج «جوجل ماب» وهو عنصر تجول أساسي في برنامج «أندرويد أوتو» لا يمكن الدخول عليه أو غير متوافق في مناطق واسعة من الصين. وأغلقت الجهات التنظيمية أفلام «آيبوك» و«آيتيونز» التابعين لشركة آبل في أبريل الماضي، ورغم أن برنامج «كاربلاي» لم يتضرر، فإن مشتري السيارات المحتملين سيبلغهم الأمر بالتأكيد. وهذا تحديداً ما تريده حكومة الصين، والعام الماضي دشنت الحكومة الصينية مبادرة «صنع في الصين 2015» في مسعى لتحول البلاد إلى مركز إبداع. والفكرة تتمثل في دعم الشركات المحلية التي تعمل على تكنولوجيات معينة، أملاً في أن تصبح رائدة على مستوى العالم. ووثائق التخطيط استهدفت أقساطاً معينة من السوق، وذكرت إحدى الوثائق أن على الشركات الصينية أن تمتلك 80 في المئة من السوق المحلي لبرامج الترفيه في السيارات بحلول عام 2030 و100 في المئة من السوق في أنظمة التصفح عبر الأقمار الصناعية. وبالنسبة لمنتجي السيارات الأجانب، فإن الخطر يتمثل في أن هذا النظام سيمنع دخول منتجاتهم إلى الصين، والرجاء لم ينقطع تماماً بشركتي «آبل» و«جوجل» بالطبع، فهناك ملايين من الصينيين يستخدمون بالفعل منتجات «أي. أو. إس» و«أندرويد» سيرغبون بالتأكيد في لوحات التحكم لهذه الشركات. وعثر المنتجون الأجانب لقطع غيار السيارات، مثل «بايونير» على طريق إلى إنترنت السيارات في الصين. وبحصول آبل على قسط في شركة «ديدي»، فإنها تشتري لنفسها مقعداً على الطاولة حين تختار الشركة برامجها التكنولوجية، لكن الشركات صاحبة الطموح في مجال السيارات المتصلة بالإنترنت يجب أن تدرك أن عمالقة الإنترنت في الصين انتعشوا، وهذا يرجع في جانب منهم إلى أن الحكومة قدمت لهم الحماية من المنافسة، وما لم يصبح المنافسون الأجانب مبدعين فإنهم سيمنعون على الأرجح من دخول سوق إنترنت السيارات أيضاً. *كاتب أميركي مقيم في آسيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©