السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطلاق الأوروبي - البريطاني.. وانتهازية «ترامب»

17 أكتوبر 2016 10:52
يوم الجمعة الماضي، بعد إعلان نتيجة الاستفتاء البريطاني المؤيدة للخروج من الاتحاد الأوروبي، قال دونالد ترامب الذي كان آنذاك في اسكتلندا: «أعتقد أن هذا رائع». وتوقع «ترامب» أيضاً أن يساعده الانخفاض المحتمل للجنيه الاسترليني في تحقيق أرباح في نشاطه العقاري باسكتلندا. وأكد «ترامب» أن نتيجة الاستفتاء تمثل انتصاراً لنهجه السياسي، لكن منافسته «الديمقراطية» في سباق الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون حذرت من اضطرابات اقتصادية وانقسامات سياسية ناتجة عن زعزعة مفاجئة لاستقرار النظام القديم. أما «بيرني ساندرز» السيناتور «الديمقراطي» الاشتراكي الذي لم يقر بهزمته بعد أمام كلينتون فيرى أن التصويت «يمثل مؤشراً على أن الاقتصاد العالمي ليس مجدياً للجميع في الولايات المتحدة، وليس مجدياً للجميع في المملكة المتحدة». والاستجابات تعكس المزاج المضطرب في السياسة الأميركية، وتشير إلى التيارات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تحفز الناخبين في كل من بريطانيا والولايات المتحدة، وهذا المزاج ربما يكون مثيراً للقلق بشكل خاص لـ«الديمقراطيين»، بعد أن أصبحت كلينتون، وهي من داخل المؤسسة المرشحة بحكم واقع الحال عن الحزب. وأذكت المخاوف بشأن الهجرة وخيبة الأمل من بيروقراطية الحكومة صعود المرشحين من خارج المؤسسة الحاكمة في الولايات المتحدة في هذه الدورة، لكن عدداً من السياسيين الأميركيين المحافظين أشادوا بنتيجة التصويت. وأعلن «تيد كروز» المتسابق الخاسر في الانتخابات التمهيدية في الحزب «الجمهوري»، وهو أحد المنتقدين لمعارضة الرئيس أوباما لخروج بريطانيا من الاتحاد البريطاني لمؤيديه على «فيسبوك»، أنه يتعين على الأميركيين أن يتعلموا من الاستفتاء البريطاني. وكتب كروز «نتيجة استفتاء الخروج البريطاني يجب أن تمثل دعوة لاستيقاظ البيروقراطيين على مستوى العالم من بروكسل إلى واشنطن. الولايات المتحدة تستطيع أن تتعلم من الاستفتاء، وأن تنتبه لقضايا الأمن والهجرة والاستقلال الاقتصادي التي دفعت إلى هذا التصويت التاريخي». وقارن السيناتور «الجمهوري» جيف سيشنز الذي أيد «كروز» أولاً، ثم أصبح من أشد المؤيدين لترامب بين الاتحاد الأوروبي و«الشراكة عبر الهادي»، وهو اتفاق تجاري يعارضه «الجمهوريون» من دعاة الحمائية واليسار من مؤيدي حقوق العمال. وشعار كلينتون الجديد الذي تستهدف به «ترامب» تحديداً، وهو «أقوى معاً» له نفس جاذبية الشعار الذي أطلقه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لإبقاء بريطانيا في التكتل. وأعلن كاميرون استقالته بعد فشل حملته لإبقاء بريطانيا ضمن الاتحاد الأوروبي. ودعت كلينتون في بيان صدر عن حملتها صباح يوم الجمعة إلى الهدوء بعد النجاح المفاجئ لحملة مغادرة السوق الأوروبية المشتركة، وذكرت أن الأولوية الأولى للولايات المتحدة يجب أن تكون احتواء أي آثار اقتصادية. وأصدرت حملتها إعلاناً على الانترنت يسخر من ترويج ترامب لنشاطه العقاري أثناء ظهوره في اسكتلندا في اليوم التالي للاستفتاء. وكتبت كلينتون على «تويتر» تقول، «بعد ساعات من التصويت على خروج بريطانيا كان دونالد ترامب في المملكة المتحدة، يتحدث عن كيف يستفيد هو شخصياً». وكانت كلينتون قد صمدت أمام السناتور ساندرز في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية هذا العام في تحد شعبوي قوي نشأ من التصادم بين سياسات المؤسسة والقوى المناهضة لها لمواجهة ترامب الشعبوي القادم من خارج المؤسسة. وكلينتون تشن حملتها ضد ترامب باعتبارها صوت الخبرة والعقل، بينما تضع ترامب في إطار التهور وقلة العلم والتعصب. وأيدت كلينتون خيار بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، وهو موقف الرئيس أوباما أيضاً، وأكدت كلينتون أن «مهمتنا الأولى هي أن نتأكد من ألا يضر عدم اليقين الاقتصادي الذي خلقته هذه الأحداث بالأسر العاملة هنا في أميركا»، وأضافت كلينتون «يتعين علينا أن نوضح التزام أميركا الصارم للعلاقة الخاصة مع بريطانيا والتحالف عبر الأطلسي مع أوروبا». ويعتقد جاك سوليفان كبير مستشاري السياسة الخارجية لكلينتون والمعاون البارز السابق في وزارة الخارجية، أن استجابة ترامب جزء من طريقته لمعالجة الأزمات أو الأحداث التي خارج نطاق سيطرته. وأضاف سوليفان أن رجل الأعمال يبدأ بربط أي شيء يحدث بنفسه، أو كيف سيؤثر فيه شخصياً. ويعتقد سوليفان أن ترامب يستشير نفسه فحسب، بدلاً من أن يستشير أحد قد يكون لديه دراية بما يحدث، وأن ترامب بدلاً من أن يفكر أو يتحدث فيما هو في مصلحة الأميركيين، فإنه يفكر ثم يتحدث فيما هو في مصلحته. وأضاف سوليفان «الشعب الأميركي بحاجة إلى أيد ثابتة على عجلة القيادة في وقت من عدم اليقين، وليس شخصاً متهوراً غريب الأطوار مهووساً بذاته قد يسقط بنا من على المنحدر». *محللان سياسيان أميركيان. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©