الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فنزويلا.. ومصالحة أميركا وكوبا

22 مارس 2015 23:16
من المرجح أن تساهم التوترات المتصاعدة بين واشنطن وكركاس في التعتيم على الاجتماع الذي طال انتظاره بين الرئيس أوباما والرئيس الكوبي راؤول كاسترو خلال انعقاد القمة القادمة للأميركتين في بنما، التي من المتوقع أن تسجل عودة تاريخية لكوبا في مصالحة دبلوماسية مع أميركا. وحتى الآن، فقد كان من المتوقع أن تهيمن صور أوباما وكاسترو وهما يتصافحان أو يتعانقان على القمة التي ستعقد في 10-11 أبريل -وهي اجتماع يعقد كل ثلاث أو أربع سنوات بين الرئيس الأميركي ونظرائه في دول أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي. كما ستكون أيضاً هذه هي أول قمة للأميركتين تحضرها كوبا، بعد عقود أصر خلالها رؤساء الولايات المتحدة على أن الدول الديمقراطية فقط هي التي يمكنها المشاركة. وفي الأسابيع الأخيرة، وبعد دورتين من المباحثات الرسمية بين الولايات المتحدة وكوبا لتطبيع العلاقات الثنائية -بينما من المقرر أن تبدأ الجولة الثالثة اليوم الاثنين- أعرب مسؤولون أميركيون وكوبيون عن أملهم في الإعلان عن إعادة فتح سفارتي البلدين في واشنطن وهافانا خلال قمة الأميركتين. كما كان من المنتظر أيضاً أن تكون القمة نفسها احتفالًا بالمصالحة بين الولايات المتحدة وكوبا، وخطوة رئيسية لتحسين العلاقات بين واشنطن وعواصم أميركا اللاتينية بعد عقود كانت دول القارة اللاتينية تطالب فيها بشكل جماعي برفع العقوبات الأميركية على كوبا. ولكن بعد أن أمر أوباما في 9 مارس بفرض عقوبات مالية على سبعة مسؤولين فنزويليين، ومسؤولين سابقين متهمين بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، وإعلانه أن فنزويلا تشكل «تهديداً استثنائياً وغير عادي» للأمن القومي الأميركي، فسيتحول قدر كبير من اهتمام أميركا اللاتينية لينصبّ على الخلاف المتزايد بين الولايات المتحدة وفنزويلا. أما الرئيس الفنزويلي «نيكولاس مادورو»، الذي تراجعت شعبيته في الداخل بنحو 22%، فهو يدعو لتضامن أميركا اللاتينية في مواجهة ما يصفه بأنه «أكبر عدوان أميركي ضد فنزويلا» في التاريخ. ومن المتوقع أن يطالب «مادورو» وحلفاؤه بإعلان قمة -أو على الأقل بيان من قبل مجموعة من الدول- يدين العقوبات الأميركية ضد بلاده. وفي هذا السياق، يعتقد «ريتشارد فاينبيرج»، وهو مسؤول سابق في إدارة أوباما نظم القمة الأولى للأميركتين في 1994، أن كوبا ستحاول منع «مادورو» من أن يكون محط الأنظار. وأضاف أن «الكوبيين سيحاولون توجيه مادورو بطريقة تجعله يوضح وجهة نظره بشأن العقوبات الأميركية، ولكن دون إفساد الاحتفال». وأشار المسؤول الذي كان يدافع عن قضية رفع العقوبات الأميركية عن كوبا في السنوات الأخيرة أن «محور القمة سيكون تبادل العناق بين أوباما وكاسترو». واستطرد «عندما يحدث هذا العناق، فإن كل زعيم في نصف الكرة الأرضية الغربي سيقف ويصفق. إنها ستكون لحظة تاريخية في العلاقات بين الأميركتين، ولن يكون في صالح كاسترو أن يطغى عليها أي حدث». ويرى مراقبون آخرون أن لغة الأمر التنفيذي لأوباما -بأن فنزويلا تمثل «تهديداً غير عادي» للأمن القومي الأميركي- قد أعطت الحكومة الفنزويلية الذخيرة الدبلوماسية الثمينة لطلب إدانة إقليمية للعقوبات الأميركية المفروضة على مسؤولين فنزويليين خلال القمة القادمة. ويتجاهل مسؤولون أميركيون نص الأمر التنفيذي باعتباره لغة قانونية متداولة يتطلبها القانون لفرض عقوبات مالية على مسؤولين فنزويليين متهمين بانتهاك حقوق الإنسان والفساد العام. ويرى المسؤولون أنه ليس هناك أي تغيير في السياسة الأميركية بشأن فنزويلا. وبسؤاله عن العقوبات الأميركية على مسؤولين فنزويليين، قال «فاينبيرج»: «ينبغي أن ترى هذه العقوبات في سياق أن إدارة أوباما تتفاوض بشأن إبرام اتفاقات مع إيران وكوبا، وتتخذ مواقف «لينة» في الشرق الأوسط. ولذا فإنها قد ترغب في أن تبدو «قاسية» مع فنزويلا». وانطلاقاً مما أسمعه من كبار المسؤولين الأميركيين، فإن عقوبات أوباما على فنزويلا نتجت عن إحباط الإدارة المتزايد بشأن غياب أي ضغط فعال من جانب أميركا اللاتينية على «مادورو» كي يتوقف عن حبس السياسيين المعارضين، والسماح بإجراء انتخابات تشريعية نزيهة هذا العام. وفي رأيي، فإن العناق بين أوباما وكاسترو سيستحوذ بالتأكيد على اهتمام الإعلام الأميركي خلال القمة، وقد تغمرنا قصص خبرية حول الاتفاق «التاريخي» بين الولايات المتحدة وكوبا. بيد أن الأمر سيكون مختلفاً في أميركا اللاتينية. وما لم يتمكن أوباما من جعل «مادورو» يلين بشأن ما يُزعم عن مئات الملايين من الدولارات المخبأة في البنوك الأجنبية من قبل مسؤولين متهمين بالفساد في فنزويلا، فإن الرئيس الفنزويلي قد يخطف الأنظار من كاسترو، ويضعف الآمال الأميركية في إحداث تحسن كبير في العلاقات مع أميركا اللاتينية. *كاتب أرجنتيني متخصص في شؤون أميركا اللاتينية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©