الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بلير: الإمارات مثال للتمسك بالأصالة والتفاعل الإيجابي مع متطلبات الحضارة

بلير: الإمارات مثال للتمسك بالأصالة والتفاعل الإيجابي مع متطلبات الحضارة
4 سبتمبر 2009 02:29
أشاد توني بلير ممثل اللجنة الرباعية في منطقة الشرق الأوسط ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق بما حققته دولة الإمارات من معدلات نمو مرتفعة بحيث أصبحت نموذجاً مثيراً للاهتمام في كيفية الاندماج بين الشعوب، معتبراً أن الإمارات مثال للتمسك بقيم الأصالة والتفاعل الإيجابي مع متطلبات الحضارة الحديثة. وقال بلير في المحاضرة التي شهدها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بعنوان «العولمة.. الفرص والتحديات»، إن دولة الإمارات تشهد تغيرات في شتى المجالات مقارنة بما شهده عام 1977 عندما قام بأول زيارة للدولة، معتبراً أن هذا التقدم نتيجة تتحقق بفضل رؤية القيادة والاستثمار الأمثل للثروة، وتلبية متطلبات النهضة. وأكد بلير في المحاضرة التي ألقاها أمس ضمن سلسلة المحاضرات الفكرية بالمجلس الرمضاني لسمو ولي عهد أبوظبي، أن فوز دولة الإمارات باستضافة المقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «إرينا» هو نجاح للدبلوماسية الإماراتية وفريق العمل الذي قاده سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، موضحاً أن هذا الفوز يؤهل الإمارات لأن تصبح مركزاً للبحث والتطوير في مجالات الطاقة البديلة. واستعرض بلير في محاضرته التحديات التي تواجه العالم وهي التغيير المناخي والإرهاب العالمي والتوتر ما بين الأديان والأزمة المالية العالمية والعلاقات السياسية والاقتصادية بين الشرق والغرب وريادة دولة الإمارات في مجال الإصلاحات الاقتصادية والسياسية ودور الدين والإيمان في العالم الحديث والدور الذي تلعبه مؤسسة «فيث» التي أسسها من أجل تشجيع الاحترام والتفاهم بين الديانات الكبرى وجعل قضية الإيمان كقوة للخير في العالم. حتمية العولمة وأكد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق أنه من المهم مواكبة التطورات العالمية لأن العولمة عملية تحويل سريعة للغاية لحياة الناس، موضحاً أن «العولمة ليست مجرد ظاهرة اقتصادية فقط بل لها نتائج سياسية واجتماعية على مختلف مناحي الحياة، حيث لعبت دوراً محورياً ورئيسياً في تغيير المفاهيم فيما بين الأجيال الجديدة والقديمة وفتحت أبواب العالم على بعضه بعضاً.» وأضاف أن العولمة أحدثت فوارق كبيرة جداً في تقنيات ومناهج التعليم والمعرفة وأن العلوم الحديثة وتكنولوجيا الاتصال والتواصل هي إحدى أهم ثمرات العولمة وساهمت في تغيير نظرة الناس للعالم وتغيير مصادر القوة نحو الشرق بدلاً من الغرب لأول مرة في التاريخ .. مشيراً إلى أن القوى الناشئة بفضل العولمة الآن هي الصين والهند والشرق الأوسط. وأعلن بلير أن الكثير من الحروب التي شهدها القرن الماضي كانت بسبب الاختلاف فيما بين اليسار واليمين والخوف من حدوث التغير، مشيراً إلى أن الحقيقة تؤكد أن التغيير الآن يسير على قدم وساق في مختلف أرجاء العالم. وأكد بلير أن العولمة تدفع الناس نحو بعضهم بعضاً للتعاون والتواصل لمواجهة التحديات الكبرى التي يجب مواجهتها بالتحالف والتعاون مثل الأزمة المالية العالمية التي تعصف بالعالم وظاهرة التغير المناخي والأمن حيث إنه ليس هناك دولة يمكنها مواجهة تلك التحديات بمفردها. وأضاف أنه عندما كان رئيساً لمجموعة دول الثماني في عام 2005 وحدثت العمليات الإرهابية في شهر يوليو في لندن كان لزاماً علينا في تلك الفترة الاتحاد والتعاون والتنسيق لمحاربة ومكافحة الإرهاب العالمي. وقال توني بلير إن هناك 15 اقتصاداً كبيراً تحاول حل الأزمة المالية العالمية وإيجاد حلول عملية لقضية الإرهاب لكن من المؤكد أنه لا يوجد دولة يمكنها حل تلك المشكلات بمفردها حيث إن قوة العولمة تكمن في أنها تقدم خيارات متعددة لمواجهة التحديات وتطرح حلولاً مشتركة، فأميركا على سبيل المثال لا يمكنها مواجهة التحديات وعليها العمل مع الدول الأخرى. وأوضح «أن التحالفات في ظل العولمة لا يمكن أن تنجح من دون هدف مشترك إذا كنا نتعامل مع قضية مثل الأزمة المالية العالمية أو قضية البيئة والتغير المناخي، فالمطلوب هو إيجاد إحساس مشترك لحل الإشكاليات». عملية السلام وأعرب ممثل اللجنة الرباعية في منطقة الشرق الأوسط عن تفاؤله بإيجاد حل للصراع العربي الإسرائيلي علي الرغم من التحديات حيث إن هناك تركيزاً أكبر من أي وقت مضى لإيجاد حل لهذه المعضلة. وأكد وجود إصرار وعزيمة من الإدارة الأميركية والرئيس باراك أوباما لحل هذه القضية الحيوية على أساس العدالة والأمن والمساواة وحل الدولتين. ولفت بلير إلى أن هناك اعتقاداً سائداً لدى العرب بأن الغرب يقف بجانب إسرائيل لكن العالم وفي ظل العولمة تغير وأصبحت للدول الغربية وأميركا مصالح كثيرة ومهمة مع العرب مما يستلزم العمل على إيجاد حل شامل وعادل للصراع يضمن لكل طرف حقوقه. ونوه إلى ضرورة وجود مفاوضات سياسية حقيقية للوصول إلى السلام المنشود ومناقشة كافة القضايا الرئيسية لعملية السلام من القمة إلى القاع، مشيراً إلى أن هناك آفاقاً للسلام والعمل بشكل مكثف. وقال إن الصراع العربي الإسرائيلي مرتبط بكثير من المعطيات وأنه يجب التأثير على الطرفين حيث لا بديل سوى السلام وحل الدولتين وليس هناك حل آخر. الاهتمام بالتعليم ودعا توني بلير في محاضرته إلى الاهتمام برأس المال البشري والتعليم الذي يساهم في الارتقاء بالشعوب ويوفر لغة مشتركة ويساعد على تثقيف البشر وإشعارهم بالارتياح للتعامل مع الأديان الأخرى وليس الاهتمام باستعارة رأس المال الفكري والبشري. وقال بلير إنه عندما أسس مؤسسة «فيث» بهدف تشجيع الاحترام والتفاهم بين الديانات الكبرى وجعل قضية الإيمان كقوة خير للعالم أراد من هذه المؤسسة أن تسعى إلى تطوير الأمم وعلينا تثقيف الأبناء وتعليمهم وإشعارهم بالارتياح في التعامل مع أبناء الديانات الأخرى ونحن نعلم أن هناك اختلافاً كبيراً بين الأديان وعلينا احترام بعضنا بعضاً وهو التحدي الذي نواجهه». وأوضح أن عالم اليوم ومن خلال تأثيرات العولمة جمع بين القيم والحداثة حيث إن القيم موجودة ولا تتغير من جيل إلى آخر كما أن البلدان التي تؤدي أداءً جيداً هي الدول التي تلتزم بقيمها وتعمل بها في العالم المعاصر. وأشار إلى أنه بعد عشر سنوات قضاها في سدة الحكم في بريطانيا كان عليه اتخاذ مجموعة من القرارات الصعبة وتعلّم حقيقة مهمة وهي أن الناس في كل مكان لا يختلفون عن بعضهم بعضاً في جوهرهم وأن ما يريده الناس أن يكون هناك إحساس حقيقي بالعيش في مجتمع متماسك. موازين القوى وأعرب توني بلير عن اعتقاده بأن موازين القوى الآن أصحبت تميل إلى الشرق أكثر من أي وقت مضي حيث أصبحت الصين أحد أهم وأكبر الدول تأثيراً في مختلف المجالات، مشيراً إلى أن الصين انتقلت وبسرعة كبيرة نحو مرحلة النمو والتأثير الاقتصادي على مرحلة التأثير السياسي وأيضا الهند التي تسارع الخطى لتحقيق معدلات تنمية كبيرة جداً ولابد أن نعي أن العالم قد تغير. وشدد بلير على ضرورة إيجاد آليات وطرق فعالة للتعايش السلمي بين البشر وأن الأمر أكثر وضوحاً في الشرق الأوسط لتجنب أي صراع.. مشيراً إلى أن الدول بحاجة إلى الدفاع عن القيم المشتركة وإلى التكاتف والتنسيق المشترك في التحديات العالمية التي تواجه العالم. وقال بلير خلال المحاضرة إن موضوع الدين من الأمور المهمة في حياة البشر وإن الأمر يعتمد على موقف الشخص من الدين حيث إن الأغلبية المسيحية في العالم لديها حرية الاعتقاد ونحن نفخر بالتمييز بين الانغلاق والانفتاح.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©