برلين (د ب أ) - تراجعت ثقة الشركات الألمانية بشكل مفاجئ خلال شهر مارس الحالي، ما يذكي المخاوف من تجدد حالة عدم اليقين في منطقة اليورو قد تتسبب في إبطاء نمو أكبر اقتصاد في أوروبا.
وقال معهد “إيفو” للأبحاث الاقتصادية ومقره ميونيخ أمس إن مؤشره الذي تتم متابعته عن كثب والذي يقيس المعنويات داخل غرف مجالس إدارات الشركات تراجع إلى 106,7 نقطة هذا الشهر، مقارنة مع 107,4 نقطة في فبراير.
وكان محللون يتوقعون أن يرتفع مؤشر إيفو إلى 107,8 نقطة في الشهر الجاري. وتزامن الهبوط مع مخاوف بشأن مستقبل قبرص في منطقة اليورو، وعدم يقين سياسي في إيطاليا بعد انتخابات غير حاسمة.
وأظهرت دراسة صدرت في فرنسا أمس، أن ثقة الشركات في ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو لم يطرأ عليها تغيير في مارس.
وقال مكتب الإحصاء الفرنسي ومقره باريس إن دراسته لقطاع التصنيع الفرنسي كشفت أنه ظل ثابتا عند 90 نقطة في مارس. وكان خبراء اقتصاد يتوقعون أن يرتفع المؤشر إلى 91 نقطة.
ومع ذلك، يتوقع اقتصاديون أن يكتسب النمو الاقتصادي الألماني قوة خلال الأشهر المقبلة وسط تحسن في التجارة العالمية. وقال رئيس المعهد هانز فيرنر سين لدى إصدار الدراسة “الاقتصاد الألماني يؤدي بشكل قوي، باقتصاد محلي جيد في بيئة صعبة”.
وقال ماركو فالي كبير اقتصاديي شؤون منطقة اليورو لدى مصرف يوني كريدي الإيطالي “دراسات الأعمال في أنحاء العالم تؤكد الميل نحو إعادة تسريع تدريجي للنشاط الاقتصادي العالمي وهو ما سيعزز قطاع الصادرات الألماني على الرغم من الضعف المستمر في الطلب من منطقة اليورو”.
ويضع تراجع هذا الشهر نهاية لأربعة أشهر من مكاسب مؤشر “إيفو” الذي يعتمد على استطلاع رأي 7 آلاف مسؤول تنفيذي. وجاءت معنويات الشركات الأكثر تشاؤما في ألمانيا عقب هبوط في كل من المؤشرين الفرعيين للظروف الحالية للأعمال والتوقعات للاقتصاد في الأشهر الستة القادمة.
وفي حين، قال “إيفو” إن المكون الذي يقيس توقعات الأعمال انخفض إلى 103,6 نقطة مقابل 104,6 نقطة في فبراير، انخفض المكون الذي يقيس الظروف الحالية إلى 109,9 نقطة مقابل 110,2 نقطة. وكان خبراء اقتصاد يتوقعون أن تظهر الدراسة ارتفاع كلا المؤشرين الفرعيين هذا الشهر.
من ناحية أخرى، كشف استطلاع حديث للرأي أن 48% من مواطني ألمانيا يشعرون بالقلق على مدخراتهم في ظل أزمة الديون في منطقة اليورو. وأظهر الاستطلاع الذي نشرت نتائجه أمس أن 59% من الألمان يرون أن المستشارة أنجيلا ميركل تصرفت بشكل صائب وحاسم إزاء الأزمة. ويعتقد 39% من الذين شملهم الاستطلاع أن التحالف المسيحي، الذي تنتمي إليه المستشارة، هو الأجدر بالسيطرة على أزمة الديون، في حين يرى 16% من الألمان أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض هو الأجدر.
وفي المقابل، أعرب 38% من الألمان عن عدم ثقتهم في قدرة أي من الحزبين على إدارة الأزمة.
أجرى الاستطلاع معهد “إنفراتست ديماب” لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من القناة الأولى في التليفزيون الألماني (إيه آر دي). وشمل الاستطلاع الذي أجري يومي 19 و 20 الشهر الجاري أكثر من ألف مواطن ألماني.
عدد اليوم
