بدء تنفيذ الأعمال الإنشائية لـ"قطار الاتحاد"

إيهاب الرفاعي (المنطقة الغربية) – تعتزم شركة الاتحاد للقطارات بدء تنفيذ الأعمال الإنشائية الكبرى ضمن المرحلة الأولى لمشروع قطار الاتحاد التي تشمل خطوط شاه وحبشان والرويس قبل يونيو المقبل. وستنجز الشركة ربط حبشان بميناء الرويس عام 2013، على أن تنهي خط شاه - حبشان عام 2014، لأغراض نقل الكبريت من المصانع إلى ميناء التصدير بالرويس. وقال المهندس نوح الحمادي، مدير تطوير الأعمال لشركة الاتحاد للقطارات في تصريحات لـ”الاتحاد” إن المشروع سيسهم بشكل فعّال في توفير الآلاف من فرص العمل سواء المباشرة أو غير المباشرة لسكان المنطقة الغربية بشرط توافر الكفاءات والخبرات المطلوبة للعمل. وتدرس الشركة الدخول في شراكات مع كليات التقنية العليا والجامعات في المنطقة الغربية لتوفير التخصصات المطلوبة للعمل ضمن المشروع الضخم والذي سيقوم بنقل أكثر من 20 ألف طن من الكبريت يومياً من مصادره في شاه وحبشان إلى الرويس. وسيتم استكمال بقية المراحل التي سيتم العمل فيها بعد انتهاء المرحلة الأولى. ويبلغ طول شبكة القطار في المنطقة الغربية المخصص لأغراض التصدير 266 كيلومتراً ضمن مشروع شبكة السكك الحديدية الذي تبلغ تكلفته الإجمالية 40 مليار درهم ويصل طوله إلى 1200 كيلومتر. ويربط المشروع إمارات الدولة لتوفير وسيلة حديثة وآمنة وفعالة وأكثر استدامة بيئياً لنقل البضائع والركاب، وفتح قنوات اتصال جديدة للتجارة في الدولة، ما ينعكس إيجاباً على النمو الاقتصادي. وستربط الشبكة أيضاً في مرحلة لاحقة دولة الإمارات بالمملكة العربية السعودية من خلال مدينة الغويفات غرباً، وبسلطنة عمان عبر مدينة العين شرقاً، كجزء من شبكة السكك الحديدية لدول مجلس التعاون الخليجي. وكانت الاتحاد للقطارات قامت بتوقيع اتفاقية رسمية مع شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) تهدف إلى البدء بعمليات نقل ما يزيد على 7 ملايين طن سنوياً من حبيبات الكبريت من مصانع الإنتاج في شاه وحبشان إلى ميناء الرويس للتصدير. وسيتم تشغيل هذا الخط ليشمل مناطق شاه ومزيرعة ومدينة زايد وحبشان والمرفأ والرويس مغطياً بذلك مسافة 266 كيلومتراً. ومع تطبيق المرحلة اللاحقة من شبكة الاتحاد للقطارات، سيتم تشغيل السكك الحديدية لتشمل مناطق طريف والسلع والغويفات لتغطي بذلك مسافة كلية تصل إلى 416 كيلومتراً في المنطقة الغربية. وستشهد في مراحل أخرى ربط المنطقة الغربية مع بقية الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي عبر القطار. ونظمت شركة الاتحاد للقطارات، المطور والمشغل لشبكة القطارات الوطنية ندوة تعريفية لسكان مدينة زايد في المنطقة الغربية لإمارة أبوظبي، بهدف تعريفهم بمنافع شبكة السكك الحديدية التي يجري تطويرها في دولة الإمارات وإلقاء الضوء على أهمية دور هذا المشروع الضخم في تعزيز عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في الدولة. وقدم كل من المهندس نوح الحمادي، مدير تطوير الأعمال لشركة الاتحاد للقطارات، والمهندس محمد المنصوري، أحد مدراء إدارة المشاريع، لمحة عامة عن المشروع وتطوراته الحالية، خصوصاً فيما يتعلق بشبكة المرحلة الأولى التي ستشهد إنشاء خط السكك الحديدية الذي يربط مناطق شاه وحبشان والرويس في المنطقة الغربية. وركزت الندوة على الفوائد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المتعددة التي ستحققها شبكة القطارات للمنطقة من تطوير الربط بين المناطق وخلق فرص عمل ونمو الشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في المرحلة القادمة، إضافة إلى مناقشة التكنولوجيا المستخدمة ومعايير السلامة ومبادرات وخطط حماية الحياة البرية. كما تم التأكيد أن جميع العمليات الخاصة بنقل الكبريت سواء من نقل أو تخزين تخضع لوسائل تقنية حديقة للتغليف الأمن الذي يحول دون تلوث الهواء أو إلحاق أي أضرار بالبيئة. ويسهم المشروع في توفير العديد من المشروعات الاستثمارية المساعدة والتي ستخدم المشروع خلال مراحل التنفيذ والتشييد وكذلك التشغيل. كما أن المشروع يتضمن خطط طوارئ وأزمات لمواجهة أي طارئ يمكن أن يحدث خلال عمليات التشغيل. وأكد المهندس نوح الحمادي أن القائمين على المشروع حرصوا على الاستفادة من التقنيات الحديثة للدول المتقدمة وكذلك الدول ذات الخبرات الطويلة في هذا المجال، خاصة فيما يخص وسائل مواجهة زحف الرمال على السكك الحديدية وطرق التغلب عليها. وتطرق المهندس كمال ناصر مقاول الأعمال الإنشائية المؤلف من اتحاد شركات “سايبم” و”تكنيمونت” الإيطاليتين وشركة “دودسال للهندسة والمقاولات” عن تفاصيل الأعمال الإنشائية الأولية ومعالم التشييد المقبلة التي يتوجب البحث في جوانبها، وتسليط الضوء على فرص العمل. وشهدت الندوة جلسة تفاعلية من الأسئلة والأجوبة أتاحت المجال للحضور إبداء آرائهم وطرح الأسئلة على فريق الاتحاد للقطارات الذي قام بالإجابة عنها وتوضيح وجهة نظره فيها. وقال المهندس شادي ملك، المدير التنفيذي للشؤون التجارية لشركة الاتحاد للقطارات، إن هذه الندوة تكتسب أهمية خاصة مع إطلاق أعمال التشييد المبدئية للمرحلة الأولى من شبكة القطارات على أرض المنطقة الغربية. وتأتي الندوة في إطار جهود الشركة الشاملة لتفعيل مشاركة المجتمعات المحلية في هذا المشروع الحيوي من خلال فتح وتعزيز قنوات التواصل معهم وبهدف توفير فرص العمل للمواطنين وإشراك كل من الشركات الوطنية الصغيرة والمتوسطة في هذا المشروع الضخم من خلال برامج التوعية بالمشروع، حيث عملت شركة الاتحاد للقطارات منذ تأسيسها مع جميع الشركاء والمعنيين في المنطقة الغربية لتطوير الخطط الخاصة بهذه المنطقة. وأشاد المهندس شادي ملك بالدور الكبير الذي قدمه كل من مكتب ممثل الحاكم في المنطقة الغربية ومجلس أبوظبي للتخطيط العمراني وبلدية المنطقة الغربية ومجلس تنمية المنطقة الغربية ومجلس تطوير المنطقة الغربية، إضافة إلى هيئات أخرى مثل هيئة البيئة-أبوظبي ودائرة النقل في تقديم الدعم لهذه الندوة والمشروع والعمل على تحقيق أهدافهما المشتركة.