السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جامع «البرديكية» في غزة نموذج للعمارة المملوكية

جامع «البرديكية» في غزة نموذج للعمارة المملوكية
3 سبتمبر 2009 22:56
يقع جامع البرديكية في حي الشجاعية وهو أحد أحياء غزة القديمة، ويتميز بمئذنته الرشيقة التي كانت تميز البناءات في العصر المملوكي، وقد بني على مساحة تقدر بنحو 569 مترا مربعا ويطلق عليه جامع البرديكية نسبة لبانيه برديك الدودار سنة 589هـ - 1455م أيام حكم السلطان أينال العلائي 857 - 865هـ كما أَُتخذ في فترة من الزمن مدرسة لتلقي العلوم الدينية ثم محكمة للقضاء ولهذا أطلق عليه عامة الشعب، وحتى اليوم جامع المحكمة وقد ألحقت بالجامع في نفس عام بنائه مدرسة كما تشير إليه البلاطة الرخامية المبنية أعلى عتب الباب الشمالي المغلق نقش عليها في أربعة سطور ما نصه: «بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد خاتم النبيين وعلى آله الطيبين اللهم أكرم إذا حشرت الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم فأحشر عبدك محمد بن العباس الهاشمي رحمه الله ورضي عنه ونضر وجهه ونور قبره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، ذلك الفضل من الله، وكفى بالله عليما، آمين يا رب العالمين». وصف المسجد يتألف الجامع من رواق قبلي يمتد من الشرق للغرب على يمين الداخل للمسجد وقد تمت إزالته وأصبح جزءا من فناء المسجد وصحنه المكشوف يقابل من الجهة الشمالية غرف المدرسة الأربع وهي ما تزال ماثلة مهجورة. أما من الجهة الشرقية فيوجد إيوانه الرئيسي وبيت الصلاة بعقده الكبير، ويتألف هذا الإيوان الكبير وبيت الصلاة من ثلاثة أقسام كبرى أوسطها عقد مصلب تتوسطه قبة صغيرة والجانبان معقودان ومنبره رخامي، طعم جانباه بأشرطة رخامية مزخرفة زخرفة نباتية بالإضافة لأشرطة سوداء ودرابزينه مدقوق بأوسمة دقيقة وفوق باب الروضة بجوار المحراب ثبتت بلاطة رخامية مستطيلة بشكل عفوي نقشت عليها أدعية بخط كوفي جميل لم يذكر عليها تاريخ، وهي كما يبدو من قراءتها أنها بمثابة أدعية بنيت لضريح محمد بن العباس. المئذنة الجميلة وفي الركن الشمالي الغربي من الجامع بنيت مئذنته التي ما زالت محتفظة بكامل تفاصيلها الجميلة ذات الطراز المملوكي والتي لم يطرأ عليها أي تغيير أو ترميم منذ إنشائها على قاعدة مربعة يزين واجهتها الغربية المطلة على الشارع أشكال هندسية وفنية، يعلوها بدن مثمن تتخلله نوافذ مستطيلة بعضها معقود يتخللها فتحات مستديرة للتهوية والإضاءة، وأخرى مصمتة، لكنها مزينة بعقود مقرنصة وأخرى بعقود ذات فصوص وكما زينت بعض واجهاتها بأطباق رخامية بيضاء مستديرة بالإضافة لزخارف نجمية ويعلو البدن شرفة المؤذن المعروشة وهي مثمنة الأضلاع أيضا، وتتكئ على مساند جميلة تميزها عن غيرها من مساجد غزة ويعلو الشرفة بدن مثمن لكنه رفيع تتخلله أبواب صغيرة ومن فوقه خوذة ذات رقبة ومن أسفل مبني على قاعدة مستديرة يعلوها جميعها هلال، وهذه المئذنة في أشد الحاجة للصيانة والتنظيف والترميم لأنها في حالة خطرة حيث لم تجر عليها أية إصلاحات أو صيانة منذ نشأتها. ضريح وفي الفناء الغربي للجامع وبالقرب من سلم المئذنة يوجد ضريح لشاب يسمى محمد بن المرحوم الحاج درويش المتوفى سنة اثنين وعشرين وثمانمائة هجرية، ومن الأمور غير المألوفة وضع حجر شاهد رخامي آخر على القبر في الجهة المقابلة يبدو أنه لقبر آخر تعرض كثيرا لعوامل التعرية، ويقرأ من الشاهد اسم العالم الصالح الشيخ محمد البياس والمتوفى في القرن الثامن الهجري . وقد تولى مشيخة هذا الجامع في النصف الأخير من القرن الخامس عشر الميلادي الشيخ الشمس أبو عبدالله المكني بـ«أبي الجود». وتعرض الجامع إلى تدخل بشري سيئ ما أخرجه من حلته الأثرية القديمة مثل كسوة الجدران بحجر من الرخام المحلي وإضافة القصارة الإسمنتية إلى الجدران الداخلية والمباني الأخرى والبلاط والإنارة.
المصدر: فلسطين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©