الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

د.محمد العليلي: كنا ننبهر لرؤية وجوهنا في الصور الفوتوغرافية

د.محمد العليلي: كنا ننبهر لرؤية وجوهنا في الصور الفوتوغرافية
3 سبتمبر 2009 22:54
في المرحلة التي كان فيها شعب الإمارات يعيش في بيوت من طين شتاءً، وفي منازل من الخوص والسعف صيفاً، ولد محمد بن عبيد بن ماجد العليلي، وقد سبقت تلك المرحلة قيام اتحاد الامارات وانطلاق النهضة الشاملة. وكانت أسرة العليلي آنذاك تسكن منطقة الغرفة في إمارة الفجيرة قرب البحر. يشغل الدكتور العليلي اليوم منصب مدير عام دائرة الصناعة والاقتصاد في حكومة الفجيرة. لكنه عندما يعود بذاكرته إلى أهم ما كان يميز الطفولة يجد أن الحياة كانت صعبة، ولم يكن أمام الأطفال إلا البحر في الصباح كمتنفس للهو، وفي المساء يلتقون في النخيل -القصد مزارع تكثر فيها أشجار النخيل- حيث كان نصف الوقت في المزارع مخصصا لمساعدة الأهل والأقارب في العناية بالأشجار والنخيل والقليل في اللهو. الالتحاق بالمدرسة عندما بدأ التعليم في تلك المنطقة في بداية الستينات كان سن محمد العليلي لا يتعدى الخامسة، يقول عن تلك الفترة: «كان الشيخ سهيل بن حمدان الشرقي -رحمه الله- يزور بيتنا بين فترة وأخرى ويلتقي مع أجدادي، وقد أوصاهم أن يحرصوا على أن ألتحق بالمدرسة لأتعلم». يسترسل العليلي في ذكرياته، ويقول: «كانت المدرسة مختلطة ويفصل بين الإناث والذكور جدار من دعون جريد النخل، وبعد فترة قام مكتب المعارف التابع لدولة الكويت بفتح مدرسة، وتم نقل الطلبة إليها، وأذكر جيدا أنني كنت أجد التشجيع من جدتي لأمي رحمها الله، حيث إنها كانت تنتمي إلى أسرة متعلمة فوالدها أحمد الطوفان امام وشيخ دين وقد علم القراءة لأجيال، بينما كانت جدتي تعلم الإناث». ومن الذكريات الطريفة بحق العليلي، تلك الذكرى المتصلة بالمدرسة الابتدائية، يبتسم قائلا: «عندما طُلب من كل الطلبة أن يأتوا بصور فوتوغرافية وذلك بالذهاب إلى (العكاس- المصور) ويلتقطوا صورا من أجل الانتقال لمرحلة «المتوسط»، كان العجيب الغريب بالنسبة لنا أن نرى صورنا على الورق المقوى، ولذلك كانت الصورة تسمى «عكس». بعد جغرافي أما أصعب ما واجهه العليلي هو وأقرانه في مرحلة الثانوية فهو أن المدرسة كانت في كلباء واسمها «سيف اليعربي» يقول موضحا ماهية تلك الصعوبة: «كان يتم نقلنا يوميا من الفجيرة الى كلباء بعد صلاة الفجر مباشرة، ثم جاءت توجيهات أن يتم نقل الطلاب إلى إمارة أبوظبي بعد أن تسلمت حكومة أبوظبي التعليم من مكتب المعارف التابع للكويت. حينها وفرت حكومة أبوظبي المدرسة والسكن لنا، لكن كانت مرحلة صعبة بحق على الرغم من أن أبوظبي كانت مقبلة على التنمية والتطوير والنهضة، لكن البعد الجغرافي عن الأهل لطلبة صغار في مثل سننا، هو أمر صعب جدا، لكن ما كان يهون على طلاب المنطقة الشرقية الأمر؛ هو وجود طلبة يدرسون في أبوظبي، وهم يأتون من سلطنة عمان وإمارة رأس الخيمة قبل أن يتم تزفيت الطرق». في عام 1977 أنهى العليلي المرحلة الثانوية، ولم تكن لديه خطة محددة، لكنه كان يحلم أن يصبح طيارا، بينما خوف والدته وجدته عليه، جعل منه شخصا مترددا في تحديد الهدف لرغبته في إرضاء الأم، ولكن رغم ذلك عندما سافر إلى الولايات المتحدة من أجل إكمال تعليمه كان الهدف دراسة الطيران! الطريق إلى الخارج حين وصل أميركا طلبا للعلم، وجد العليلي نفسه يتجه إلى تخصص آخر وهو هندسة البترول، وخلال الدراسة وجد أنه يسير على خط لن يكمله، فتحول إلى دراسة الصناعة، وقد تخرج عام 1982 وعاد إلى الوطن ليلتحق مباشرة بدائرة الاقتصاد والصناعة. يقول: «وجدت نفسي آنذاك لا أميل إلى العمل خلف المكاتب، ولدي رغبة العمل الميداني، فاتجهت إلى العمل في أول مصنع تؤسسه حكومة الفجيرة، وأصبح مديرا للمصنع». يضيف: «في عام 1987 قررت أن أقدم إجازة أتفرغ إثرها لمتابعة الدراسات العليا في ذات التخصص وهو تكنولوجيا الإدارة الصناعية في جامعة هسكونسن. وكانت هذه من أفضل السنوات بين مراحل التعليم، فقد كنت قد تزوجت عام 1984 وكانت فرصة مناسبة لإكمال دراستي برفقة أسرتي، بل كانت تلك السنوات فرصة أيضا لزوجتي التي اغتنمت الفرصة وأكملت أيضا دراساتها العليا». عندما سافر العليلي من أجل الدراسات العليا كان عمر ابنته البكر موزة حوالى سبعة أشهر (تستعد حاليا للتخرج من كلية الطب) بينما ولد ابنه ماجد في أميركا، أما مهند فقد حقق حلم والده وأصبح اليوم طيارا في «طيران الإمارات».
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©