دخلت مسألة تأليف الحكومة اللبنانية مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على الصيغة المعدلة التي وضعها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، وناقشها مع الأطراف المعنية، حيث توقعت مصادره أن تبصر النور مطلع الأسبوع المقبل إن لم تحصل تطورات مفاجئة يمكن أن تسرع في التأليف. وأجمعت مصادر الأكثرية الجديدة على إشاعة أجواء إيجابية حتى أن البعض ذهب إلى حد توقعه أن يتم الإعلان عن التشكيل اليوم.
وشكل دخول سوريا على خط تأليف الحكومة، حيث اجتمع الرئيس السوري بشار الأسد خلال الأيام الأخيرة مع كل من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، فضلاً عن اللقاءات التي عقدها في العاصمة السورية المعاونين السياسيين لكل من رئيس البرلمان النائب علي حسن خليل والأمين العام لـ”حزب الله” حسين الخليل، دفعاً قوياً باتجاه تذليل العقبات التي تعترض تشكيل الحكومة.
وأكدت مصادر جنبلاط أن سوريا ترفض التدخل في تفاصيل تشكيل الحكومة، ولكنها تأمل الإسراع في ذلك، مشيرة إلى أن جنبلاط يعمل على خط تقريب وجهات النظر بين القوى التي ستشارك في الحكومة لحسم بعض النقاط المتعلقة بتوزيع الحقائب. ورأى عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب آلان عون أن الحكومة ستولد قريباً، مشيراً إلى أن الانتقادات من قبل التكتل لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لا يعني القطيعة معه. أما زميله في التكتل فشدد على أن التشكيلة الحكومية لم تنضج بعد، وان رئيس التكتل الجنرال ميشال عون لم يطلع بعد على الصيغة النهائية، مشيراً إلى أن الحكومة تؤلف في لبنان ولا يجوز الاستمرار في تهميش المسيحيين.
إلاّ أن قوى 14 آذار ما زالت تشكك بقدرة ميقاتي على تشكيل الحكومة، بسبب ما تصفه الشروط التعجيزية التي تحاصره من قبل الأكثرية الجديدة، لا سيما حول مسألتي السلاح والمحكمة الدولية، ذلك أن التزامه بهذه الشروط يعد خروجاً عما التزم به في اجتماع دار الفتوى. ودعا عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار ميقاتي إلى الاعتذار في حال فرض عليه تشكيل حكومة لا تنسجم مع مواقفه التي سبق وأعلنها، وألاّ يكون قد أحرق نفسه سياسياً. وأشار إلى أنه في حال أصر ميقاتي على تشكيل الحكومة، فإنها ستكون هجينة وقد لا تنال ثقة المجلس النيابي، ورأى أن دمشق أخذت قراراً بالضغط على حلفائها للإسراع في إنهاء هذا الملف.
عدد اليوم
