الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

غارات دولية مكثفة والمعارضة تدخل أجدابيا

غارات دولية مكثفة والمعارضة تدخل أجدابيا
26 مارس 2011 00:48
كثف التحالف العسكري الدولي ضغوطه على نظام الزعيم الليبي معمر القذافي أمس والليلة قبل الماضية، بشنه مزيداً من الغارات الجوية بتركيز خاص على أجدابيا الخاضعة لسيطرة الكتائب الموالية للحكومة الليبية والتي شهدت أيضاً ضربات من قبل سلاح الجو البريطاني مستهدفة قوات وآليات مدرعة تهدد المدنيين، تزامناً مع هجمات بصواريخ توماهوك أطلقتها قوات البحرية الأميركية ليل الخميس والجمعة لتدمير دفاعات جوية ومواقع مدفعية للقوات الحكومية. وأكدت المعارضة المسلحة أنها استفادت من ضربات التحالف لقوات القذافي بالمدينة الاستراتيجية، معلنة على لسان العقيد محمد الساير الذي انشق عن الجيش الليبي، أن قواتها “دخلت أجدابيا.. وعما قريب ستسقط البوابات الشرقية والغربية للمدينة”، مشددةً بالقول “ليس أمامهم (الكتائب الحكومية) خيار آخر غير الاستسلام”. من جهته، أكد الاميرال الأميركي بيل جورتني مدير هيئة الأركان المشتركة أن هجمات التحالف على قوات القذافي قلصت قدرته على ممارسة القيادة على قواته البرية، وأنه توجد تقارير عن أنه بدأ تسليح متطوعين. وفيما قال جورتني إن العقيد القذافي يوزع الأسلحة على “متطوعين” مدنيين للذهاب لمحاربة الثوار ما يدل، على ضعف القوات الليبية، أكد التلفزيون الليبي الرسمي مساء أمس، أن الزعيم الليبي رقى جميع أفراد القوات المسلحة، وذلك بعد “تصديهم البطولي للهجوم الصليبي الاستعماري”، مبيناً أن القرار يشمل أيضاً “جميع منتسبي الأمن العام وجهاز الشرطة”. وفي السياق ذاته، أعلن متحدث معارض يدعى إبراهيم عبر الهاتف من الزاوية، أن القوات الحكومية خطفت وضربت سكاناً في الزاوية منذ أن استعادت السيطرة على المدينة القريبة من العاصمة طرابلس قبل أسبوعين، موضحاً أن كتائب القذافي “أقامت نقاط تفتيش في كل تقاطع وشارع بالمدينة.. يخطفون شباناً ورجالاً.. أي شخص يقل عمره عن 50 أو 60 عاماً سواء أكان مهندساً أو عامل بناء بسيطاً ويقتادونهم إلى مكان غير معلوم”. وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن طائرات مقاتلة طراز تورنيدو تابعة لسلاحها الجوي أطلقت ليل الخميس الجمعة صواريخ على آليات مدرعة ليبية كانت “تهدد” مدنيين في أجدابيا شرق ليبيا. وتسيطر قوات القذافي على أجدابيا التي تبعد 160 كلم جنوب بنغازي معقل المعارضة. كما استهدفت عمليات قصف جوية بعد ظهر أمس، مواقع القوات الموالية للقذافي في أجدابيا نفسها، حيث سمع هدير طائرات في السماء وازدادت الانفجارات وارتفعت سحب دخان كثيفة في القطاع. وعلى طريق يبعد بضعة كيلومترات إلى الشرق من هذه المدينة الاستراتيجية، قال العقيد الساير “إننا نهاجم البوابة الشرقية. وهنا، لديهم 15 دبابة و50 رجلاً. وليس أمامهم من خيار آخر غير الاستسلام”. وخرج مقاتل آخر من أجدابيا على متن سيارة بيك أب تنقل جثتي شخصين قال إنهما مرتزقة في قوات القذافي. وتفيد شهادات متطابقة جمعتها “فرانس برس” على بعد كيلومترات شرق أجدابيا، أن المتمردين يقومون بمزيد من عمليات التوغل لاستعادة السيطرة الكاملة على المدينة. وأكد مواطن سوري يدعى عبد الرؤوف “43 عاماً” وهو على متن سيارة بيك أب مع نحو 10 أشخاص آخرين بعد أن هربوا من أجدابيا “لقد دخلت سيارات تقل ثواراً إلى وسط المدينة واقتربت المعارك من منزلنا، فكان لا بد من الرحيل”. وذكر أنه شاهد سيارات للثوار تتجول في أجدابيا. وشوهد عشرات السكان من هذه المدينة الساحلية وهم يهربون على متن سيارات سياحية باتجاه الجنوب، فيما تسيطر القوات الموالية للقذافي على المدخلين الشرقي والغربي للمدينة. وقال العقيد حمد الحاسي من قوات المعارضة المسلحة لـ”رويترز” قرب أجدابيا “سقط المدخل الشرقي، ونرسل فريقاً للتحقق قبل التقدم”. وقال ابن موسى، وهو رجل يساعد مقاتلي المعارضة بالطعام والإمدادات، إن 3 من مقاتلي القذافي استسلموا وخرجوا من أجدابيا وهم يحملون راية بيضاء. وأضاف أنهم نقلوا إلى بنغازي، حيث تتمركز قوات المعارضة. ووصل المعارضون إلى أجدابيا أمس، على متن شاحنات مزودة بقاذفات صواريخ متعددة وشاحنات صغيرة مزودة بأسلحة آلية، بعد أن قصفت المقاتلات البريطانية سيارات عسكرية حكومية في المدينة الليلة قبل الماضية. وقال إبراهيم فرج عضو المجلس العسكري للمعارضة لـ”رويترز” إن شيوخ القبائل المحليين عقدوا محادثات مع قوات القذافي في أجدابيا في وقت مبكر أمس، وطالبوهم بالانسحاب. وأضاف “قال الشيوخ يجب أن تنسحبوا وتتركوا أسلحتكم ولن تتعرضوا لأذى. لكنهم رفضوا. ولهذا السبب نخطط للتقدم بأسلحة ثقيلة”. وستكون استعادة أجدابيا أكبر انتصار للمعارضين المسلحين منذ تعرض تقدمهم الأولي نحو الغرب إلى انتكاسة قبل أسبوعين عندما طردتهم قوات القذافي المسلحة واعادتهم إلى معقلهم في بنغازي. وذكر مصطفى غرياني المتحدث باسم المعارضين للصحفيين في بنغازي “إنها الغارات البريطانية ستضعف قوات القذافي والأمر الأكثر أهمية معنوياتهم. نتوقع أن تحرر أجدابيا بكاملها اليوم أو غداً”. في الوقت نفسه، حضر آلاف الليبيين صلاة الجمعة أمس، في بنغازي وعلقت لافتات على الحوائط والخيام تشير إلى أن المعركة مستمرة. وكتب على إحدى اللافتات “نحن قادمون يا مصراتة”. ويحاول الثوار الاحتفاظ بالسيطرة على مصراتة ثالث أكبر مدينة ليبية والتي يعتقدون إنها ستكون ممراً إلى العاصمة طرابلس. وقال معارض ليبي مساء أمس ان بعض القناصة الحكوميين و3 مقاتلتين معارضين قتلوا في اشتباكات متفرقة في مصراتة. من جهة أخرى، أطلقت الولايات المتحدة 16 صاروخاً جديداً طراز توماهوك على أهداف ليبية الخميس والجمعة في إطار دورها في المهمة الدولية لحماية المدنيين الليبيين. وبهذا يصل إلى 170 على الأقل عدد صواريخ توماهوك التي أطلقتها الولايات المتحدة وقوات التحالف في حملتها الهادفة إلى تطبيق قرار الأمم المتحدة بفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا لوقف الهجمات الجوية على المدنيين. وصرح مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون” أن السفن والغواصات الأميركية أطلقت 16 صاروخاً جديداً خلال ال24 ساعة الماضية حتى الساعة 05,00 تغ أمس، واستهدفت تدمير مواقع الدفاع الجوي والمدفعية لقوات القذافي. وقال مسؤولون إنه خلال الـ24 ساعة تلك، نفذت مقاتلات قوات التحالف 153 طلعة، من بينها 67 طلعة نفذتها القوات الأميركية. أكد الاميرال الأميركي بيل جورتني أمس، إن أغلب الأسلحة الأميركية التي استخدمت ضد قوات القذافي كانت أسلحة دقيقة شملت صواريخ توماهوك وقنابل موجهة بالليزر أو بنظام تحديد المواقع العالمي. وأضاف مدير هيئة الأركان الأميركية المشتركة للصحفيين في مؤتمر صحفي بالبنتاجون إنه لا علم له باستخدام ذخائر تشتمل على اليورانيوم المستنفد في ليبيا. وفيما أفادت إحصائية أن 350 طائرة للتحالف تشارك في العمليات على ليبيا نصفها أميركية، أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أمس، أنه لا توجد أدلة مؤكدة على أن الغارات الجوية للتحالف أوقعت قتلى بين المدنيين، مبيناً لتلفزيون “سكاي” بقوله “هذه العملية تنفذ المطلوب منها وهو حماية السكان المدنيين في ليبيا ولا توجد أدلة مؤكدة على حدوث خسائر في الأرواح بين المدنيين على الإطلاق.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©