«يونس ولد فضة» يمثل الدراما الصعيدية على شاشة رمضان

سعيد ياسين (القاهرة) حافظ مسلسل «يونس ولد فضة» من بطولة عمرو سعد وسوسن بدر وهبة مجدي وريهام حجاج وسهر الصايغ وعبدالعزيز مخيون وصفاء الطوخي، على حضور الدراما الصعيدية خلال شهر رمضان، حيث يعد المسلسل الوحيد الذي يتناول مجتمع الصعيد بعدما كانت تتواجد المسلسلات التي تعبر عنه بكثرة في رمضان طوال السنوات الماضية، وكانت هذه النوعية من الأعمال تمثل أحد أهم عناصر الجذب لكبار النجوم، ولا تزال العديد من المسلسلات التي تناولت مجتمع الصعيد محفورة في وجدان الجمهور، كما في «مارد الجبل» و«غوايش» و«الضوء الشارد» و«ذئاب الجبل» و«القرار من الحب» و«قلب حبيبة» و«الليل وآخره» و«خالتي صفية والدير» و«حلم الجنوبي» و«أفراح ابليس» و«حدائق الشيطان» وغيرها. قضايا الصعيد وحظي «يونس ولد فضة»، الذي كتبه عبدالرحيم كمال على إشادة نقدية وجماهيرية كبيرة، خصوصاً وأن كمال تميز في هذا النوع من الدراما التي قدم منها من قبل مسلسلات «الرحايا» من بطولة نور الشريف، و«شيخ العرب همام» و«الخواجة عبدالقادر» و«دهشة» من بطولة يحيى الفخراني، وأخرجه أحمد شفيق في ثاني تجربة له مع الدراما الصعيدية بعد «خطوط حمراء» لأحمد السقا ورانيا يوسف ومنذر رياحنة، ودارت أحداث «يونس ولد فضة» في قالب اجتماعي ناقش قضايا الصعيد، من خلال أحد أباطرة الصعيد، ويدعى «يونس شهاب» الذي يتبع كل الطرق المشروعة وغير المشروعة لتحقيق ما يريد، وساعد في نجاح المسلسل تصوير العديد من مشاهده في أماكن صعيدية حقيقية في الأقصر وأسوان وسوهاج وقنا وأسيوط. وأرجع عدد من المشاركين في العمل نجاحه الى اختلافه سواء على صعيد الشكل أو المضمون، وقال بطله عمرو سعد: سلط المسلسل الضوء على الكثير من قضايا الفساد في بعض مناطق الصعيد، ومشاكل بعض عائلاته، وغالباً ما تظهر الدراما الصعيدية على الشاشة بشكل تقليدي قديم، أما «يونس» فهو شخصية مثقفة مطلع على جوانب حياتية وتكنولوجية كثيرة، في دراما اجتماعية غنية بالتفاصيل، تحكي عن التطورات والأحداث ضمن إطار درامي ذو طابع إنساني يجمع بين الأسطورة والواقع، ويغوص في منطقة لم نشاهدها من قبل. المرأة الصلبة أما الفنانة سوسن بدر فأثنت على نص المؤلف عبدالرحيم كمال، وقالت إن لديه مخزوناً وموروثاً كبيراً من الحكايات الخاصة بهذه المنطقة التي يعرفها جيداً، وهذه الميزة تزيد من مصداقية الحكاية، على اعتبار أن النص يدمج بإبداع بين الأساطير التي نسمعها وبين العادات والتقاليد والحقائق، وأبدت إعجابها بالشخصية التي تقدمها، وهي «فضة» المرأة الصلبة التي تعرف كيف تصل إلى ما تصبو إليه، وتضطر بعد وفاة زوجها لأن ترعى الطفل «ابراهيم»، وتطلق عليه اسم ابنها المتوفي «يونس» لتواجه معه ومن أجله مصاعب الحياة. وقال الفنان إيهاب فهمى انه استمتع بتجسيد شخصية الصعيدي المودرن «خالد» الذي يرتدى الجلباب الصعيدي، وهو إنسان مغلوب على أمره يعانى من تسلط زوجته التي يعيش معها ومع والدها في منزل واحد. نقطة تحول واعتبر الناقد محمود عبدالشكور المسلسل نقطة تحول في حياة عمرو سعد، وقال: يبدو وكأنه عثر أخيراً على طريقة أداء مميزة، يتصرف ببساطة، ويلون أداءه بسهولة، ويمنح الشخصية تفصيلاتها من دون تصنع أو افتعال أو مبالغة، لا تهزمه اللهجة، ولكنه يطوعها ويؤثر بها، وهو يضحكني ويشعرني بالشجن ويذكرني بشخصيات صعيدية عرفتها، الشخصية رمادية ومركبة للغاية فيها جانب حالم وبرئ، وفيها قوة وروح عملية، فيها كثير من الواقع، وبها مسحة من أبطال الملاحم، وأوضح أنه ليس سهلاً أبداً أن تضع بصمتك على شخصيات صعيدية قدمتها الدراما بأداء كبار الممثلين، ولكن عمرو سعد كسب الرهان بامتياز. أسطورة شعبية أشار مؤلف المسلسل عبدالرحيم كمال، إلى أن العمل عبارة عن أسطورة شعبية تدور أحداثها في إطار اجتماعي إنساني داخل الصعيد المصري، حيث يسلط الضوء على العديد من التفاصيل أبرزها علاقة الأم بابنها والأخ بأخوته، كما عالج بعض قضايا المرأة في الصعيد، إلى جانب رصده علاقات العائلات ببعضها في ظل التركيبة الاجتماعية السائدة.