الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«هيرالال غاندي».. أشهر إسلامه على المنبر

«هيرالال غاندي».. أشهر إسلامه على المنبر
27 يونيو 2016 20:13
أحمد مراد (القاهرة) هو ابن الزعيم والسياسي الهندي الشهير «المهاتما غاندي»، والذي قاد نضال الهنود ضد الاستعمار الإنجليزي، وبعد ملحمة إنسانية سجلها التاريخ بحروف من نور حقق هذا النضال هدفه وتحررت الهند من قبضة الإنجليز. وبينما كان الأب منشغلاً وغارقاً في نضاله وكفاحه الدائم ضد المستعمر البريطاني، نشأ الابن هيرالال بعيداً عن أبيه، وكان يدين بديانة هندية تعرف بـ«براهمي»، ولم يكن في بادئ الأمر يلقي بالاً للتناقضات التي تزخر بها إحدى الديانة، وواصل تعليمه حتى تخرج محامياً، وتزوج وكون أسرة. أتاح له عمله في مهنة المحاماة الاطلاع على ثقافات وقيم وتعاليم الأديان المختلفة، وتعمق في بادئ الأمر في دراسة الديانة الهندوسية وطائفتها البراهمية. تعرف هيرالال غاندي على الظروف الاجتماعية السيئة والقاسية التي يحياها كثير من الناس في بلاده، وأدرك مدى وحجم الظلم الكبير الذي تمارسه إحدى الطوائف ضد غيرهم من الطوائف الأخرى، بل مع أبناء طائفتهم ذاتها، ممن يطلقون عليهم اسم «المنبوذين» الذين يقومون بخدمة البراهمة، وكان هذا الظلم الاجتماعي الذي يعاني منه الآلاف والملايين من الهنود من الأسباب التي دفعت هيرالال إلى البحث عن الحقيقة في الأديان الأخرى. وخلال بحثه وتحريه على الحقيقة فوجئ هيرالال غاندي بأن أصحاب الديانة الثانية في الهند - الدين الإسلامي - لا يفرقون في الكرامة بين الغني والفقير، يتحلون بالعديد من القيم النبيلة والسامية، وهنا قرر أن يدرس دين الإسلام على أيدي الشيخ زكريا مينار والشيخ نذير أحمد، وأقنعاه بالدليل والحجة والبرهان بأن كل ما يبحث عنه من قيم العدالة والمساواة والتسامح والرحمة والتعارف والتعايش المشترك موجود في الإسلام. شعر هيرالال غاندي أن شيئاً من الحق يسطع أمامه، وأنه وجد بداية طريقه نحو الحقيقة التي يبحث عنها، ولذلك عزم على إشهار إسلامه بعد أن قرأ قول الله سبحانه وتعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، «سورة آل عمران: الآية 85»، وكان عمره وقتها خمسين عاماً. وفي يوم الجمعة ارتدى قميصاً أبيض وعمامة وتوجه إلى الجامع الكبير في مدينة بومباي، وبعد أداء الصلاة، وأمام أكثر من عشرين ألف مسلم أشهر إسلامه، وأطلق على نفسه اسم «عبدالله هيرالال غاندي» وصعد المنبر، وألقى كلمة قال فيها: كلكم يعلم بأني ابن الزعيم غاندي، وأنا أعلن على رؤوس الأشهاد، وفي وسط هذا الجمع العظيم، أني قد عشقت الإسلام وأحببت القرآن وآمنت بالله وحده وبالرسول الأطهر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأنه خاتم النبيين، وأنه لا نبي بعده وأن ما جاء به من القرآن حق، والبعث والنشور حق، والملائكة والقضاء والقدر حق، وأنبياء الله حق، وللإسلام وللقرآن سأحيا وأموت، وسأدافع وسأناضل وسأكون مبشراً وداعياً له بين قومي وعشيرتي، ألا إن هذا الدين الحنيف هو دين العلم والثقافة والعدل والأمانة والرحمة والمساواة. وأحدث إسلام هيرالال غاندي ضجة كبيرة في مختلف الأوساط الهندية، وتناقلت الصحف خبر إسلامه، وقامت بالكثير من حملات التشهير عليه، وقد انزعج الهندوس من هذا الأمر، ومارسوا عليه ضغوطاً شديدة وصلت إلى درجة التهديد بالقتل، وقد خاطبهم بهدوء وبحكمة، وطالبهم بدراسة حقيقة الإسلام والعدالة فيه قبل الحكم عليه، وقال: أطالب الهندوس بدراسة الإسلام، وإن لم يعتنقوه، فليدرسوه دراسة واعية. حرص هيرالال غاندي على الدفاع عن الدين الإسلامي، يقول: لست بنادمٍ ولا متأسف لاعتناقي الدين الإسلامي الحنيف كما يقولون ويشيعون، والله يعلم ويشهد أني ما فعلت أكثر من تلبيتي نداء الحق، ونداء ضميري، ورضوخي واستسلامي إلى الضالة المنشودة، والحلقة المفقودة التي كانت ضائعة مني، قد وجدتها أمامي أخيراً متمثلة في كتاب الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وفي سيرة رسوله الأعظم صلى الله عليه وسلم. وذات مرة خاطب إحدى الطوائف قائلاً: خير لهؤلاء القوم إذا رغبوا في التخلص من حياتهم المريرة هذه، أن يلقوا نظرة بسيطة خالية من التعصب، ويدرسوا حقيقة الإخاء الإسلامي - وإن لم يعتنقوا الإسلام - ثم لينصفوا بعد ذلك من تلقاء أنفسهم، وليعلنوا النتيجة لنا ولأمة المهاتما غاندي، ثم إلى العالم الشرقي والغربي. وظل هيرالال غاندي يدافع عن الإسلام بكل ما يملك من قوة بعد أن اقتنع أن هذا الدين هو الدين الحق، وفي كل لقاء أو تجمع أو مؤتمر كان يدعو الناس إلى معرفة الدين الإسلامي والقراءة عنه قبل مهاجمته والتعصب ضده.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©