الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مهارات الحياة» .. مبادرة جديدة ترتقي بقدرات الطلاب علمياً وعملياً

«مهارات الحياة» .. مبادرة جديدة ترتقي بقدرات الطلاب علمياً وعملياً
2 ابريل 2014 01:19
طالب ممسك بأنبوب اختبار، وآخر يطالع نتائج تجربة معملية، وثالث يستمع لشرح مشرفة، فيما يتعلق بأحد علوم الكمبيوتر. هكذا بدت الصورة المشرقة لأبناء الإمارات عبر فعاليات برنامج «مهارات الحياة»، الذي تشهده العاصمة الإماراتية منذ بداية الأسبوع الحالي، ويعكس اهتمام جهات الدولة بالارتقاء بالمستوى العلمي والعملي للطلاب في مراحل التعليم كافة، والذي تجلّى بوضوح عبر تلك المبادرة العلمية الناجحة التي نظمها مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني بالتعاون مع معهد التكنولوجيا التطبيقية ومعهد أبوظبي للتعليم والتدريب المهني. أحمد السعداوي (أبوظبي) شارك في فعاليات البرنامج طلاب من مختلف مدارس أبوظبي، تلقوا خلالها أساسيات العلوم التكنولوجية وتعرفوا على مبادئ رئيسية تفيدهم في حياتهم العملية وتساعدهم في اختيار تخصصاتهم أثناء الدراسة الجامعية، بما كشفته هذه الفعاليات من آفاق واسعة على طيف واسع من العلوم المختلفة زادت من حصيلة الطلاب المعرفية وخبرتهم الحياتية عبر أسبوع حافل بالفعاليات يسدل ستائره غداً بعد أن قدم لهم مزيجا من العلم والمتعة عبر مناشط متميزة. بيئة تعليمية ثقافية وتقول ميثاء جاسم، مسؤولة شؤون الطلاب بكلية «أبوظبي بوليتكنك»، التابعة لمعهد التكنولوجيا التطبيقية والتي تحتضن بعض مشروعات الطلاب ضمن برنامج «مهارات الحياة»، إن البرنامج يطرح في عطلتي الربيع والصيف من أجل طلاب المدارس في مراحل التعليم كافة وليس مقصوراً على طلاب المرحلة الثانوية فقط، كما يعتقد البعض. والبرنامج يتضمن عدة أهداف منها، تشجيع الطلاب على إنشاء علاقات وصداقات جديدة في بيئة تعليمية ثقافية داعمة ومشجعة تركز على التعليم من خلال الترفيه. وغرس قيم حياتية كالعمل الجماعي وتحمل المسؤولية عبر مهام يومية وأنشطة وسط بيئة تعليمية صحية. وبناء شخصية الفرد وتعزيز الثقة بالنفس، بالإضافة إلى مجموعة من المهارات المختلفة من خلال مجموعة من الرياضات وورش العمل والأنشطة الثقافية. وكذلك جعل كل يوم من أيام المعسكر بمثابة تجربة جديدة ومغامرة شيقة، لجذب الطلاب نحو البرامج والمعاهد التقنية والمهنية الموجودة بالدولة. اكتساب المهارات ولفتت ميثاء إلى أن الدورة الحالية من «مهارات الحياة» أثبتت التطور الذي لحق بالبرنامج، من خلال زيادة عدد الطلاب المشاركين فيه سنويا والذين وصل عددهم هذا العام إلى 2000 طالب منهم 40 طالبا في كلية «أبوظبي بوليتكنك»، حيث يستفيد الطلاب من هذا المشروع ويكتسبون مهارات مختلفة في الروبوتات ووحدات التحكم الدقيقة وتصميم مواقع الإنترنت، وتكنولوجيا المعلومات والكمبيوتر، واللغة الإنجليزية، والإسبانية، والعلوم الصحية، مع التدريب على الإسعافات الأولية، والأنشطة الرياضية، ومحاكاة الطيران، والرحلات الميدانية، وصيانة الطائرات. إضافة إلى دراسات بيئية، تصميم الأزياء، السياحة والسفر، التصوير الفوتوغرافي، تصميم المجوهرات، ميكانيكا السيارات، الصيانة الميكانيكية، التجهيزات الكهربائية، الألياف الضوئية، الرسوم المتحركة بواسطة الكمبيوتر، إدارة الأعمال، أوتوكاد، التصميم الجرافيكي. وهي جميعاً مهارات علمية وعملية تنعكس على مستقبل الطالب بنواحٍ إيجابية، يستطيع من خلالها اختيار التخصص الذي يناسب إمكانياته وقدراته التي اكتشافها عبر الممارسة العملية. أهم أنشطة البرنامج ومن ناحيته، يقول محمد الروايضة، منسق برنامج مهارات الحياة بالكلية، إن الأنشطة المنبثقة من هذا البرنامج تتلخص في أربعة أنشطة رئيسة هي: - هندسة الكهرباء الميكانيكية، ونركز فيها على المهارات الخاصة بالروبوت والتحكم الآلي عن بعد، عبر نشاط يتعرف خلاله الطلاب على كيفية عمل الروبوت وبرمجته وتنفيذ بعض المهام. - هندسة البترول، وتستهدف تعريف الطلاب بماهية البترول وكيفية استخراجه ومشتقاته، والطريقة التي يتم بها فصل هذه المشتقات بغرض إكساب الطلاب معلومات ومعارف هامة عن المورد الاقتصادي الأول بالدولة. - هندسة أنظمة المعلومات، ويركز فيها الطالب على كيفية حماية المعلومات والدفاع عنها ضد الأخطار الموجودة في الفضاء الإلكتروني كالاختراقات وغيرها، وندرب الطلاب على عمل برامج مبسطة للحماية تسهل له فيما بعد عمل برامج أقوى حين ينخرطون في دراسة علوم الكمبيوتر، حيث نعلمهم خلال الأنشطة كيفية حماية معلوماتهم الشخصية المسجلة على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم أو هواتفهم المحمولة على اختلاف أنواعها. - الهندسة النووية، من خلالها نعطي الطلاب نبذة عن الطاقة النووية وماهيتها واستخداماتها، مع إعطاء تجارب حية عن الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية وكيفية توليد الطاقة الكهربائية من خلال طاقة الرياح والطاقة الشمسية. صناعة الروبوت وفي لقاء مع بعض الطلاب، يقول علي محمد علي «14 سنة»: تعلمت كيف أصنع الروبوت وأبرمجه، وتعرفت على عالم الكمبيوتر، وكيفية استخدامه في الصناعة وغيرها من الأشياء المفيدة، وهذه الدورة أفادتني كونها اشتملت على أنشطة متنوعة لا تقتصر على عالم الروبوت فقط. زميله سالم أحمد يذكر: تعلمت عن البترول واستخداماته، وكيف يكون تكوينه تحت الأرض، وشكل الحفّار الذي يقوم بإخراجه من باطن الأرض، وأنجزت بعض المشروعات البسيطة المتعلقة بالطاقة المتجددة، وطبقت ما تعلمته من خلال تصميم وتنفيذ مروحة صغيرة تستخدم في توليد الطاقة من الرياح. أما عبدالله علي السعدي فيوضح: تعلمت كيفية تحريك الأشياء باستخدام الروبوت والتحكم عن بعد وتعرفت على خطوات استخراج البترول وتكريره وكيفية البحث عنه ومخاطر وضع اسمك الحقيقي على الشبكة العنكبوتية غير المحمية، كما تعلمت عن الطاقة المتجددة وغير المتجددة وعمل نماذج مصغرة للأدوات المستخدمة في توليد الطاقة المتجددة. أنواع الطاقة ومن الفتيات قالت العنود عبدالناصر «16 سنة»: استفدت من «مهارات الحياة» في التعرف إلى أنواع الطاقة، وكذا أخذ نبذة عن التفاعلات الكيميائية المختلفة التي تحدث في المعامل. ولفتت إلى أن أهم فائدة تعلمتها من البرنامج هو التفكير بأسلوب علمي يساعدها على النجاح في حياتها العملية كمحامية مثلما تأمل أن تكون مستقبلاً. وبالحديث عن الكيمياء، تقول هناء محمد مسؤولة معمل، إن الطلاب استطاعوا تطبيق ما تلقوه من علوم نظرية عبر تجارب بسيطة مثل تحضير العطور من مواد كيميائية وزيوت، تعلم الفرق بين المحلول الحمضي والقاعدي من خلال الكواشف «عبارة عن مواد كيميائية تتغير لونها تبعاً لدرجة الحموضة». كما أنتج الطلاب غاز الأوكسجين باستخدام بعض المركبات الكيميائية، وتعلموا قواعد كتابة الرسائل السرية باستخدام مركبات كيميائية. تجارب علمية قال عبدالله عبيد العبدولي من الطلاب المتدربين «19 سنة»، طالب في «كلية أبوظبي بوليتكنك، تخصص طاقة نووية»، إنها المشاركة الأولى له في «مهارات الحياة» كمشرف، ودوره مساعدة الطلاب على عمل تجارب داخل جدران المعمل، وأكد أن المشاركة كانت مفيدة له حيث تعلم توصيل المعلومة بشكل سهل وأصبح لديه خبرة في العمل كمدرب وهي مهارة جديدة مضافة له تشجعه على المشاركة في البرنامج العام القادم بعدما وجدها تجربة ثرية. أما عبدالله أحمد، الطالب بمدرسة عبدالقادر الجزائري الثانوية، فأوضح أنه استفاد من مقابلة المهندسين والمدرسين الذين سيتعامل معهم مستقبلاً حين يلتحق بإحدى كليات الهندسة، وهذا يقرب إليه مجال العلوم ويساعده على كشف ميوله وتحديد مستقبله الدراسي، وفي الوقت ذاته قضى وقتاً ممتعاً وتعرف إلى طلاب الجامعة واستفاد من خبراتهم. فائدة ومتعة يلفت محمد الروايضة، منسق برنامج مهارات الحياة بكلية «أبوظبي بوليتكنك»، إلى أن فترة فعاليات معسكر التكنولوجيا الربيعي استمرت أسبوعاً كاملاً بمعدل خمس ساعات يومياً، كي يستفيد الطالب من إجازته بشكل عملي وأجواء مختلفة عن الدراسة التقليدية بما يتخلل البرنامج من أنشطة ترفيهية ورحلات إلى أماكن مختلفة في أبوظبي تجعل برنامج «مهارات الحياة» يحمل الفائدة والمتعة في آن. ويضيف: من ضمن ما نركز عليه في البرنامج، التجارب الكيميائية بما تمثله من فائدة في مختلف العلوم حيث نعلم الطلاب كيفيـة عمل تركيبات كيميائية بسيطة تستخدم لأغراض مفيدة للحياة منها العطور على سبيل المثال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©