الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لمياء باعشن: الكتابة تمارس معي دور المحبوبة

3 سبتمبر 2009 02:26
تقول الدكتورة والأكاديمية السعودية لمياء محمد صالح باعشن أستاذ الأدب والنقد بقسم اللغات الأوروبية وآدابها بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة: ترتبط الكتابة دائماً ببزوغ فكرة ما في سماء العقل، فكرة تبرق بشكل خاطف وعلى الكاتب أن يلاحقها حتى يتمكّن من الإمساك بها وتجسيدها بالكلمات. وتضيف: حالات الصيد هذه تعبر تماماً عن طقوسي الكتابية، فأنا لا أستجيب لخيوط النهار الأولى ولا لهدأة الليل الداكنة، كما أنني لا أتلقى مساعدات من إشعال الشموع ولا من إطلاق النغمات الموسيقية والبخور، بل إن كوب القهوة ولفافة التبغ يقفان عاجزين تماماً عن مد يد العون لي حين أروم الكتابة. طقوسي كلها داخلية، ذلك أنني أحمل الفكرة في رأسي وأدور بها ليل نهار، أسمعها تئن وتزن، تكبر وتتضخم، ولا أستطيع إخراجها إلا حين يكتمل نموها بشكل طبيعي. تقع الفكرة في بؤرة ما داخل عقلي ثم تتجمع من حولها دوائر التداعي جاذبة إليها الكثير من العناصر المساندة والمفسرة التي تفيض عليها زخماً من المعارف. تعمل العناصر المساعدة وكأنها رداء تتأهب الفكرة للبسه ساعة خروجها إلى فضاءات ورقية بيضاء. وتقول الدكتورة لمياء الحاصلة على درجة الماجستير والدكتوراه في الأدب الإنجليزي ونظرية النقد الأدبي من جامعة أريزونا بالولايات المتحدة عن رسالتها «حي بن يقظان وروبنسون كروزو: دراسة مقارنة: «الكتابة تلعب معي دور المحبوبة التي يسعى إليها عاشقها فتتدلل عليه، فيظل يتابعها ويلاحقها ثم يحاصرها حتى تقع في شباكه. وقد يبدو أن الأمر خارج عن نطاق سيطرتي، لكن الحقيقة هي أنني أبدأ في الكتابة داخلياً، ليس فقط على مستوى التفكير والتأمل، بل فعلاً على مستوى الكتابة، فأقوم بصياغة مقاطع منفصلة وأحفظها في مواقع خاصة من ذاكرتي، ثم أشعر أن وقت المخاض قد حان، فأسارع إلى الجلوس على مكتبي ثم تشغيل جهاز الحاسب الآلي، وبمجرد وضع أصابعي على المفاتيح تنساب الكلمات المخزنة تباعاً حتى تنتهي المهمة. أما العامل الوحيد الذي يمكن أن أقول إنه محفز رئيس في إتمام العملية الكتابية فهو الوقت. عندما يـُحدد لي الزمن المطلوب لتسليم أي عمل كتابي أجد أن الكتابة الفعلية تبدأ قبل حلول الموعد بفترة وجيزة تتراوح من بين يومين إلى القليل من الساعات. ربما كان تدريبي الدراسي قد أثر في هذا التزمين اللإرادي، فأنا لم أكن أستسيغ الحفظ في المدرسة وإن كنت شغوفة بالفهم والربط بين المعلومات، لكن النظام المدارسي كان يحتم علينا تفعيل ذواكرنا أكثر من إدراكنا الشمولي، لذا فقد كنت أجبر نفسي على حفظ الكثير من المعلومات في ليلة الامتحان فقط حتى أضعها تحت ضغط شديد على ورقة الإجابة في الصباح التالي. ربما لذلك تعودت على الإنتاج النهائي المرتبط بموعد محدد، فإن لم يوجد فإنني أحمل الفكرة مخمرة وجاهزة، لكن دون تدوين فعلي. مجمل القول، تقول الدكتورة لمياء، إن الكتابة عندي جهد ومكابدة وليست وحياً وإلهاماً أصغي له في لحظة صفاء فينهمر من رأسي إلى أناملي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©