الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«فالكيري».. السينما ليست درساً في التاريخ

«فالكيري».. السينما ليست درساً في التاريخ
3 سبتمبر 2009 02:23
على الرغم من مرور عقود طويلة على فترة حكم أدولف هتلر لألمانيا، فإنّ الآلة السينمائية لم تكلّ ولم تمل من استغلال تلك الفترة من خلال أفلام كثيرة تعاطفاً مع اليهود في أكثر الأحيان، وبحثاً عن الحقيقة في أحيان أقل. ولأنّ الشّعور القوميّ الألماني بقي حياً على الرغم من عقدة الذنب التي سعى اليهود دائماً لإبقائها نازفة، فإنّ الممثل الأميركي توم كروز، الذي قام بدور الضابط الذي حاول اغتيال الزعيم النازي أدولف هتلر في فيلم «فالكيري»، لاقى استقبالاً غاضباً من الجمهور الألماني الذي حضر لمشاهدة أوّل عرض للفيلم في برلين. الطيب بشير يصوّر الشّريط السينمائيّ «فالكيري» قصّة حادثة حقيقيّة تتمثل في قيام ضابط ألماني برتبة عقيد (كان في السّابعة والثّلاثين من عمره عام 1944) بمحاولة اغتيال رئيسه الزعيم النازي أدولف هتلر. ويظهر العقيد» ستوفونبارغ» في الفيلم اثناء مشاركته في الجبهة الرّوسيّة عام 1940 محارباً في صفوف الجيش النّازي، وقد بدأ يشعر أنّ المهمّة الّتي يقوم بها تتمثّل في القضاء على اليهود وإبادتهم، وهو ما جعله يدرك (وفق سيناريو الشريط) بأنّ نظام أدولف هتلر نظام فاشي ودكتاتوري ومعادٍ للسّاميّة. حكاية الفيلم ويظهر الفيلم أنّ قمع النّظام النّازي لليهود هو الّذي جعل مشاعر البطل (العقيد في جيش هتلر) تنمو حقداً إزاء قائده هتلر، وبعد هزيمة الجيش النّازي في معركة «ستالينغراد» طلب الضّابط الألماني الالتحاق بصفوف جيش بلده الّتي كانت بعض فصائله آنذاك موجودة بتونس، ويوم 7 نيسان 1943 حصلت له حادثة، إذ مرّت سيّارته فوق لغم ممّا أدّى إلى إصابته بجروح وفقدان إحدى عينيه ويده اليمنى وإصبعين من اليد اليسرى، وبعد ذلك عاد إلى برلين وتمّت مكافأته بإلحاقه بالهيئة العسكريّة العليا يوم 20 يوليو 1944. وهكذا بات العقيد الّذي قام بمحاولة الاغتيال وخطط لها مع مجموعة من الجيش الالماني موجوداً في الدائرة القريبة من هتلر، حيث تمّت تسميته في يوليو 1944 رئيساً لأركان الجيش الاحتياطي. ويصور الفيلم محاولة اغتيال هتلر (وهي حادثة حقيقية) تتمثل في أن يضع العقيد قنبلة تحت طاولة في القاعة التي سيعقد فيها اجتماع بين هتلر وثلّة من جنرالاته، وتم إعداد القنبلة لتنفجر أثناء الاجتماع، وفعلا انفجرت وهلك عدد من الضّباط، ولكنّ هتلر نجا ولم يصب إلاّ بجروح طفيفة، وعشيّة اليوم نفسه تمّ إعدام سوتوفنبرغ وعدد من المتآمرين معه. آراء النقاد يقول النّقاد أنّ أحد أسباب ضعف الفيلم أن المشاهدين يعلمون مسبّقا أنّ محاولة الاغتيال مآلها الفشل، وبذلك انتفى عنصر التّشويق والمفاجأة، وهو العنصر الأساسي في مثل هذه الأفلام السينمائيّة، ولكن هناك رأياً آخر يقول ان المخرج برايان سنغر نجح في المحافظة على التشويق حتى ان المتفرج (ومع يقينه بأن المحاولة ستفشل) ينسجم مع الأحداث ويبقى شغوفاً بمتابعتها إلى الآخر. ويرى احد النقاد أنّ الشّريط السيّنمائي التّاريخي «ليس درساً في التّاريخ مثلما ظهر في هذا الفيلم»، واللافت أن مشاهد محاولة الاغتيال لم تكن قويّة أو مشوّقة أو مقنعة، ولكنّ واقعيّتها وقربها من تصوير الحادثة الحقيقيّة أعطياها بعداً تاريخيّاً. أما عن الممثّل الأميركي توم كروز فلم يتقمّص دوره جيّداً وبقي في الشّريط توم كروز نفسه، في حين نجح الفيلم في اظهار هتلر وقد أصيب بالجزع والخوف. ويبين الشريط من خلال تسلسل الاحداث كيف هزّت الحادثة أركان النظام النازي، وقد بقيت آثار الانفجار لدى هتلر الذي أصيب بسببها بشيء من الصّمم، وقد استنتج الكاتب الّذي ألّف وكتب سيناريو الشّريط أنّ نجاة هتلر كانت بسب سوء الإعداد لمحاولة اغتياله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©