دق الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان ناقوس الخطر وأمهل الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري أسبوعين فقط، وتساءل: «هل نحن عاجزون عن تشكيل حكومة وحدة وطنية؟».
كلام الرئيس سليمان الذي اطلقه خلال إفطار رمضاني أقامه في القصر الجمهوري وجمع جميع القادة السياسيين والروحيين والعسكريين، شكّل انذاراً للجميع بضرورة ولادة الحكومة قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة منتصف الشهر الجاري في نيويورك. وكان الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا قد اوصى قبل مغادرته الليلة قبل الماضية بيروت بضرورة انجاز الحكومة اللبنانية قبل انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة. وقالت مصادر ديبلوماسية عربية في بيروت لـ»الاتحاد» بان معظم العواصم المعنية بتشكيل الحكومة اللبنانية تضغط بقوة لقيام الحكومة خلال أسبوعين، لان ارتدادات الفراغ الحكومي قد تكون سلبية على موقف لبنان في الأمم المتحدة الذي سيطالب بانهاء الاحتلال الاسرائيلي لمزارع شبعا وتطبيق جميع القرارات الدولية ذات الصلة بالصراع اللبناني – الاسرائيلي بما في ذلك 194 و425 و1701. وكشفت مصادر القصر الجمهوري من جانبها لـ»الاتحاد» أن الرئيس سليمان وضع جميع الذين شاركوا في الإفطار أمام مسؤولياتهم، والعمل على تسهيل ولادة الحكومة، وقوبل كلامه بالترحيب، مع العلم بأن الحلول تأتي بالفعل وليس بالقول، ولا يمكن التوصل إلى حكومة وحدة وطنية بدون تقديم البعض تنازلات متبادلة. وفيما تردد بأن الرئيس الحريري سيلتقي ممثل رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب العماد ميشال عون وهو صهره الوزير جبران باسيل خلال الساعات المقبلة لاستكمال البحث في موضوع الحكومة، غير ان مصادر تكتل «التغيير والإصلاح» رفضت الرد على سؤال لـ»الاتحاد» حول صحة هذا النبأ من عدمه. واجمع القادة السياسيون في قوى 8 و14 مارس على الترحيب بلقاء عون – الحريري واعتبروه بداية للحلحلة، تعتمد سياسة اليد الممدودة والحوار للتوصل الى النتيجة المرجوة والتي يأمل الجميع وهي ولادة الحكومة قبيل منتصف شهر سبتمبر الجاري، إلا أن النائب ميشال المر توقع خروج الحكومة الى النور مطلع اكتوبر المقبل. ولم تظهر أي مؤشرات عملانية توحي عكس ذلك. واعتبر النائب أنور الخليل (عضو كتلة بري التنمية والتحرير) بأن هناك خطوات ايجابية برزت في بعبدا في اتجاه تأليف الحكومة. وقال: «من غير الجائز أن يذهب رئيس الجمهورية الى نيويورك مع عدم وجود حكومة». لافتاً الى أن العماد عون له الحق في ان يطلب ما يشاء وفق تمثيله البرلماني. ورد قطب في فريق 14 مارس على الخليل مباشرة وقال لـ»الاتحاد»: «صحيح أن خطاب رئيس الجمهورية كان موضوعياً وعملياً، ولكن ما لم يعرفه الجميع هو أن عون هو المعرقل الداخلي لتشكيل الحكومة ويطرح شروطه التعجيزية».وعلمت «الاتحاد» من مصادر متابعة للملف الحكومي بأن ورشة عمل واسعة انطلقت صباح امس في كل من القصر الجمهوري وعين التينة وقريطم (مقرات الرؤساء الثلاثة) بعيداً عن الأضواء الإعلامية، لحلحلة العقد المتبقية أمام ولادة الحكومة
عدد اليوم
