الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الناتو» يقود الحظر الجوي على ليبيا

«الناتو» يقود الحظر الجوي على ليبيا
25 مارس 2011 22:42
وافقت الدول الأعضاء في حلف "الناتو" على خطة تسمح للولايات المتحدة الأميركية بتسليم مهمة القيادة والتحكم بمنطقة الحظر الجوي الليبية لقوات الناتو. وبعد أن اعترضت تركيا في وقت سابق وفي الدقيقة الأخيرة على اتفاق مشابه كان الأمين العام للحلف على وشك إعلان التوصل إليه، خوفاً من جانب أنقرة أن يكون التفويض الممنوح للحلف واسعاً جداً وأكبر من قدرته على حماية المدنيين الليبيين... أعلن راسموسين، الأمين العام للحلف عن موافقة جميع الأعضاء البالغ عددهم 28 عضواً على خطة تسلم الحلف لمهام التحكم والمراقبة المتعلقة بمنطقة الحظر الجوي الليبية يوم الخميس الماضي. وقد أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تسلم الناتو لهذه المهمة، وأعلنت من مكتبها بواشنطن دي سي موافقة الدول الأعضاء في الناتو على تولي المسؤولية عن مهمة أوسع تهدف إلى حماية المدنيين الليبيين، على أن تحدد طبيعة هذه المهمة خلال الأيام القليلة المقبلة. وقالت كلينتون إن الناتو مؤهل جداً لتولي القيام بمهمة أوسع في ليبيا. وقد أثنت كلينتون على مساهمات ودور الجامعة العربية في هذه الجهود الهادفة إلى حماية المدنيين، وأكدت استعداد دول عربية للانضمام إلى الجهود الدولية هذه. وكان المسؤولون الأتراك قد أعلنوا في وقت سابق للإعلان عن هذه الخطة أن اتفاقاً تم التوصل إليه بشأن تسلم الناتو مهمة القيادة والتحكم بمنطقة الحظر الجوي الليبية، وهي الخطة الهادفة إلى وقف هجمات الكتائب الموالية للقذافي على المحتجين المدنيين المعارضين له. غير أن أنقرة تراجعت عن تأييدها لتلك الخطة في وقت لاحق، وطالبت بتوفير ضمانات كافية على ألا يتم تمديد ذلك التفويض -المحدد بحماية المدنيين الليبيين- كي يخدم أهدافاً أخرى أوسع نطاقاً. ويذكر أن تركيا هي العضو الوحيد المسلم في حلف الناتو، وتنظر إليها واشنطن على أنها شريك مهم للغاية في الجهود الدولية المبذولة في ليبيا الآن. وكانت أنقرة قد أعلنت خلافها في وقت سابق مع خطة تدعمها باريس، تهدف إلى فصل "السيطرة السياسية" عن القيادة العسكرية في ليبيا. لكن رغم تلك الخلافات، قال المسؤولون الأتراك صباح الخميس الماضي إنهم باتوا على قناعة كافية بوحدة قيادة الجهد الدولي المبذول في ليبيا لحماية المدنيين المحتجين من هجمات كتائب القذافي. ومن ناحيتهم قال مسؤولون في البنتاجون إن نقل مهمة القيادة والتحكم بمنطقة الحظر الجوي الليبية من يد تحالف دولي تقوده أميركا إلى حلف الناتو، سوف يتم خلال عطلة نهاية هذا الأسبوع. وكان جي كارني -الناطق باسم البيت الأبيض- قد أعلن مساء الخميس أن بعض التفاصيل المتعلقة بعملية النقل هذه سوف يكتمل العمل فيها، بينما يتم التسليم الفعلي لمهمة القيادة والتحكم خلال الأيام القليلة المقبلة. وبذلك يكون البيت الأبيض قد وفى بالالتزام الذي قطعه أوباما على نفسه بأن يكون دور الولايات المتحدة في مهمة القيادة والتحكم بمنطقة الحظر الجوي هذه محدوداً وأن ينتهي بمجرد بدء إنفاذ الحظر الجوي. وهذا ما أكدته وزيرة الخارجية هيلاري في بيانها الصادر ليلة الخميس الماضي بقولها إن الإدارة ملتزمة بالتفويض الذي منحه إياها الرئيس في حدود بدء تنفيذ الحظر الجوي، لكن دون أن يؤثر ذلك الالتزام سلباً على مشاركة الطائرات الأميركية المقاتلة في تنفيذ الحظر. وسوف تستمر هذه المشاركة الأميركية، خاصة فيما يتعلق بالعمل الاستخباراتي والتشويش على قدرة كتائب القذافي على الاتصال العسكري فيما بينها. ويتوقع أن تصل كلينتون إلى لندن يوم الثلاثاء المقبل لحضور اجتماع دولي دعا إليه وزير الخارجية البريطاني وليام هيج بهدف تنسيق العمليات والجهود الدولية الرامية إلى وقف هجمات القذافي على مواطنيه المدنيين. ويتوقع لهذا الاجتماع أن يضم عدداً من وزراء وكبار مسؤولي الدول العربية والمسلمة، حتى يدرك العقيد والكتائب المسلحة المتحالفة معه، أن القوى الدولية والإقليمية المعارضة لسلوكياته الوحشية إزاء مواطنيه، لا تنحصر في "القوى الاستعمارية الغربية" كما يصفها ويتهمها علناً، في محاولة منه للتقليل من شأن الإرادة الدولية الإقليمية المعارضة لهمجيته. وفي غضون ذلك قال الأمين العام للأمم المتحدة، مخاطباً جلسة لمجلس الأمن الدولي في نيويورك، إنه لا يرى مؤشراً واحداً يطمئن على تخلي القذافي عن الهجمات التي يشنها على مواطنيه. وفي الجلسة نفسها كشف بان كي مون لأعضاء مجلس الأمن المجتمعين عن حصوله على معلومات تؤكد اعتزام مسؤولين من الحكومة الليبية اللقاء بممثلين للجماعات والتيارات المتمردة على النظام، في إطار اجتماع للاتحاد الأفريقي تقرر عقده في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. ويتوقع للأطراف المتحاربة فيما بينها أن تناقش عدداً من القضايا، أهمها احتمال وقف لإطلاق النيران، حتى يصبح ممكناً التفاوض على تسوية سلمية للنزاع، على حد قول بان كي مون. غير أن الأمين العام للمنظمة الدولية أكد في الوقت ذاته أن مبعوثه الخاص إلى ليبيا، وزير خارجية الأردن السابق، عبد الله الخطيب، نفى رصده لأي مؤشرات تدل على احترام القذافي لوقف إطلاق النار الذي أعلنه من جانبه. هوارد لافرانشي محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©