الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فاقد الشيء لا يعطيه

16 مايو 2010 22:36
كيف نزرع “الحب” في قلوب أطفالنا؟ وكيف نربيهم ونغذي قلوبهم وضمائرهم ووجدانهم بمآثر ومشاعر”الحب”؟ وكيف ننمي تلك المشاعر نحو الاتجاه الإيجابي، لتتشكل شخصية الطفل وتنمو وتنضج ليصبح شخصاً محباً؟ علينا أن نزرع في الطفل منذ البداية المبكرة نزعة “كيف يحب نفسه بإيجابية ؟ “لأن الطفل إذا أحب نفسه أحب لها الخير، وإذا كره نفسه أحب لها الشر والانتقام، وان لم يحب نفسه لن يكن قادراً على حب الآخرين، بداية من الإكثار من احتضانه وتقبيله وإحاطته بمشاعر أسرية دافئة حتى يشبع نفسياً وعاطفياً، فاستماعه لكلمات الحب من الوالدين، ونشأته في جو من المحبة والألفة والاستقرار من شأنها أن تنمي مشاعره الإيجابية تجاه نفسه والآخرين، وتغرس فيه وتعلمه طريقة التعبيرعن الحب، ومن ثم يتعلم “كيف يحب إخوته ؟وكيف يحد ويقلل من مشاعر الغيرة السلبية “لأن هذه المشاعر هى أساس التعاون معهم في الحياة، وعندما يصل وعي الطفل الى درجة التمييز، نعلمه كيف يحب الله ورسوله. فالعقيدة الصحيحة هي رأس الحب وأصله، بالتالي حب الخير والعمل الصالح ونبذ المحرمات والمنكرات والمعاصي، بتدرج يتناسب ونموه العقلي والوجداني والانفعالي، وذكر القصص والحكايات التي تنطوي على قيم الإيثار والتفاني وإنكار الذات والمحبة، وبالتالي ننمي لديه “ كيفية تعويده على أن يفصح عن حبه لمن يحب، ويعبّر عنه بالقول صراحة دون خوف أو خجل أو تردد”. ولابأس من تدريبه على التواصل مع من يحب بطريقته الخاصة، وبأسلوب يتناسب وسنه، كأن يتبادل الهدايا مع من يحب، سواء مع معلميه أو زملاء الدراسة، ورفاق اللعب، ولا نهمل تقوية عقيدته الدينية في اتجاه “حب لأخيك وللآخرين ما تحب لنفسك”، ولا يفوتنا تعليمه المشاركة في الألعاب والأنشطة الترفيهية، وتعويده أيضاً على التنافس الإيجابي، وتقبل الآخر، وتنمية الروح الرياضية، وإرشاده إلى محبة من يتفوقّ عليه، وتعليمه مبادئ التنافس الشريف والخيري، ولا نهمل أو نتغاضى عن إعطائه مكافأة من حين لآخر إذا تصرف بسلوك ينم عن الحب. إن عملية إكساب الطفل صفات أو مهارات أو عادات أو سلوكيات إيجابية معينة ليست أمراً سهلاً وميسوراً، وليست أمراً مستحيلاً في الوقت نفسه إذا ماراعينا كآباء وأمهات المفاهيم الصحيحة للتنشئة الاجتماعية، وإتاحة المناخ الخصب المريح من الألفة والمودة، دون أن نتناسى أو نغفل أمراً في غاية الخطورة، وهو”كيف نكون قدوة ومثلاً أعلى يجدر بأبنائنا أن يقلدوه، ويحبوه، ويتوحدوا به”، على كافة مفردات السلوك الإنساني وتفاصيله اليومية، ولا يفوتنا حكمة المثل الشائع:” فاقد الشيء لا يعطيه”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©