الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«النطاح» يعالج المشاكل الاجتماعية بالكوميديا

«النطاح» يعالج المشاكل الاجتماعية بالكوميديا
21 مارس 2012
انطلقت مساء أمس الأول على خشبة مسرح الفنون بمنطقة التراث في الشارقة القديمة، المنافسة على جوائز “أيام الشارقة المسرحية” التي تستمر حتى الثامن والعشرين من هذا الشهر بمشاركة تسع فرق مسرحية محلية منها تتنافس على جوائز المهرجان، وذلك بعرض مسرحية “النطّاح” لمسرح دبا الحصن من تأليف وإخراج عبدالله بو زيد. تنمتي مسرحية “النطاح” إلى المسرح الواقعي بامتياز، أو المسرح الجماهيري، حيث يعتمد المخرج عبدالله بو زيد على قدرات ممثليه الثلاثة: الأب وطفليه، وبناء فضاء مسرحي واقعي تماما، يوحي ببيئة ريفية محلية عادية غير مترفة أبدا، في الوقت الذي يترك فيه عناصر السينوغرافيا الأخرى بدون أي معالجة درامية تعمل على تصعيد التوتر الدرامي، باستثناء الفكرة المسرحية التي طرحها المخرج في العمل التي كانت تحتاج أيضا إلى حفر أعمق على صعيد الحوار. يلحظ المرء هذه المسألة بوضوح في مسألة الإضاءة التي تبقى مثلما هي طيلة العرض مع بعض الاستثناءات النادرة، لتتحول بذلك إلى إنارة مجردة لا تتجاوز مهمتها إضاءة الفعل الحركي للممثلين على الخشبة طيلة الساعة وما يزيد عنها بقليل، الأمر الذي عطّل من دورها في العمل وحدّ من إمكانية أن تُضاف جمالياتها إلى جماليات العرض المسرحي ككل. وهذا الأمر ذاته ينطبق على الموسيقى التي بدت مستهلكة إلى حدّ بعيد ولم يتم تأليفها خصيصا للعمل، بل هي للموسيقي الأردني وليد الهشيم، كما أنها موسيقى تصويرية تناسب أجواء عمل تلفزيوني وقد كانت كذلك بالفعل الموسيقى التصويرية لمسلسل السوري “بقايا صور” المأخوذ عن رواية بالاسم نفسه للروائي الراحل حنّا مينا وأخرجها نجدت أنزور. ينفتح المشهد في “النطاح” على رجل ثمل يجلس إلى جوار طاولة يبدو من وضعه بأنه غاضب وحزين معا وغير متوازن ثم فجأة تضاء الخشبة ليظهر عليها ثور حقيقي بجثة ضخمة. وقد بدا حضور هذا الثور، أي الشخصية بما أنه متواجد على خشبة المسرح، نافرا في مشهد مسرحي بل ربما كان من الأجدى ظهوره على ما هو عليه في عمل تلفزيوني اكثر درامية. لأكثر من مرة يخاطب الممثل الأب بطريقته الخاصة، وهو ممثل كوميدي مقنع بأدائه، الثورَ الماثل أمامه فيعلو الضحك بين الجمهور، كما لو أن المخرج قد تقصد من عمله أن يكون قريبا من الناس بالدخول إليهم من بوابة الكوميديا. في حين أن الثور لم يكن له دور آخر سوى مخاطبته في حالة من اللاوعي وذهاب العقل. كان يمضغ العشب فقط وينظر إلى قاعة المتفرجين والممثلين من حولة بنظرة تمتزج فيها اللامبالاة بالبلاهة. أما الممثلان الطفلان، فملآ المسرح صخبا وفعلا كوميديا، بشقاوتهما وجرأتهما على اقتحام التمثيل وسرعة الفعل اللافتة وعفويته، وهنا تُحسب للمخرج مقدرته على إدارة هذين الممثلين الطفلين. أيضا لا يخلو “النطّاح” من الميل إلى السخرية من الواقع المحيط بالعروض المسرحية التي غالبا ما يجري فيها تقسيم الجمهور إلى فئات ودرجات، ويلمس المرء ذلك قبل انفتاح الستارة على المشهد المسرحي عندما يتم الإعلان عن بدء العرض، غير أن المخرج أيضا لا يجعل من هذا الحسّ بالسخرية ميزة لعمله بل يمرّ به مرورا عابرا. ولجهة دلالته الواسعة، فالعمل يناقش نوعا من تلك المشكلات العائلية التي تعطل من مقدرة الفرد وتحبط أداءه وتجعله يلجأ إلى خيارات غير منطقية في حياته تترك أثرا عليه وعلى عائلته الصغيرة الامر الذي سعى المخرج إلى انتقاده والتأكيد على عدم صوابه في مواجهة هذا النوع من المشاكل.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©