الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كتب الطبخ تنتعش في رمضان.. وتختفي بعده

كتب الطبخ تنتعش في رمضان.. وتختفي بعده
2 سبتمبر 2009 23:06
مع قدوم شهر رمضان تشهد المكتبات العامة والرفوف المخصصة لبيع الكتب، في الجمعيات والسوبر ماركت انتشاراً كبيراً، حيث تستحوذ «كتب الطبخ» على اهتمام النساء وربات البيوت اللاتي يرغبن في الإطلاع على كل ماهو جديد في عالم الطبخ، خاصة تلك الكتب التي تشرح طرق إعداد الحلويات العربية والأطباق الرمضانية، كل هذا من أجل جعل طاولة الإفطار، بعد عناء يوم كامل من الصيام، تضم تشكيلة غنية ومختلفة من المأكولات الشهية، ورغبة في صنع التميز، وتجريب بعض «الوصفات» الجديدة التي لا يعرفنها للخروج من الكلاسيكية. في زيارة لبعض المكتبات والأسواق التي تعرض مثل هذه الكتب، كانت الانطلاقة من شارع الخالدية أدهشنا الإقبال الكبير للنساء سواء كن متزوجات، أو عازبات، وحتى متقدمات في السن، على شراء كتب الطبخ التي خُصص لها في إحدى المكتبات جناح خاص يشمل مختلف أنواع الحلويات والمأكولات الخليجية والشرقية، حيث يؤكد السيد هاني، أحد الباعة، أنها تلقى رواجاً كبيراً خاصة، كتب «منال العالم» التي تنفد في ظرف قياسي بمجرد عرضها. لا تتقن الطبخ عند دخولنا مكتبة أخرى صادفتنا فتاة في مقتبل العمر، دخلت القفص الذهبي منذ مدة قصيرة، كانت في وقفة تأمل لمختلف الكتب المتعلقة بالطبخ، وعند اقترابنا من شمسة يافع أكدت لنا أنها تشعر بالخوف، كونها لا تتقن الطبخ جيداً، مشيرة إلى أنَّ النساء اللواتي في وضعها لجأن لقضاء شهر الصيام في بيت الأهل، في حين فضّلت هي شراء كل الكتب التي لها علاقة بالطبخ. معدة الرجل داء الرجل معدته، وفق حصة التميمي، التي تشرح الأمر قائلة: «لكي تصل ربة البيت إلى إرضاء معدة الرجل عليها أن تتقن فن الطهي، وإعداد معظم الأصناف من الطعام، خصوصاً تلك التي يشتهيها الرجل مع بقية أفراد الأسرة، وربة المنزل مطالبة دائماً بالجديد والتجديد، وهذا لا يتحقق إلا من خلال «كتب الطبخ»، التي تشرح طريقة إعداد الأطباق والمقادير الواجب استخدامها، حيث تستطيع، من خلال الشروحات التي تقدمها الكتب، أن تتابع طرق إعداد الأكلات الشرقية والغربية، وتكتسب خبرة في طريقة عمل الأطباق، وتحاول من خلاله أن تنوع هذه الأكلات». تبتسم حصة قبل أن تقول: «في رمضان ألجأ إلى الاستعانة بكتب الطبخ، ففيها الفائدة وتبادل خبرات الآخرين في كيفية إعداد أطباق شهية للمائدة، إلى جانب الحلويات التي تزين السفرة، وبرغم خبرتي في إعداد الكثير من الأطباق العربية والعالمية، إلا أنني في رمضان أبحث عن الجديد من إصدارات كتب الطبخ». عون لربة البيت بدورها ترى نورة العلوي أن كتب الطبخ هي أفضل «عون للمرأة» في إعداد وجبة شهية سريعة، شارحة الأمر بالقول: «كثيراً ما أقع في حيرة من أمري حين يأتي شهر رمضان، هذا الشهر الذي يحتاج إلى إعداد الكثير من الأطباق على السفرة الرمضانية، وربة البيت مطالبة خلاله بتنوع الأطباق لترضي كل أفراد الأسرة، حتى لا يشعر البعض منهم بالملل من تكرار الطبق نفسه». تضيف نوره: «معظم كتب الطبخ تخرج منها المرأة بالعديد من الأفكار التي تتيح لها فرص الاختيار من أبواب واسعة في عالم الطهي، حيث إنَّ هذه الكتب مفيدة جداً لحديثات الزواج أو للمقبلات عليه». مرجع مرئي على الرغم من إن كتب الطبخ هي بمثابة مرجع مقروء لربة البيت، تجد صفاء سعد من تجربتها «أنَّ المرأة الآن باستطاعتها إتقان طريقة عمل الكثير من الأكلات بكل يسر وسهولة، دون خوف من فشلها، والسبب في ذلك يرجع للشرح المستفيض الذي تقدمه هذه الكتب لكل أنواع الأطباق سواء الخليجية أو العربية أو العالمية، من حيث المقادير وطريقة إعدادها». في الجانب الآخر من المشهد يقول هاشم عبدالله، متزوج منذ حوالي 5أشهر، إنَّه وخوفاً من أن لا تقوم زوجته بإعداد الأطباق الرمضانية كما يجب، فقد اصطحبها إلى المكتبة حتى تشتري بعض الكتب التي تسهل عليها عملية الطبخ، خاصة أنَّها لا تتقنه جيداً، ويستطرد هاشم معلقاً بالقول: «إذا كانت بعض السيدات يسعين إلى التفنن في إعداد الأطباق في شهر رمضان من خلال الاطلاع على كل ما هو جديد في فن الطبخ، فإن أخريات خاصة من المتقدمات في السن، يتمسكن بالأطباق التقليدية التي تميز شهر رمضان، والتي لا تخرج عن الأصالة والبساطة ويرفضن التجديد، لأنه لا بديل عن الأصل. يبتسم محدثنا قبل أن يضيف: «هناك ولع لدى ربات البيوت في اقتناء كتب الطبخ، حيث يعكف الكثير منهن على التفنن في إعداد أكثر من طبق على المائدة الرمضانية، هذا فقط خلال شهر رمضان، أما في بقية شهور السنة فتعد المرأة طبقاً واحداً وبجانبه السلطة، وتجد أنَّ ذلك قد أخذ منها جهداً ووقتاً كبيرين». زيادة في المبيعات من جهته يشارك رياض أنيس يوسف، صاحب مكتبة، في الحوار قائلا:»إنَّ حجم مبيعات كتب الطبخ يزداد خلال شهر رمضان بنسبة تقارب ال70 في المائة، بسبب قيام الكثير من النساء بإعداد الكثير من الأطباق الرمضانية أو أطباق عربية وشرقية، فالكتاب الجيد، والذي يحتوي على عدة أطباق عربية وخليجية وعالمية، يلفت أنظار المرأة فتقبل على شرائه». وعن أسعار هذه الكتب يقول يوسف: «معظم هذه الكتب أسعارها في متناول اليد، وتحتوي على أكثر من مئتي طبق وصنف، إلى جانب تنوع محتواها بين الشوربات والسلطات والحلويات والمقبلات، مع ذلك فإنَّ لكل الكتب قراءها».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©