الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في 2016... هل تُحسم أزمة أوكرانيا؟

20 يناير 2016 23:39
الكرملين يبدو جاداً بشأن حسم أزمة أوكرانيا، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يُخصص أفضل مستشاريه للقضية، مما يعزز الأمل في أن اتفاقات «مينسك» المتجمدة التي تفاوضت فيها فرنسا وألمانيا وروسيا وأوكرانيا لإحلال السلام في شرق أوكرانيا الذي يمزقه الحرب ستكتسب زخماً حقيقياً عام 2016. وأحل بوتين الشهر الماضي بوريس جريزلوف المسؤول الأمني البارز في الكرملين محل شخصية غير معروفة نسبياً في قيادة فريق التفاوض الروسي. وأرسل بوتين مستشاره البارز «ديميتري كوزاك» لتسوية بعض النقاط مع منطقتي دونيتسك ولوهانسك الأوكرانيتين اللتين أعلنتا استقلالهما. ويرى خبراء أن هذا يوحي بأن الكرملين تعب من المأزق طويل الأمد، ومستعد لتنسيق الجهود لحسم القضايا المتبقية والسير نحو إنهاء العقوبات الغربية، التي اعترف حتى بوتين نفسه بأنها «تضر بشدة» بالاقتصاد الروسي. واجتمع «جريزلوف» الأسبوع الماضي مع الرئيس الأوكراني «بيترو بوروشينكو» في كييف، وفي اليوم نفسه، أُعلنت هدنة جديدة في شرق أوكرانيا لتحل محل وقف إطلاق نار هش للغاية أعلن في سبتمبر الماضي، وفي المؤتمر الصحفي السنوي، يوم الخميس الماضي، تعهد «بوروشينكو» باستعادة السيادة الأوكرانية على دونيتسك ولوهانسك هذا العام. ويطالب اتفاق «مينسك» بإجراء تعديلات دستورية في أوكرانيا تمنح حق الحكم الذاتي للمناطق المتمردة وإجراء انتخابات في دونيتسك ولوهانسك لتنصيب قيادة مشروعة يمكنها التفاوض مع كييف وإعادة قطاعات الحدود التي يسيطر عليها المتمردون إلى السيادة الأوكرانية. وكان من المفترض أن يحدث كل هذا بحلول نهاية 2015، لكن الجهود انهارت وسط شقاق شديد في كييف ورفض المتمردين لإجراء انتخابات بموجب القوانين الأوكرانية والخلاف على موعد تسليم الحدود. ويرى سيرجي ستروكان كاتب الشؤون الخارجية في صحيفة «كومرسانت» اليومية الصادرة في موسكو أن المشكلة تتمثل في أن «كل الأطراف تعامل اتفاق مينسك باعتباره قائمة يختارون منها الأجزاء التي تعجبهم فقط». وفي مقابلة مع صحيفة «بيلد» الألمانية، ذكر بوتين أن الحدود لن تعود إلى السيادة الأوكرانية ما لم تجر تعديلات دستورية ترسخ الحكم الذاتي للمنطقتين، وكان «بوروشينكو» قد تعهد في مؤتمره الصحفي السنوي الأسبوع الماضي بتنفيذ كل بنود اتفاق مينسك، لكنه لم يتطرق إلى معالجة الخلافات القائمة بشأن التفسير. ويعتقد مخائيل بوجريبينسكي مدير مركز الدراسات السياسية والصراع البحثي المستقل في كييف أن أوكرانيا ترى استعادة السيطرة على الحدود قبل إجراء الانتخابات والولايات المتحدة تؤيد هذا فيما يبدو، لكن «موسكو ترى عكس هذا»، وأضاف «لكن مشاركة جريزلوف ستعزز حتماً مشاركة روسيا المباشرة في المحادثات». و«جريزلوف» رئيس سابق للبرلمان الروسي، وأحد ثقات بوتين، وذكر أندريه كليموف نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في المجلس الاتحادي، وهو الغرفة العليا في البرلمان الروسي أن تعيين «جريزلوف» مهم للغاية لأنه عضو في مجلس الأمن الذي يعتبر أعلى كيان في القيادة السياسية ومكانته تسمح له بالتحدث مع بوتين بشكل أكثر تواتراً من مسؤولين رفيعي المستوى آخرين. و«كوزاك» هو نائب رئيس الوزراء، وكان بوتين قد أرسله من قبل ليعالج اضطرابات في مناطق أخرى، مثل منطقة شمال القوقاز الروسية والقرم التي انتزعتها روسيا من السيادة الأوكرانية. وعمل «كوزاك» قد يتضمن إقناع المتمردين بالتوصل إلى صفقة تعيد الأراضي المنفصلة إلى أوكرانيا، ويؤكد فلاديمير بانتشينكو الخبير في المركز الدولي لدراسات السياسة البحثي المستقل في كييف «هذه التعيينات مهمة، ويجب على أوكرانيا أن تقابلها على الأرجح بإرسال مسؤولين أعلى للمشاركة بشكل مباشر في المفاوضات أيضا». لكنه حذر من أن أي تنازلات رئيسية من بوروشينكو، مثل الاعتراف بنتائج انتخابات المتمردين التي من المقرر إجراؤها في مارس قد تقوض التوازن السياسي الهش في أوكرانيا، وتوصل مسح جديد أجراه المعهد الجمهوري الدولي إلى أن أغلبية في كل مناطق أوكرانيا تفضل البقاء جزءا من أوكرانيا، لكن التشاؤم وخيبة الأمل في السلطات في الوقت نفسه يتصاعدان في كل المناطق في البلاد، خاصة في المنطقة الشرقية المتحدثة بالروسية. وأشار ستروكان من صحيفة كومرسانت إلى أن هناك افتقاراً للثقة السياسية وحالة إحباط في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون وكييف على السواء. وأضاف أنه «حتى في ظل دفعة دبلوماسية جديد وجهود أكبر من الخارج مازالت هناك عوامل كثيرة للغاية لا يمكن التنبؤ بها. أخشى البقاء في هذه الورطة لفترة طويلة». *صحفي كندي مقيم في موسكو ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©