صعود النفط مع تراجع المخزونات الأميركية

ارتفعت أسعار النفط أمس بعد تراجعه ثلاثة في المئة في الجلسة السابقة إذ أثارت بيانات بهبوط مخزونات الخام الأميركي توقعات بنمو الطلب في أكبر مستهلك للطاقة في العالم. وارتفعت أسواق النفط بعد أن أظهرت بيانات لمعهد البترول الأميركي هبوط مخزونات الخام في الولايات المتحدة 3.2 مليون برميل في الأسبوع حتى 28 أغسطس المنصرم، وهو ما يفوق الانخفاض المتوقع الذي جاء عند 600 ألف برميل. وفي الساعة 09.52 بتوقيت جرينتش صعد الخام الأميركي الخفيف للعقود تسليم أكتوبر المقبل 42 سنتا إلي 68.47 دولار للبرميل بعد أن لامس أقل مستوى في أسبوعين عند 67.85 دولار في وقت سابق اليوم وهبط حوالي 3 في المئة منهيا التعاملات ببورصة نايمكس بنيويورك عند 68.5 دولار، وارتفع خام القياس الأوروبي مزيج برنت 40 سنتاً الى 68.13 دولار للبرميل. وقال كارستين فريتش محلل النفط في كوميرتسبنك «أعتقد أن النفط تلقى دعماً بعد تقرير معهد البترول الذي أظهر تراجعاً كبيراً مفاجئاً في المخزونات، لذا فربما يراهن البعض على بيانات مشابهة من إدارة معلومات الطاقة». وحد ضعف أسواق الأسهم العالمية من مكاسب النفط بعد عمليات بيع في وول ستريت الليلة قبل الماضية وسط مخاوف في آسيا وأوروبا بشأن قدرة الأسهم على مواصلة الارتفاع هذا العام. وفي سياق متصل قال المندوب الإيراني لدى «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) محمد علي خطيبي أمس الأول إنه لا حاجة لزيادة سقف إنتاج المجموعة. ومن المفترض أن تناقش «أوبك» مسألة سقف الحصص الإنتاجية في اجتماعها المقبل المزمع عقده في التاسع من سبتمبر المقبل. وقال خطيبي إن مستوى المخزونات البرية والبحرية العائمة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لا يزال مثيراً للذعر، وأفاد خطيبي أن مخزونات المنظمة لا تزال تؤمن استهلاكاً طوال 61 أو 62 يوماً، بالمقارنة مع فترة 52 يوماً من الاستهلاك التي ترغب منظمة «أوبك» في أن تؤمنها المخزونات. وتابع قائلاً إن مسألة المخزونات ستكون مطروحة على جدول أعمال الاجتماع الذي سيعقد في التاسع من سبتمبر، مشيراً إلى أنها تثير القلق والمخاوف لأنها قد تعكس كافة الجهود التي بذلتها «أوبك» لتعزيز استقرار العرض والطلب في حال طرح هذه المخزونات في السوق. كما أفاد المندوب الإيراني: «لا نستطيع زيادة سقف الحصص في «أوبك» لأنه ثمة إمكانية» لبيع المخزونات النفطية في السوق، إذ أنها تشكل مصدراً للإمدادات». جدير بالذكر أن سقف الحصص الإنتاجية في منظمة «أوبك» يبلغ حالياً 24.845 مليون برميل يومياً. وفي حين يشعر منتجو النفط بالقلق حيال مخزونات النفط في الدول الصناعية، حذر عدد من المسؤولين في هذه الدول، بمن فيهم وزير الخزانة البريطاني أليستر دارلينج والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، من أن ارتفاع أسعار النفط قد يهدد تعافي الاقتصاد. لكن خطيبي أفاد بأنه لا يمكن للبلدان الصناعية «أن ترجع الخطر الذي يهدد تعافي الاقتصاد إلى أسعار النفط لأن الدور الذي تؤديه هذه الأسعار على مستوى إجمالي الناتج المحلي» محدود للغاية، ويُذكر في هذا الصدد أن الواردات النفطية تشكل عامةً نسبة تقل عن 10% من إجمالي الناتج المحلي في الاقتصادات التابعة لـ»منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي»