اجتماع ثلاثي في نيويوك لتحديد «ساعة الصفر» للمفاوضات

تصاعد الحديث أمس، عن إمكانية عقد قمة فلسطينية- أميركية -إسرائيلية على هامش الدورة 64 للجمعية العمومية للأمم المتحدة التي تنعقد خلال شهر سبتمبر الجاري في نيويورك، بهدف تحريك المفاوضات الفلسطينية -الإسرائيلية. وقال مسؤولون أميركيون أمس،إن المبعوث الأميركي الخاص للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل سيلتقي مع اثنين من المسؤولين الإسرائيليين في نيويورك في وقت متأخر اليوم، في إطار ضغوطه لبدء محادثات سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. ومن المقرر أن يجتمع المبعوث مع اسحق مالخو ومايك هرتزوج ليتابع محادثاته في لندن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشأن التوصل الى تجميد بناء المستوطنات الإسرائيلية. وأفاد دبلوماسيون أوروبيون ومسؤولون إسرائيليون أن المبعوث الأميركي ميتشل وشخصيات كبيرة في البيت الأبيض أكدوا أنه لا يوجد لأوباما خطة سلام جديدة، وإنما مسار سياسي يخالف مسار أنابوليس الذي أجريت فيه المفاوضات بين إسرائيل والسلطة فقط. وأوضحوا أن الولايات المتحدة ستتولى هذه المرة، دوراً فعالاً أكثر في المفاوضات، وستجلس إلى طاولة المفاوضات بين الطرفين. وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس، إن الولايات المتحدة تبدي اهتمامها بالإعلان عن تجديد المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في إطار قمة ثلاثية، على هامش المؤتمر الاقتصادي للأمم المتحدة الذي سيبدأ في 23 من شهر ديسمبر المقبل. وأشارت الصحيفة بعددها اليوم إلى أن الحكومة الأميركية اطلعت الأسبوع الماضي عدة دول في الاتحاد الأوروبي على الخطة السياسية التي سيطرحها أوباما خلال المؤتمر الاقتصادي. وقالت «هآرتس» إن الأميركيين أبدوا اهتمامهم -بعد تجديد المفاوضات- بعقد لجنة سلام دولية قبل نهاية العام الحالي 2009 إلا أنهم لم يشيروا إلى مكان انعقادها.. فيما رجح دبلوماسيون أوروبيون وشخصيات إسرائيلية أن تنعقد هذه اللجنة في موسكو. وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا من بيروت أمس، للصحافيين اثر اجتماعه بوزير خارجية حكومة تصريف الأعمال اللبنانية فوزي صلوخ :»تحدثنا عن إمكانية عقد اجتماع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وهذا الأمر لم يتم تحديده بشكل نهائي بعد، وذلك بهدف إيجاد دينامية جديدة من أجل تحريك عملية السلام في المنطقة». وذكر مصدر ديبلوماسي أوروبي في بيروت لوكالة «فرانس برس» أن الاجتماع المذكور سيضم في حال حصوله، الرئيس الأميركي باراك أوباما، والفلسطيني محمود عباس، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو. وأضاف المصدر طالباً عدم الكشف عن هويته «هدف الاجتماع تحديد ساعة الصفر للمفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية» موضحا أن «الاجتماع لن يتم إذا لم تكن الظروف قد نضجت» لتحديد هذا الموعد. وتسعى الولايات المتحدة، إلى توفير الظروف لإحياء مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وتطالب الإدارة الأميركية، إسرائيل بوقف كامل للاستيطان لتحقيق هذا الأمر، وهو الموقف نفسه الذي تبنته كبرى الدول الأوروبية. وتأتي زيارة سولانا إلى بيروت التي تستمر يوماً واحداً في إطار جولة في المنطقة شملت حتى الآن سوريا وإسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية. وقال الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في مقابلة مع محطة التلفزيون الأميركية «فوكس نيوز» يوم الاثنين، إن هناك خططاً لأن يجتمع نتنياهو وعباس أثناء حضورهما اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لمناقشة مستقبل مفاوضات سلام الشرق الأوسط المتعثرة. وقال بيريز: «أعتقد أنهما سيجتمعان بحلول نهاية سبتمبر. الرئيس أوباما سيرأس الاجتماع. واعتقد أنه توجد على الأقل فرصة لأن يقرروا استئناف المفاوضات». وأضاف أن حركة «حماس» لن تكون ضمن النقاش. وفي رام الله، قال ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أمس:»حتى الآن لم نتلق دعوة لعقد لقاء ثلاثي وفي حال تلقيها فإننا سندرسها». وقال عبد ربه، في تصريح إلى صحيفة «الأيام» المحلية الفلسطينية نشرته أمس «في موضوع المفاوضات، فإن هذا الأمر مرتبط بالتزام كل الأطراف بمرجعية المفاوضات وخاصة «خريطة الطريق» التي تؤكد وقف الاستيطان بشكل تام وشامل».