اتصالات مكثفة في بيروت لإعلان تشكيل الحكومة الجديدة

بدأت اتصالات مكثفة في العاصمة اللبنانية تمهيدا لتشكيل الحكومة المنتظرة · وقالت مصادر لبنانية مطلعة امس إنه جرت اتصالات خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية برعاية الرئيس اللبناني ميشال سليمان وشملت قيادات في التيار الوطني الحر وتيار المستقبل·· فيما ينتظر بروز مؤشرات عن اتصالات بين ''حزب الله'' وتيار المستقبل خلال الساعات القليلة القادمة · وبرزت تطورات متسارعة امس اعادت التواصل بين فريقي ''الاكثرية'' والمعارضة في محاولة للتوصل الى تشكيل الحكومة الجديدة· وذكرت مصادر رئيس الوزراء المكلف فؤاد السنيورة لـ''الاتحاد'' بأن المفاوضات الجارية بين السنيورة ورئيس تكتل ''التغيير والاصلاح'' النائب ميشال عون قطعت شوطاً كبيراً، وقالت: إن البحث يتركز حالياً على وضع اللمسات الاخيرة على اقتراح فريق'' الاكثرية'' لتوزيع الحصص الوزارية· وكشف عضو التكتل النائب ابراهيم كنعان أن اللقاء الذي جمع السنيورة مع مسؤول الاتصالات السياسية في ''التيار الوطني الحر'' جبران باسيل يمكن أن يؤدي الى نتائج ايجابية اذا قوبل بالالتزام من قبل الرئيس المكلف· واكد باسيل من جانبه بأن المسافة للاتفاق على التشكيلة الحكومية لم تعد بعيدة وأن الساعات المقبلة ستشهد الولادة اذا بقيت رغبة الاكثرية قائمة، وكان موقع ''ألنشرة'' قد نقل عن مصادر رفيعة لم يسمها أن السنيورة عرض على باسيل حقائب: الطاقة، الاشغال، الاقتصاد، الزراعة اضافة الى منصب نائب رئيس الحكومة· وقال عضو كتلة ''المستقبل'' النائب عمار حوري إن زيارة النائب سعد الحريري الى قصر بعبدا اعطت دفعاً من الموالاة في اتجاه إحداث خرق في جدار ازمة تشكيل الحكومة، مشيراً الى اهمية اصرار سليمان على انجاز هذا الاستحقاق· واعتبر أن اي تشكيل للحكومة محكوم بسقفي اتفاق الدوحة والتوازنات الموجودة ولم يستبعد حصول لقاء بين امين عام ''حزب الله'' حسن نصرالله والحريري ولكن هذا اللقاء يحتاج الى انضاج ظروف وازالة بعض سلبيات المرحلة الماضية · واشارت مصادر قصر بعبدا الى ''ظهور بعض المؤشرات التي تشجع على اعتبار أن موضوع تشكيل الحكومة خرج من حالة الجمود التي مر بها خلال الايام الثلاثة الماضية''· وشدد البطريرك الماروني نصرالله صفير على ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة الجديدة، لأن الشعب لم يعد يحتمل هذا التباطؤ وكفر بما يحصل، مشيراً الى أن التأخير في تأليف الحكومة ليس دليل عافية· وامل امام زواره في بكركي امس أن يهتدي المسؤولين وأن تعود الامور الى طبيعتها منتقداً الخلافات حول الحصص لأن محاولة كل مسؤول اخذ اكبر حصة ممكنة ليس بدليل وطنية صادقة· واكد نائب ''حزب الله'' حسين الحاج حسن أن هناك رغبة لدى كل الاطراف بتشكيل الحكومة وأن هناك طروحات يتم التداول فيها وأن المعارضة ستقابل الايجابية بمثلها، مشيراً الى أن لا عودة الى التحالف الرباعي في الانتخابات النيابية المقبلة، وأن ''حزب الله'' ملتزم بتحالفه مع كل قوى المعارضة· وعلمت ''الاتحاد'' في وقت لاحق من مصادر عون أن الاخير ينتظر رد السنيورة على عرضه الاخير لتقرير الخطوة التالية، خصوصاً بعدما حسم موضوع الحقائب السيادية حيث رست على حقيبتي الدفاع والداخلية للرئيس سليمان والمالية للاكثرية والخارجية للمعارضة· وأجمعت مصادر في المعارضة والاكثرية على القول بأن الطبخة الحكومية وضعت على نار حامية، وتوافقت على التأكيد بأنه سيكون للبنان حكومة نهاية هذا الاسبوع او مطلع الاسبوع المقبل· على صعيد آخر اكدت عائلات الدبلوماسيين الايرانيين الاربعة الذين خطفوا في لبنان في 1982 مجددا في مؤتمر صحفي عقد امس في بيروت، أنهم ما زالوا ''احياء'' في سجون الدولة العبرية بشهادة اسرى اطلق سراحهم· وقال نجل احدهم رائد موسوي في كلمة باسم سائر العائلات لمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لخطفهم ''تتوالى الوثائق والشهادات من شهود عيان حول وجودهم في السجون الاسرائيلية ويشهد على ذلك كل الاسرى المحررين''· ورأى في هذه الشهادات ''خير دليل على أنهم ما زالوا على قيد الحياة''، مشيرا في الوقت نفسه الى ''الامتناع حتى الآن عن نشر اي معلومات موثقة تثبت استشهادهم''· وقال موسوي إن الزعم أنهم ماتوا هو ''حصيلة سيناريوهات وضعها الكيان الصهيوني واعوانه من الانعزاليين''، في اشارة الى ميليشيا القوات اللبنانية السابقة التي كانت متحالفة مع اسرائيل إبان اجتياحها لبنان في 1982 ·