النفط يواصل تحقيق مستويات قياسية مع تراجع المخزون الأميركي

قفز النفط الى مستويات قياسية جديدة فوق 145 دولاراً للبرميل أمس مع تهافت المتعاملين على الشراء قبيل عطلة نهاية أسبوع طويلة في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم بمناسبة عيد الاستقلال· وتشهد السوق شائعات قوية بأن مزيجاً من ضعف الدولار الأميركي وانخفاض المخزونات الأميركية من النفط الخام والتوتر في الشرق الأوسط سيدفع الاسعار نحو 150 دولاراً للبرميل· وكان بنك مورجان ستانلي الاستثماري قال في السادس من يونيو إن النفط سيصل الى 150 دولاراً للبرميل بحلول الرابع من يوليو، وارتفع الخام الأميركي الخفيف الى 145,43 دولار للبرميل· وبحلول الساعة 10:06 بتوقيت جرينتش جرى تداول الخام الأميركي بسعر 145,32 دولار للبرميل بارتفاع 1,75 دولار، وارتفع مزيج برنت بشدة ووصل الى 146,34 دولار للبرميل، وجرى تداوله بسعر 146,18 دولار بارتفع 1,92 دولار، كما ارتفع متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية أمس الأول إلى 137,73 دولار للبرميل من 136,94 دولار يوم الثلاثاء الماضي· إلى ذلك توقع مدير عام عملاق الغاز الروسي جازبروم الكسي ميلر أمس ان يتجاوز سعر برميل النفط ''قريباً'' الـ 250 دولاراً مقابل 146 حالياً متوقعاً ارتفاعاً مماثلاً لأسعار الغاز، كما توقع ميلر أن يصل سعر الغاز الذي تبيعه جازبروم في أوروبا الغربية الى 500 دولار لألف متر مكعب في نهاية 2008 في مقابل 370 دولاراً في مارس· وأحجم وزير البترول السعودي علي النعيمي أمس عن التكهن بأي أسعار، ورداً على سؤال على هامش مؤتمر النفط العالمي في مدريد عما اذا كان النفط سيصل الى 150 دولاراً للبرميل قال النعيمي: ''لو علمت ذلك لكنت الان في لاس فيجاس''، وقال ايضا إن السعودية ستنتج المزيد من النفط اذا كان هناك طلب عليه ولكن اضاف ان عملاء السعودية راضون وإن السوق تحركها عوامل ليس من بينها نقص الإمدادات· وارتفعت أسعار النفط امس الاول بعد أن أظهرت بيانات انخفاض مخزونات الخام الأميركية، وأفادت إدارة معلومات الطاقة الأميركية بتراجع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة مليوني برميل إلى 299,8 مليون برميل وباتت المخزونات التجارية أقل من 300 مليون برميل للمرة الأولى منذ يناير· وساهمت المخاوف من تصاعد المواجهة بين إيران والغرب بشأن برنامج طهران النووي في دفع أسعار النفط إلى مرتفعات قياسية جديدة، وقالت الولايات المتحدة إنها ستحمي حركة الشحن في الخليج إذا نفذت إيران تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز الذي تمر عبره 40% من إمدادات النفط العالمية المنقولة بحراً في حالة تعرض البلد العضو في منظمة أوبك لهجوم· وأكد وزير النفط السعودي أمس وجود أسباب أخرى وراء أسعار النفط المرتفعة حالياً غير نقص المعروض في الأسواق، وأضاف النعيمي في تصريحات خلال الدورة 19 لمؤتمر النفط العالمي بالعاصمة الإسبانية مدريد إنه لا يوجد أي عجز في سوق النفط العالمية وأن الكميات المتاحة كافية تماماً لتلبية الطلب على هذه السلعة المهمة· وأرجع الوزير السعودي الأسعار المرتفعة حالياً إلى المضاربات بشكل أساسي وكذلك إلى عوامل أخرى منها انخفاض قيمة الدولار أمام العملات الرئيسية الأخرى والتوترات السياسية في العديد من مناطق العالم والكوارث الطبيعية ومخاوف السوق من حدوث نقص في الإمدادات· وعلى العكس من ذلك قال مسؤول رفيع في شركة شيفرون أمس إن الشركة تعتقد أن أسعار النفط المرتفعة التي بلغت مستوى قياسياً فوق 145 دولاراً للبرميل أمس تقودها المخاوف بشأن الإمدادات· وقال نائب رئيس الشركة لشؤون الاستراتيجية والتنمية أمام مؤتمر البترول العالمي في مدريد جون واطسون: ''من وجهة نظر شيفرون فان معظم زيادات الأسعار التي رأيناها متصلة بالمخاوف بشأن توقعات الإمدادات الفعلية على المدى الطويل''· وتأتي تصريحات واطسون عقب تصريحات مماثلة لرؤساء أكبر أربع شركات نفط في العالم وهي اكسون موبيل ورويال داتش شل وبي·بي وتوتال امام مؤتمر البترول العالمي· إلى ذلك أظهر مسح أجرته رويترز أمس أن إمدادات منظمة أوبك من النفط ارتفعت للشهر الثاني على التوالي في يونيو بفضل ارتفاع انتاج السعودية أكبر المنتجين وإيران، وتنتج دول أوبك نحو 40% من الإنتاج العالمي· وأوضح المسح الذي يشمل استطلاع آراء شركات النفط ومسؤولي أوبك ومحللين أن امدادات المنظمة ارتفعت إلى 32,22 مليون برميل في اليوم خلال يونيو من 32,12 مليون برميل يومياً في مايو· وتوصل المسح إلى أن الدول الملتزمة بأهداف للإنتاج وهي جميع الأعضاء في المنظمة باستثناء العراق ضخت 29,93 مليون برميل يومياً ارتفاعاً من 29,68 مليون برميل في اليوم في مايو بالمقارنة مع مستوى الانتاج المستهدف 29,67 مليون برميل·