الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عابد فهد: «سمرقند» لم يبتعد كثيراً عن قضايا المجتمع

عابد فهد: «سمرقند» لم يبتعد كثيراً عن قضايا المجتمع
26 يونيو 2016 20:25
تامر عبد الحميد (أبوظبي) رد الفنان عابد فهد على من يتهم نجوم سوريا بالابتعاد عن قضايا معاناتهم في أعمالهم الدرامية الرمضانية لهذا العام، مؤكداً في حواره مع «الاتحاد» أن كل الفنانين السوريين بلا استثناء يعيشون قضيتهم في كل وقت وزمان، لافتاً إلى وجود عدد من المسلسلات التي ترصد حكايات الأزمة السورية مثل مسلسل «الندم» للمخرج ليث حجو، موضحاً أنه تم إنتاج 15 مسلسلاً سورياً هذا العام بقضايا غنية وأداء مبهر من نجوم سوريا الكبار منهم والجدد أيضاً، لكن في النهاية يجب التنويع والاختلاف في طبيعة الأعمال الفنية المقدمة. الحنين إلى الوطن ويرى عابد بطل مسلسل «سمرقند» الذي يعرض حالياً على شاشة قناة «أبوظبي»، أنه في السنوات الماضية تناول الفنانون السوريون العديد من القصص التي كان لها ارتباط وثيق بالحنين إلى الوطن، إلى جانب قضايا معاناة الشعب السوري، مثل مسلسل «قلم حمرة» الذي عرض العام الماضي، معتبراً في الوقت نفسه أن عمله التاريخي «سمرقند» لم يبتعد كثيراً عن قضايا المجتمع، ولم يختبئ هو من خلاله خلف حكايات زمن ولى، خصوصاً أن المسلسل يسلط الضوء على قضايا الإرهاب بقالب تاريخي معاصر بامتياز، وجرأة قل من يقدمون على مثل هذه النوعية من الأعمال. وعن مسلسله «سمرقند»، كشف عابد أنه اقترب من إنهاء تصوير دوره في المسلسل، حيث اتجه إلى الأردن مؤخراً لإنهاء مشاهده في هذا العمل الذي تدور أحداثه في إطار تاريخي مشوق حول حياة السلاطين في مملكة تحومها الأسرار والحكايات، متناولة شخصية «حسن الصباح» مخترع أول فرقة قتل مسلح في التاريخ، وعلاقته ب «عمر الخيام»، ذلك المستنير الذي يحاول إدارة الحكم وتولي مسؤولية البلاد في ظل آلية فهم الدين. عبارات الثناء وحول الصدى الذي حققه العمل الذي يشارك في بطولته كل من يوسف الخال وميساء مغربي وأمل بشوشة، في رمضان هذا العام، أوضح عابد فهد في أن «سمرقند» أتته العديد من ردود الأفعال الإيجابية وعبارات الثناء من قبل الجمهور والمشاهدين على مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبحت هي وموقع «يوتيوب» أحد أهم العوامل الرئيسة لقياس نجاح المسلسل من خلالها، لافتاً إلى أن «سمرقند» عمل تاريخي مختلف عما قدم في السابق، معتقداً أن أكثر ما يميز العمل هو وجود فريق عمل من منتج ومخرج وفريق تصوير وممثلين، وقفوا بجانب بعض لتقديم أحد الأعمال التاريخية غير المعتادة، باستخدام أحدث المعدات الفنية من كاميرات وأجهزة تقنية، فضلاً عن الديكورات والاستوديو الذي تم تشييده بالكامل خصيصاً لتصوير أحداث المسلسل في جزيرة السمالية بأبوظبي، بتصاميم عكست طبيعة الحياة التاريخية في تلك الفترة من أسواق وقصور ومنازل. 10 سنوات عابد فهد الذي قدم خلال مسيرته الفنية بعض الأعمال التاريخية مثل «الحجاج» و«الظاهر بيبرس»، ونال من خلالهما إشادة النقاد وصناع الدراما التاريخية، أشار إلى أنه لا يمكن مقارنة «سمرقند» بأعماله السابقة، لاسيما أن هناك فترة زمنية طويلة تمتد لأكثر من 10 سنوات ما بين «الظاهر بيبرس» على سبيل المثال، و«سمرقند»، وقال: اختلاف جذري في تجربتي مع أعمالي التاريخية السابقة و«سمرقند»، فخلال هذه السنوات كان يجب أن يحدث الفارق في الخبرة والنضج الفني بشكل أكبر بالنسبة لي، إلى جانب عوامل التكنولوجيا والتطور الفني الذي نعيشه على جميع الأصعدة، وبالتالي أصبح هناك وعي أكبر في كيفية مواكبة العصر حتى ولو في مسلسل تاريخي. وتابع: تاريخي مغلف بالمعاصرة، هذا هو أكثر ما عجبني وشدني لـ«سمرقند»، فيأتي تميزه بأنه لا يندرج تحت قائمة الأعمال التاريخية البحتة لفئة معينة من المشاهدين، إنما استطاع المخرج المبدع أياد الخزوز، أن يعرض قصصا تاريخية بطريقة معاصرة حتى يحظى العمل بالمتابعة من جميع الفئات العمرية. رؤية إخراجية ورفض عابد أن يطلق على «سمرقند» عملاً فانتازياً، معلقاً: يحكي المسلسل عن شخصيتين موثقتين ومعروفتين في التاريخ، لذلك فهو عمل تاريخي في الأساس يعتمد على مراجع تاريخية، وجزء من رواية الكاتب أمين معلوف، وتأتي الفانتازيا فيه من خلال الرؤية الإخراجية للعمل ولمسات المؤلف محمد البطوش نفسه. استعراضات وجاريات وعن مهاجمة البعض لما يحتويه العمل من مشاهد كثيرة ومبالغ فيها المليئة بالاستعراضات ورقصات الجاريات، قال فهد: في الحقيقة حاولنا أن نرصد عالم السلاطين والقصور والجواري وأروقاتهم، واعتقد أن هذا قليل مما شاهدناه وما كان فيها من حياة مبالغ فيها، ولكن بالتوازن مع الخط الآخر، فما عرض له علاقة بسير الحكاية وأحداثها. بصمة درامية وشدد عابد على أن «سمرقند» سيكون بصمة في صناعة الدراما التي تعالج التاريخ بأسلوب مبتكر من حيث النص، والمحتوى والإخراج الفني السينمائي، وقال: «سمرقند» هو عمل جديد من كافة النواحي، خصوصاً من حيث بنائه الدرامي وقصته الافتراضية التي تتحدث عن جارية تباع وتشترى إلى أن تصبح الوصيفة الأولى للملكة وصاحبة القرار في قصر أهم ملوك تلك الفترة، إذ تشكل هذه القصة البناء الدرامي الأساسي للعمل مع كافة الرسائل الفكرية التي يمكن أن يقدمها مسلسل تاريخي، وأولها قضية الإرهاب ومحاربته. التغرير بالشباب أكد الفنان عابد فهد أن مسلسل «سمرقند» يتطرق إلى جانب قضية الإرهاب، والصراع بين التطرف والتسامح، ويسلط الضوء على كيفية التغرير بالشباب واستغلالهم والإيقاع بهم تحت مسمى الدين، ولهذا فإن شخصية «حسن الصباح» وجماعة الحشاشين، وهي أول فرقة موت محترفة في العالم، أخذت الخط الدرامي الرئيسي في مواجهة شخصية «عمر الخيام» الذي يقف على طرفي نقيض مع الصباح، لنجد كيف يمكن للفكر أن يواجه الفكر المضاد. مراجع وكتب أشار عابد فهد إلى أن شخصية «حسن الصباح» احتاجت منه جهداً كبيراً لتجسيدها وتقمصها بهذا الشكل على الشاشة، وقال إنه احتاج لقراءة مراجع لابن كثير وابن الأثير منها «البداية والنهاية»، إلى جانب كتاب للمؤرخ جرجي زيدان، الذي عرض فيه كيف حاولت الفرقة اغتيال «الصباح»، إضافة إلى أنه رسم صورة من خياله لبناء شكل ومعنى وأسلوب الحياة التي كان يعيشها وقسوة المكان الذي قرر أن يكون ملاذه لمحاربة السلاجقة وغيرهم في «قلعة الموت».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©