الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبوظبي تستضيف فريق «إيزل» وتتكفل بإدهاشه

أبوظبي تستضيف فريق «إيزل» وتتكفل بإدهاشه
25 مارس 2011 20:53
يوم الاثنين الفائت كان فريق من العاملين في المسلسل التلفزيون التركي «ايزل» الذي جرت «دبلجته» إلى العربية وعرضت حلقاته على تلفزيون أبوظبي، كانوا على موعد مع الدهشة الصافية والإبهار النقي، عبر تماسهم البصري مع أبوظبي بمنجزاتها المذهلة، جاء الفريق إلى الدولة بدعوة من «أبوظبي ميديا»، وكان الظن أن أعضاءه هم موضع حفاوة المشاهدين المتابعين للمسلسل الذي أحرز تمايزاً ملحوظاً واستقطب اهتمام مشاهدي الشاشة الصغيرة، لكن الموقف سرعان ما تغير، حيث بدأ الفنانون الأتراك مأخوذين بجمال أبوظبي، ومبهورين بالدهشة الفائقة التي تتيحها معالمها الاستثنائية. صوّر الضيوف أكثر بكثير مما تصوروا، وسألوا أضعاف ما سئلوا، ولم يبدوا معنيين بالحديث عن أنفسهم وتجاربهم الثرية بقدر ما ظهروا في موقع الحريص على الاستئناس بسيرة المخاض الإنجازي الذي أثمر مدينة عصرية بالغة الإيحاء والإدهاش. جواب لكل سؤال عندما جرى تجميع الفريق الضيف في باحة فندق «قصر الإمارات» صباح الإثنين، وحولهم الفريق الإعلامي المتابع لجولتهم، تساءل أحد الضيوف: هل ثمة مكان أكثر روعة من هنا ليأخذوننا إليه؟ّ لم يطل به الوقت حتى جاءته الإجابة بصورة عملية عندما حطت الحافلة رحالها في باحة مسجد الشيخ زايد، حيث وجد الجميع أنفسهم في مواجهة معلم حضاري يوائم ببراعة متألقة بين وداعة الإيمان ورقي العمران، ظهر المسجد مضيافاً بأكثر مما يمكن لضيف أن يتخيله، أفرد رحابة المشهد نحو احتضان نادر لعيون القادمين وأفئدتهم على حد سواء، كان الخشوع يتجاور مع البهاء المحرض على الاعتزاز، وكانت الصورة مزيجاً متقناً من البساطة والعظمة، فصار الإصغاء إلى دلالة الجدران الشامخة والقبب الحانية والفسحات العابقة بنسيم هو أقرب إلى السحر، خياراً وحيداً وكافياً، بل ومحبذاً أيضاً.. جال الضيوف في الأروقة، تعرفوا إلى الأجزاء المكونة للمسجد الاستثنائي، كان الشغف في عيونهم جلياً، هي لحظات مفصلية لا تنطوي الحياة على الكثير منها عادة، لحظات يكون المكان فيها فائق الجود، مكرِّماً لقاصديه، قبل أن يتحول جزءاً مكوناً من الذاكرة المنحازة دوماً نحو الجمال النقي.. سباق نحو الدهشة جاءت الإجابة حاسمة وكافية على سؤال الضيف حول المكان الأكثر روعة، وكان لا بد من تدعيمها بأسانيد واقعية تملك أبوظبي منها الكثير، من المسجد الكبير شقت الحافلة طريقها نحو حلبة ياس، حيث سيارات السباق الاحترافي بالانتظار، وبالرغم من شوق الضيوف إلى حلبة سباق تأملوا في مثيلاتها طويلاً من خلال شاشات التلفزة، إلا أن رخاء المشهد المحيط بها أخذ باهتمامهم، تمعنوا طويلاً في تفاصيله، رصدوا التناغم الدقيق بين المعطى الجغرافي الذي منحه الخالق لأبوظبي وبين الإضافات المثرية التي أثمرت عنها عقول أبنائها وسواعدهم، بدا الأمر كما لو أن هناك تناسقاً مثيراً للاهتمام يجمع ابداعاً ربانياً إعجازياً إلى انجاز بشري متقن، ومجدداً كان لحالة من الإندماج السكوني المنطوية على شيء من الذهول أن تسود الموقف. فرحة مستعصية باندفاع طفولي ارتدى الضيوف ثياب سائقي السباق المحترفين، وبأكثر منه تحلقوا حول أحد المدربين يشرح طرق التعامل مع سيارات أعدت لتسابق الوقت فوق أرض آلت على نفسها أن تسابق الزمن، أما عندما أعلنت لحظة الانطلاق فقد بدت كما لو أنها نحو عفوية طفولة يغادرها المرء مرغماً، كانت الفرحة في عيون المتسابقين أفصح من أن تُدارى، بلحظة تخلوا عن وقار مفترض للنجومية، وعن تعال مصطنع يتقنه الممثلون، وعن مكانة متقدمة تتاح للمحتفى بهم، ليعلنوا بلا أدنى تحفظ احتفاءهم غير المشروط بلحظة تكاد تكون تاريخية لجهة عدم احتمالية تكرارها، قادوا سيارات السباق للمرة الأولى، وتحولوا إلى أبطال لهذه الرياضة الخطرة للمرة الأولى، وأنجزوا أرقامهم القياسية الخاصة للمرة الأولى، وأدركوا على الأرجح، أن أبوظبي وحدها تسمح لكل هذه المرات الأول بأن تحدث دفعة واحدة.. يوم ماراثوني انتهت جولات السباق لكن اليوم الماراثوني لم ينته، في المساء كان على الضيف الذي طرح السؤال صباحاً حول المكان الأفضل، أن يعاود التعامل معه مجدداً، نعم ثمة مكان أفضل من قصر الإمارات، هو قصر الإمارات نفسه تزينه سهرة بدوية أقيمت على شرف الفريق الضيف، مجدداً كان على الممثلين أن يتحولوا طوعاً إلى مشاهدين لرقصات التراث الإماراتي، وأن يستمتعوا بالموسيقى القادمة من عبق الماضي الجميل، وأن يسرحوا مع الكلمات العذبة ترسم الجغرافيا الشاسعة بالحروف والآهات. النجوم يتحدثون في لحظات مسروقة من الفقرات الممتعة التي تخللت جولة الفريق الضيف، أمكن لـ»الاتحاد» أن ترصد ردود فعل بعض المشاركين: بطل مسلسل «إيزل» كنان أميرزولي أولو أبدى إعجابه الفائق بما شهده وشاهده، «كما لو أن كل شيء في أبوظبي معداً ليزرع الدهشة في نفوس قاصديها»، وبالرغم من أن كنان يزور العاصمة للمرة الثانية فقد كان لديها الكثير مما تثير إعجابه به، والأرجح أنَّها ستظل تفعل ذلك طويلاً وكثيراً. حول المسلسل الذي تولى بطولته يقول كنان: «هو من أفضل الأعمال التي قمت بتجسيدها طيلة حياتي الفنية، ويتميز بحبكته القوية، وبمتانة الإخراج، اضافة إلى التقنيات المتطورة التي استخدمت في سياق الإنتاج». بدورها شريكة كنان في بطولة المسلسل، جانسو ديري، التي قامت بدور عيشة، أعربت عن سرورها الكبير بزيارة أبوظبي، وبالحفاوة التي قوبلت بها، مشيرة إلى أن النجاح الذي حظيت به النسخة العربية من مسلسل «إيزل» جعلها مشهورة في العالم العربي، وهو ما يبعث الرضى في نفس أي فنان، ذلك أن الجمهور العربي يتمتع بحس مشهدي رفيع، ويعتبر قبوله لعمل فني ما بمثابة شهادة تبرر الاعتزاز. من جهته أكد الممثل باريش فالاي وهو يلعب في المسلسل دور علي، صديق البطل الذي ينقلب عليه، أن زيارة أبوظبي تشكل إحدى المناسبات التي تبقى طويلاً في ذاكرة الزائر، معرباً عن امتتنانه للتكريم الذي لقيه من الجهة الداعية، ومن الجمهور الذي لم يبخل في إظهار مشاعر الود حيال الفريق. ورداً على سؤال «الاتحاد» حول الشخصية الشريرة التي يجسدها في المسلسل قال فالاي: «ليس من ضير في تقديم نماذج إنسانية تتسم بالقسوة والقدرة على الإيذاء في الأعمال الدرامية، ما دامت هذاه الشخصيات تتلقى العقاب المناسب لسلوكها، فالحياة هي مزيج من خير وشر ولا يمكن الإدعاء بغير ذلك. الصوت أيضاً على هامش السهرة البدوية كانت ثمة فرصة لدردشة سريعة مع بعض الممثلين العرب الذين تولوا دبلجة أصوات النجوم الأتراك، وفي هذا الإطار أوضحت الممثلة رولا أسعد، وهي مديرة الشركة المنتجة العربية من المسلسل، وقد تولت تعريب صوت عيشة، بطلة المسلسل، تؤكد لورا أن الأعمال المدبلجة تقدم فائدة ذات شأن للمشاهد العربي، لما تتيحه من فرصة الإطلاع على نتاجات الشعوب الأخرى، وهي نتاجات متسمة بقدر عال من الاحتراف غالباً. وإذ لا تنفي كون هذه الأعمال تشكل عاملاً منافساً لمثيلاتها العربية، إلا أنها ترى في هذا النوع من التنافس مصدر إثراء للدراما العربية، فهي تحفزها على تقديم الأفضل، وتحرضها على تجاوز العقبات التي تعترض مسيرتها. بدوره الممثل حسام الشاه، الذي جسد صوت علي في النسخة العربية، نفى أن يكون بعمله هذا يختبىء وراء ممثل تركي، مؤكداً أنه يلاعب هذا الممثل بطريقة إبداعية، وهو يبرهن بالملموس أن العمل التلفزيوني ليس مجرد صورة فقط، بل يحتل الصوت مكانة هامة في سياقه، كذلك يشكل الأداء المقنع المعتمد على لهجة الممثل عنصراً أساسياً في عملية إقناع المشاهد. ومن الممثلات المشاركات في العمل أكدت كوزيت حداد أن تعاطيها مع الأعمال المدبلجة جعلها ترفع سوية خياراتها لجهة قبول أو رفض الأدوار الدرامية السورية التي تعرض عليها، مشيرة إلى لمسات احترافية مميزة في الأعمال التركية، يجدر بمثيلاتها العربية أن تعتمدها لتحفظ مكانها على خارطة الإبداع الدرامي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©