الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أجواء رمضانية

1 سبتمبر 2009 23:55
أجمل ما تتمتع به المناطق الصغيرة ذات المنازل الشعبية في رمضان، كالشهامة والرحبة والباهية وبني ياس، وغيرها من المناطق التي تبتعد عن الزحام أبوظبي.. الحميمية التي تغمر المنازل بأجمعها، وصلة الرحم، والتجمعات التي تدور في الخيم الرمضانية التي نصبت أمام المنازل لترحب بكل صائم داهمه الأذان عن الوصول لداره، ولقي فيها التمر واللبن الذي يعينه على إكمال دربه للمسجد. وبعد صلاة التراويح يجد فيها التجمع الطيب مع الأهل والأصحاب.. هذا التجمع الذي لا يكاد ُيرى في الأيام العادية حيث ينشغل كلٌ بليلاه. كما أن النساء لا يتوانين عن الزيارات الدورية المقسمة على أهالي الفريج طول الشهر.. فبعد التراويح ترى كومة كبيرة من السواد تتحرك معا إلى منزل أم فلان لأنها مريضة.. وبعدها يستأذنون ليكملوا فوالتهم في منزل أم علاّن التي تضبط شاشتها على مسلسل باب الحارة، وتفرش السفرة بكل مالذ وطاب مما تبقى من أكل الفطور. ولكل عائلة ومنزل طقوسه الخاصة.. فبعضهم جعل هذا الشهر فرصة للتجديد وللتقرب إلى رب العالمين من خلال صلاة الجماعة وقيام الليل ومجالس الذكر، أما النوع الآخر فتهافت على المشاوير الليلية والسهر إلى الفجر وتجمعات «الحش والقرض اللي يشتغل سوقه بعد الفطور». أجواء رمضان عبقة وجميلة بكل ما فيها.. فقد جاء ليوحد القلوب ويطهر النفوس التي اعتلاها الصدأ.. كما أنه جاء ليساعد ربات البيوت على التفنن في «الطبيخ والنفيخ» الذي لا يظهر في المطبخ إلا في هذا الشهر، وليُلين بعض القلوب القاسية التي لا تعرف الرحمة. وكم أتمنى لو يطول الشهر أكثر لأستلذ من روحانيته بشكل أكبر.. كما أتمنى لو تخف عصبية وتهور بعض السائقين الذين لا يرون أمامهم إلا السفرة المعمورة، وبعدها يحصدون روائح الأبرياء الذين يقطعون الطريق. للأسف.. رغم كل التحذيرات والإعلانات التي تنادي بالتمهل وعدم السرعة، خاصة قبل الفطور، إلا أن هناك من لا يمانع بقطع السعادة عن بعض الأهالي، وحرمان الأبناء من ابائهم في سبيل إشباع «كرشته» التي بقيت صائمة طوال اليوم. آخر الكلام: (اللهم إني صائمة) أفراح جاسم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©