الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اللاجئون الفلسطينيون مازالوا يحنون إلى ديارهم

15 مايو 2010 23:54
يشعر الحاج عبدالعزيز سرحان "أبو غسان" من قرية التينة قرب الرملة المحتلة عام 1948 والمقيم حالياً في مخيم قدورة للاجئين قرب رام الله بالحزن والأسى في ذكرى النكبة. . وجلس أبو غسان "80 عاماً" في خيمة إحياء ذكرى النكبة عند ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في رام الله وأخذ يسرد القصص للزوار، قائلاً: "كان يوماً حزيناً ومؤلماً. هناك من رحلوا من دون أن يتمكنوا من أخذ أولادهم معهم، وهناك العديد من النساء ولدن في الطريق. لقد أوهمونا أنها جمعة مشمشية وسنرجع، وها هي الجمعة تستمر 62 عاماً والحبل على الجرار، لقد تعفّن المشمش قبل أن نعود". وذكر أنه زار قريته بعد احتلالها أربع مرات مصطحباً معه أولاده ليعرفهم بأرضهم وقد أوصاهم بعدم التفريط فيها حتى لو تم إغراؤهم بمال الكون. وقال: "ذهبت في زيارتي الأولى لأحضر كتبي وأوراقي وبعض العسل من المنحلة التي كنت أعتاش منها، فوجدت كل شيء قد دمّر، حتى المنازل كانت موحشة وأبوابها مفتحة، ولا شيء موجود مكانه، وكأن إعصاراً ضرب القرية". ولدى سؤاله: هل تتوقع العودة إلى قريتك؟، أجاب على الفور "أملي في الله كبير أن أرجع إلى التينة، دائماً أرى نفسي فيها أتجول في حاراتها يومياً". إلى ذلك، مازال محمد العناتي "67 عاماً" يذكر والده عندما حمله على ظهره، وهو مريض ولم يتجاوز عمره 5 أعوام، ليمشي به من مدينة اللد إلى أحد مخيمات اللاجئين، ويقول: "أتمنى أن نرجع إلى قريتنا لنزرعها ونحصدها ونستمتع بجوها ومناظرها الخلابة التي لن تغيب عن ذاكرتنا إلى الأبد". أما ديانا صفية إميل، فقد كان عمرها 7 سنوات عندما تركت عائلتها منزلها في غربي القدس ولجأت إلى بيروت وأقامت فيها 9 أشهر قبل أن تعود إلى القدس الشرقية، حسبما روت لوكالة "فرانس برس". وقالت: "إن والدي كان يقول: لن نترك القدس أبداً. لو كنا نعلم أننا لن نعود أبداً، لكنا فعلنا شيئاً آخر". لكنها استدركت بالقول: "لقد كنا محظوظين؛ لأننا لم ينته بنا المطاف في مخيم للاجئين وكنا نملك الوسائل للسفر والتعلم". وتقيم ديانا صفية في بيت حنينا، وقد رأت منزلها السابق الواقع حالياً في حي البقعة اليهودي مع أهلها للمرة الأولي في عام 1967، ومنذ ذلك الحين توفي والداها إميل وأوديت. ولدى عودتها إلى المنزل أمس لرؤيته مرة ثانية أسرت بقلق "لا أدري ما اذا كنت سأعرفه. ففي 1967 كانت هناك شجرة نخيل، وكان سطح المنزل المجاور من القرميد وقد تغيرت أسماء الشوارع وأضيفت أحياناً طوابق إلى المنازل المبنية من الحجر، كما ترفرف أعلام إسرائيلية على نوافذها". وساعدتها في التعرف إليه صورة لها مع أهلها في حديقتهم، لا سيما أن حديد النوافذ بقي كما هو. وقالت متنهدة والدموع تنهمر من عينيه: "يا الهي إنني سعيدة برؤية منزلنا من جديد، لكني أفكر في جرح والدي وأتصور معاناتهما". وأضافت، في استسلام للقدر: "أتمنى للذين يسكنونه السعادة لأنها ليست غلطتهم. وليصلوا من أجل الذين رحلوا".
المصدر: رام الله، القدس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©