السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصطفى عبدالرحيم يستلهم الفن الإسلامي بالظل والنور والزجاج

مصطفى عبدالرحيم يستلهم الفن الإسلامي بالظل والنور والزجاج
1 سبتمبر 2009 23:55
يعتبر الفنان مصطفى عبدالرحيم نفسه خادماً مخلصاً للفنون الإسلامية التي يراها صالحة لكل العصور، بما فيها من عناصر وقيم جمالية راقية. وقد جعله إخلاصه لفنه أحد الفنانين المتفردين الذين يقدمون أعمالا ابداعية متنوعة مستوحاة من الفنون الإسلامية من الزجاج المعشق الى الكتابة على الزجاج، الى تجارب متميزة في الخط العربي على الزجاج أو لوحات مستقلة، هو يعتبر نفسه امتداداً للفنانين المسلمين الأوائل، يستلهم روح فنونهم ويقدمها في قالب عصري• يعود ارتباط الفنان مصطفى عبدالرحم بالفنون الإسلامية الى منتصف السبعينيات من القرن العشرين، عندما قرر أن ينقب في الفنون التراثية التي كانت تلبي احتياجات الناس، ثم بدأت تيارات الفنون الغربية تعمل على ازاحة الفنون التراثية، ومنها الفن الإسلامي، فأصبحت هناك حلقة مفقودة يريد الفنان مصطفى عبدالرحيم أن يوصلها الى الناس مستعينا بدراساته المتنوعة في الزجاج، فهو خريج قسم الزجاج بكلية الفنون التطبيقية، وحاصل على الماجستير والدكتوراه في خامة الزجاج، إضافة إلى دبلوم الخط العربي ودبلومة في الزخرفة الإسلامية• ويقول انه اكتشف كون الفنون الإسلامية صالحة لكل عصر، بشرط أن نفهم رموزها ودلالاتها ونعيد اكتشافها، حتى يتسنى لنا تقديمها في قالب عصري يلائم المجتمعات الحالية، فالفنون الزجاجية التي تركتها الحضارة الإسلامية قيمة مهمة جداً، لما تحمله من خصوصية غير موجودة في الفنون الأخرى، فالمشكاوات والبللور الصخري والزجاج المؤلف بالجص والمينا والبريق المعدني عناصر إسلامية بحتة، أبدع الفنانون المسلمون الأوائل فيها، وهي إضافات حضارية إسلامية ليس لها مثيل في الفنون الأخرى، ناهيك عن الخط العربي والمقرنصات وبقية العناصر التي شهدت تطورا على يد المسلمين الأوائل• مزاوجة يرى عبد الرحيم أنَّ الحضارة الإسلامية كشفت عن عظمة الإسلام حينما لم تلغ الآخر، بل استفادت منه، عبر الاهتمام بالعلم، وترجمة علوم الحضارات اليونانية، والاحتفاظ بها والاستفادة منها بشكل يلائم طبيعة الحضارة الإسلامية، لهذا تميزت الفنون الإسلامية وأصبحت تحظى بمزايا عديدة منها ان هذه الفنون وظيفية تنفع الناس، فضلاً عن براعة الفنانين الأوائل في إبداع أعمال تمتاز بالتبسيط والتجريد، وتسمو بالماديات الى الروحانيات• ويجزم أنَّ رؤية الفنون الإسلامية بهذا المنطق، تساعد على اعادة صياغتها واكتشافها بشكل سليم وإيجابي، مشيراً إلى أنَّه يسعى للبحث في الماضي لكي يعيش لحظة ابداعية في الزمن المعاصر باستخدام جميع التقنيات، ففي أعماله مزاوجة بين الماضي والحاضر، وفي أعمال الزجاج التي ابدعها مصاحبة للخط العربي، ركز على فكرة أن الزجاج وسيط للضوء، والآيات القرآنية مصدرها السماء فجمع بين النور بالقرآن والنور في خامة الزجاج في عمل ذي قيم جمالية ووظيفية واقعية• ويوضح انه لم يتوقف عند استلهام الفنون الإسلامية والجماليات الموجودة بها، بل استفاد من إسهامات الحضارات الأخرى، فلجأ الى استخدام تقنية الزجاج المؤلف بالرصاص، وهي تقنية غربية اكتشفها الانجليزي باديني، تعتمد على أشكال وموضوعات وألوان تناسب خصوصية المجتمع الإسلامي، أما في أعمال الخط فكان يهدف الى تحقيق الطلاقة والمرونة والأصالة والتجريد، وهي قيم موجودة في الخط كعنصر إسلامي بحت، بل هو مزج في كثير من أعماله بين الخط المكتوب والزجاج، مما أعطاه نتائج باهرة، أثمرت أعمالاً فنية جمعت بين الفعل الجمالي والوظيفي• امتداد للسالفين يؤكد عبد الرحيم أنَّه امتداد للفنانين المسلمين الأوائل، فهو يكمل مشوار هذه الفنون العريقة، خاصة انه لا وجود لفروق جوهرية بين دور الفنانين القدامى والمعاصرين، إلا في اختلاف العطاء فالفنان المسلم الأول كان يؤكد خصوصية احترام الفرد وتثقيفه جماليا والفنان المعاصر يكمل نفس الرسالة ويضيف اليها المستجدات وخبراته وابداعه الخاص دون أن يسعـى للتقليـد• ويقول إنَّ أعماله الابداعية تسعى للحفاظ على الفنون الإسلامية والتجديد فيها، بإضافة وجهات نظره الفنية فهناك تأصيل لبعض العناصر كالألوان التي تحمل رموزاً ودلالات واضحة، مثل الأسود الذي يشير إلى السيادة وثبات العقيدة، والأخضر الذي يرمز للحياة، والأزرق الذي يرمز للرحمة، مع الاستفادة من التقنيات لتظهر الأعمال الإسلامية المعاصرة في أبهى صورها الفنية، وهو حر في اختيار عناصره دون أن يتقيد بأي قيود، كما لا يشعر بحدود مغايرة لأخلاقيات المهنة التي تفرض عليه السمو بالأشياء، وعدم التقليل من شأنها، وهذا، برأيه، من أسرار بقاء الفنون الإسلامية حية ومتألقة• يشدد الفنان مصطفى عبدالرحيم على أن قيمة الفنون الإسلامية واضحة للجميع، والانبهار بهذه الفنون من الغرب يتوافق مع العقل والمنطق، لأنها تحمل أبجديات الفن على مستوى العالم، والغرب يقبل على هذه الأعمال لانه يرى فيها قيما جمالية تخضع لمعايير إنسانية، ولكن عندما تتداخل السياسة مع الفنون يحدث أمر آخر في التقييم، وتظهر نعرات التعصب ضد هذه الفنون، وهذا التعصب ليست له علاقة بقيمة الفنون الإسلامية وإبداعها المتجدد، والذين يقللون من شأن الفنون الإسلامية، مستشرقون متعصبون لم يدركوا قيمة هذه الفنون•
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©